Skip to main content

تقليل المعونات الغذائية لملايين السودانيين

صرح برنامج الأغذية العالمي بأنه اضطر إلى تقليل الحصص الغذائية من البقوليات والسكر والملح التي يستفيد منها 3,2 مليون سوداني وذلك بسبب بطء الاستجابة الدولية لمناشدات البرنامج...

الخرطوم - 12 مارس 2006 - صرح برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم بأنه اضطر إلى تقليل الحصص الغذائية من البقوليات والسكر والملح التي يستفيد منها 3,2 مليون سوداني عاجزون عن الوفاء باحتياجاتهم الغذائية الاساسية وذلك بسبب بطء الاستجابة الدولية لمناشدات البرنامج للحصول على دعم نقدى وعينى من أجل برامجه فى السودان.

وعلى الرغم من أن بعض السلع كالحبوب (التي تمثل الجزء الأكبر من المساعدات)، والأغذية المخلوطة المقواة والزيوت النباتية لم تتأثر حتى الآن، إلا أن توزيع السلع الأخرى بات على وشك التوقف تماما.

خفض الحصص الغذائية

وقال برادلي جيرانت، نائب المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في السودان: "إن خفض الحصص الغذائية هو آخر حل نلجأ إليه عندما لا نملك بديلا آخر." وأضاف: "نحن نقتطع كميات من البقوليات والسكر والحبوب من عمليات التوزيع العامة بهدف الحفاظ على بعض الامدادات الغذائية لفترة أطول مما يتيح لنا توزيعها فيما بعد على الفئات الأشد احتياجاً."

وأردف جيرانت: "إننا نقوم تحديداً بتخصيص كميات السكر المتبقية لمراكز التغذية المنتشرة في السودان بهدف ضمان حصول الأطفال والسيدات الحوامل والمرضعات الذين يعانون من سوء التغذية على الجزء الحيوى من احتياجاتهم الغذائية المقننة."

وفي نهاية شهر فبراير الماضي لم يكن لدى البرنامج سوى أربعة بالمائة فقط من إجمالي الاموال المطلوبة (746 مليون دولار أمريكي) لتوفير الغذاء لنحو ستة ملايين سوداني في عام 2006. وحتى الآن لم يتلق البرنامج سوى 15 بالمائة فقط من هذه الاموال (نقدا وعينا) اللازمة لانقاذ الارواح المهددة بالجوع.

الأولوية للبقاع النائية

إن خفض الحصص الغذائية هو آخر حل نلجأ إليه عندما لا نملك بديلا آخربرادلي جيرانت، نائب المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في السودان
وأضاف جيرانت: "إننا نرحب بشدة بتبرع الولايات المتحدة الأخير - والذى رفع اجمالى تبرعات الولايات المتحدة لعمليات البرنامج إلى 114 مليون دولار أمريكي - إلا أننا بحاجة عاجلة إلى المزيد من التبرعات النقدية حتى نتمكن من نقل المساعدات الغذائية إلى أماكنها في السودان قبل حلول موسم الأمطار. إننا نعمل في مناطق فى السودان يعد الوصول اليها هو الاصعب فى جميع أنحاء العالم مما يتطلب أربعة إلى خمسة أشهر كى تتحول أى تبرعات نقدية إلى مساعدات غذائية فى أيدى المحتاجين فى هذه البقاع النائية."

وذكر جيرانت أيضا أنه "يتعين علينا أن نعطي الأولوية في نقل المعونات الغذائية إلى الأجزاء التي سوف يستحيل المرور فى طرقها خلال موسم الأمطار. ويتزامن موسم الأمطار مع ما نطلق عليه موسم الجوع الذى يسبق الحصاد حيث تصل الاحتياجات إلى ذروتها. وإذا لم نتمكن من نقل المساعدات قبل بدء موسم هطول الأمطار، فسوف نضطر إلى الاعتماد على عمليات نقل وإسقاط الغذاء جوياً وهى وسيلة باهظة التكاليف."

الفئات المستفيدة

ومن بين الفئات التي تتلقى المساعدات الغذائية من برنامج الأغذية العالمي وشركائه في السودان: النازحون الذين يحاولون إيجاد سبل للعيش في مخيمات دارفور والعائدين الذين يشقون طريقهم إلى ديارهم في جنوبي السودان وفي المناطق الثلاث الانتقالية وذلك في أعقاب اتفاقية السلام الشاملة.

وغالبا يصل هؤلاء العائدون إلى ديارهم وليس معهم إلا القليل أو لا يملكون شيئا على الاطلاق فى الوقت الذى تعد فيه مناطقهم من اكثر البقاع تضررا من سوء التغذية في العالم.

وتتطلب عمليات الاغاثة العاجلة التي يقوم بها البرنامج في السودان - والتي تعد أكبر العمليات وأكثرها تكلفة - نحو 746 مليون دولار أمريكي في عام 2006 لمساعدة 6,1 مليون شخص في إقليم دارفور، بجنوب السودان وفي المناطق الثلاث المعروفة رسميا باسم المناطق الانتقالية وفي شرق البلاد.

ومن ناحية أخرى يقوم البرنامج بعملية إغاثة وإنعاش تستهدف لاجئي إريتريا في السودان، وتعرضت هذه العملية التي تواجه عجزاً شديدا في التمويل إلى خفض المعونات الغذائية هي الأخرى.