تدعيم الغذاء قد يوفر ملايين الجنيهات للاقتصاد المصري طبقاً لدراسة للأمم المتحدة

القاهرة – حثت الدراسة التي أجراها برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة الحكومة المصرية على زيادة الاستثمار في مجال التغذية وذلك من خلال إظهار العوائد الاقتصادية المرتفعة على الاستثمار في هذا القطاع من حيث صحة العامل ونمو الطفل. 

تشير الدراسة إلى الدور الذي يقوم به المشروع القومي لتدعيم الخبز البلدي بالحديد وحمض الفوليك في تقليل الأعباء الصحية والاقتصادية بنحو 650 مليون جنيه مصري في السنة. ويستند هذا التقدير على ميزانية تقدر بحوالي 280 مليون جنيه لمدة عشر سنوات، وحسب تقديرات الدراسة فإن العائد السنوي على الاقتصاد المصري من كل جنيه يستثمر في تدعيم الدقيق يمكن أن يتجاوز 23 جنيهاً.

فوائد اقتصادية

وقال جان بياترو بوردينيو الممثل والمدير القطري لبرنامج الغذاء العالمي بمصر: "تعتزم هذه الدراسة أن تظهر لصانعي السياسات والقرارات أن الإنفاق على التغذية هو استثمار مباشر يولد فوائد اقتصادية على المدى الطويل لهذا البلد." وأضاف: "يشيد برنامج الأغذية العالمي بمجهودات الحكومة لاتخاذ هذا النهج المبتكر من أجل تحسين التغذية. وتحث هذه الدراسة على الاستمرارية لأنه رغم كبر العائد على الاستثمار في مجال التغذية إلا أنه يتطلب وقتاً واستدامة." 

وبدأ المشروع الوطني لتدعيم دقيق القمح في عام 2008 ويستفيد منه حالياً 70 بالمائة من السكان في مصر. وينفذ هذا المشروع بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي وزارة التضامن الاجتماعي والمعهد القومي للتغذية التابع لوزارة الصحة. ويدعم المشروع التحالف العالمي من أجل تحسين التغذية (GAIN)، والذي يجمع بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص لمكافح سوء التغذية.

وكان برنامج الأغذية العالمي قد استعرض الدراسة يوم الثلاثاء الماضي 04 مايو خلال حلقة نقاشية حضرها مسؤولون كبار بالحكومة المصرية. وافتتح الحلقة معالي وزير التضامن الاجتماعي الدكتور علي المصيلحي، ومدير المعهد القومي للتغذية الدكتورة عزة جوهر، والأمين العام لجمعية الهلال الأحمر المصري الدكتور ممدوح جبر الذي ناقش النتائج والتوصيات. 

تأثير فقر الدم

وعرضت النتائج الرئيسية للدراسة الدكتورة هبة نصار نائب رئيس جامعة القاهرة والسيد جاك باجريانسكي الخبير الدولي في مجال التغذية. وتأخذ الدراسة في الاعتبار عوامل مثل ضعف الأداء بين البالغين المصابين بفقر الدم، ومدى تأثر وعي وإدراك الأطفال المصابين بفقر الدم فضلاً عن معدل وفيات الأطفال الرضع. 

ووفقاً لدراسة برنامج الأغذية العالمي، فالقيمة الحالية للخسائر الاقتصادية الناجمة عن فقر الدم في مرحلة الطفولة تتجاوز 1.6 مليار جنيه سنوياً. وتقدر الخسائر الناجمة عن فقر الدم بين البالغين العاملين في العمل اليدوي بحوالي مليار جنيه سنوياً في المتوسط. 

ويساعد برنامج الأغذية العالمي الحكومة المصرية على البدء في مشروعات جديدة للتوسع في نطاق تدعيم السلع الغذائية الأساسية، فقد وقع البرنامج ووزارة التضامن الاجتماعي مؤخراً اتفاقا جديدا لتدعيم الزيوت النباتية بفيتامين (أ) و(د).