تغير المناخ: حقيقة من حقائق الحياة بالنسبة للجوعى فى العالم
روما - العلاقة بين المناخ والجوع أصبحت جلية تماما هذا الصيف عندما ضربت الأمطار الغزيرة باكستان، مما تسبب في فيضانات مدمرة غمرت ألأراضى الزراعية، ودمرت المحاصيل، وخلّفت 10 ملايين شخص فى حاجة إلى معونات غذائية.
وثمة شاهد آخر على تلك العلاقة تمثل في الجفاف الذي ضرب أجزاء من روسيا هذا العام، مما أدى إلى انخفاض كبير فى محصول القمح. وقد ساهم هذا بدوره فى ارتفاع أسعار القمح فى الأسواق الدولية، وزاد من معاناة الكثير من الناس فى البلدان الفقيرة من أجل شراء الغذاء الذي يحتاجونه لأنفسهم وأسرهم.
لذلك، فإن أحد الأسباب التي تجعل برنامج الأغذية العالمى مهتم بذلك الاجتماع الذي يُعقد فى كانكون هو أن المناخ وتغير المناخ يؤثر علينا بشكل مباشر - فإذا وقع المزيد من الفيضانات، وحالات الجفاف، وغيرها من الكوارث المرتبطة بالمناخ فى المستقبل، فإن عبء العمل لدينا سوف يثقل.
وفى الواقع، فإنه من المتوقع أن يؤدى تغير المناخ لإضافة 10 إلى 20٪ لمجموع الجوعى فى العالم بحلول عام 2050.
وأيا كانت نتيجة محادثات كانكون، فإن الكوارث المتصلة بالمناخ والطقس ستظل حقيقة من حقائق الحياة بالنسبة لكثير من أفقر فقراء العالم.
إلا أن أحد الأشياء التي في وسع العالم القيام بها هو مساعدة الناس على التكيف مع تغير أنماط الطقس، ومساعدة الحكومات فى إعداد استراتيجيات للتعامل مع الصدمات التي يمكن أن يسببها المناخ.
ويستطيع البرنامج مد يد المساعدة لأنه يملك أدوات متطورة لمساعدة الحكومات والمجتمعات المحلية على مراقبة العلامات المبكرة للأخطار الطبيعية، والاستعداد لها، واتخاذ التدابير اللازمة لتخفيف آثارها.
وفيما يلي ثلاثة أمثلة على ما نقوم به بالفعل:
إثيوبيا
من خلال العمل مع الحكومة الإثيوبية، ساعد البرنامج المزارع الفقير تونكولو ليتو وجيرانه على عكس الحلقة المفرغة من تآكل التربة وإزالة الغابات لجعل مزارعهم منتجة مرة أخرى. فبفضل هذا المشروع الجديدة المبتكر، استطاع هو وعائلته تحقيق الاكتفاء الذاتى من الغذاء.
أمريكا الوسطى
فى أمريكا الوسطى، وهى واحدة من أكثر مناطق العالم عرضة للكوارث، اتخذ برنامج الأغذية العالمى زمام المبادرة فى تطوير نظام للإنذار المبكر. حيث يُمكن نظام SATCA الوكالات الإنسانية والسلطات الوطنية من توقع الأخطار الطبيعية والاستجابة لها بشكل أفضل.
بنغلاديش
من الصعب بالنسبة للفقراء بناء سبل العيش التي تسمح لهم بالفكاك من محنة الجوع مع استمرار تعرض منازلهم للدمار جراء الفيضانات. وقد قامت جوليخا، وهى امرأة فقيرة من بنغلاديش، أخيرا برفع منزلها بعيدا عن مستوى مياه الفيضانات بفضل دورة تدريبية تنفذها الحكومة وبرنامج الأغذية العالمى.