الإمارات العربية المتحدة تدعم إنشاء جسر جوي عالمي لمساعدة المجتمعات الأكثر تأثرا بجائحة كوفيد 19
ودعما للدور الحيوي لبرنامج الأغذية العالمي في مجال تقديم الدعم اللوجيستي لمنظمة الصحة العالمية (WHO) وكافة المنظمات الإنسانية الأخرى، بادرت الإمارات العربية المتحدة بتخصيص أسطول جوي لدعم الجهود الإنسانية للبرنامج.
ونظرا للآثار السلبية للجائحة، والتي تهدد بانهيارالقطاعات الصحية وتدهور البنى الاجتماعية والاقتصادية في مختلف دول العالم، فإن هذا الدعم سيمكن البرنامج من توفير ملايين المستلزمات والوحدات الطبية، وآلاف الأطنان من البضائع الحيوية للاستجابة لاحتياجات المجتمعات الهشة والعاملين في الصفوف الأولى في أكثر من 100 دولة في العالم خلال الأشهر المقبلة وحتى نهاية العام الجاري.
وفي هذا السياق، قال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي: "في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ البشرية، وهي مرحلة يواجه فيها العالم تحديا غير مسبوق، تصدرت الإمارات العربية المتحدة مجددا قائمة الدول المستجيبة للأزمة العالمية عبر وضع إمكانياتها في خدمة الإنسانية."
وجاء قرار دولة الإمارات العربية المتحدة بدعم جهود البرنامج في غضون ساعات من المحادثة التي تمت بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي، والتي ناقشا خلالها الجهود الدولية الرامية لمكافحة الجائحة. وتأتي مبادرة الإمارات العربية المتحدة إثرقيام برنامج الأغذية العالمي مؤخرا بدق ناقوس الخطر محذرا من حدوث كارثة إنسانية عالمية تهدد المجتمعات التي تكافح من أجل البقاء في مناطق تعاني أصلا من الصدمات الاقتصادية والصراعات والكوارث الطبيعية. لذلك، فقد أصبح تقديم المساعدة لهذه المجتمعات يشكل مسألة حياة أو موت.
ففي الوقت الذي توقفت فيه معظم رحلات الطيران التجاري وتضاعفت فيه التعقيدات التي تواجهها سلاسل التوريد، والتي لم يسبق أن شهد لها العالم مثيلا على الإطلاق، سيعمل الجسر الجوي المشترك للإمارات العربية المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي على إعادة تزويد عمليات الإغاثة الإنسانية بما تحتاجه من معدات طبية وبضائع وخبرات ضرورية لمواجهة الجائحة في أكثر مناطق العالم ضعفا واحتياجاً.
وقد بدأت عمليات الجسر الجوي بنقل معدات طبية ضرورية من أوسلو إلى عدد من المواقع حول العالم. وسيعمل الأسطول بشكل دوري بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومواقع رئيسية في كافة أنحاء أوروبا وافريقيا وآسيا والشرق الأوسط.
وأوضح بيزلي أن: "برنامج الأغذية العالمي يعمل دون كلل لتعزيز الشريان اللوجيستي للاستجابة العالمية لمكافحة جائحة كوفيد 19. وستمكننا هذه الشراكة مع الإمارات العربية المتحدة من توسيع نطاق إمكاناتنا لدعم المنظمات الصحية والإنسانية بينما نسعى معا للحد من انتشار الفيروس ومواجه الآثار المدمرة المترتبة عليه."
ويمثل الجسر الجوي للإمارات العربية المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي مساهمة كبرى في خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية العالمية لمكافحة الجائحة، والتي طرحها الأمين العام للأمم المتحدة في نهاية شهر مارس. وكان برنامج الأغذية العالمي قد ناشد بتوفير مبلغ أولي بقيمة 350 مليون دولار أمريكي لبدء الخدمات اللوجستية العالمية المشتركة، كجزء من هذه الخطة. وذلك بالإضافة إلى مبلغ 1.9 مليار دولار أمريكي يحتاجه البرنامج للتمكن من القيام بعمليات الشراء الآجل للمواد الغذائية اللازمة خلال فترة ثلاثة أشهر لتغطية الاحتياجات الغذائية للمناطق الأكثر معاناة من الجوع حول العالم.
ويدير برنامج الأغذية العالمي في دبي أكبر مستودعات الإستجابة الإنسانية التابعة له في العالم، مستفيدا في ذلك من الموقع الاستراتيجي المتفرد الذي تتميز به دولة الإمارات العربية المتحدة كبوابة عالمية في مجال الخدمات اللوجستية وكمركز تجاري مهم يربط بين مختلف أنحاء العالم، ومن الدعم السخي لحكومة الإمارات العربية المتحدة، التي تعتبر واحدة من أكبر الجهات المانحة لبرنامج الأغذية العالمي على مستوى العالم.