تصاعد التوتر في تشاد يعرض الامدادات الغذائية للخطر
نجامينا - 3 مايو 2006 - وسط تصاعد التوتر وتقارير عن استعدادات لشن هجمات مسلحة في تشاد، حذر برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة من أن الحصول على الغذاء أصبح مسألة صعبة لنحو 70 ألف من السكان الفارين من الهجمات المسلحة في شرقي البلاد أو ممن يقطنون هذه المنطقة.
نفاذ المخزون الغذائي
وطبقا لبعثة تقييم أمن غذائي تابعة للبرنامج عادت قريباً من منطقة شرقي تشاد، المتاخمة لحدود إقليم دارفور السودانى المضطرب أمنياً، فإنه على الرغم من أن الوضع لا يستدعى القلق الشديد بعد، إلا أن المخزون الغذائي لقرابة 50 ألف شخص من النازحين داخل البلاد ينفذ سريعاً حيث يتقاسم النازحون مصادرهم المحدودة مع نحو 20 ألف شخص من الأسر التي تستضيفهم.
وتعتبر معدلات سوء التغذية حالياً في المناطق التي قام فريق التقييم بزيارتها ضمن الحدود المقبولة (حيث تتراوح المعدلات العامة لسوء التغذية الحاد للأطفال دون سن الخامسة ما بين 5.5 و 8 بالمائة وتصل معدلات سوء التغذية الحاد للحالات الخطيرة إلى 2 بالمائة.)
اكتفاء ذاتي
وقال ستيفانو بوريتي، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في تشاد: " علينا أن نعمل بسرعة كي نتجنب حدوث أي تدهور مفاجئ في الحالة التغذوية لهذه الفئات. ونتطلع إلى بدء أنشطة حماية البذور التي يمكن زراعتها في هذه المناطق، لتحقيق اكتفاء ذاتي لهؤلاء الأشخاص لأطول فترة ممكنة. ولا نخطط حاليا لعمليات توزيع عامة للأغذية ولكننا نتابع عن كثب تطورات الوضع هناك."
علينا أن نعمل بسرعة كي نتجنب حدوث أي تدهور مفاجئ في الحالة التغذوية لهذه الفئاتستيفانو بوريتي، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في تشاد
وعلى الرغم من الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها البلاد والتي جرت الشهر الماضي بين القوات الحكومية وقوات المتمردين وما أعقب ذلك من ترحيل للموظفين غير الأساسيين التابعين للأمم المتحدة وموظفي الجمعيات الأهلية، إلا أن جهود برنامج الأغذية العالمي في تشاد مازالت جارية لاستكمال توزيع حصص الغذاء لشهر أبريل في اثني عشر مخيماً من المخيمات الكائنة شرقي البلاد والتي يقطنها نحو 210,000 من اللاجئين النازحين من دارفور. بيد أن الأوضاع الأمنية غير المستقرة من شأنها أن تجعل العمليات اللوجستية - والمعقدة بالفعل - أكثر صعوبة.
على حافة الهاوية
وأضاف بوريتي: "وحتى في الأحوال العادية فإن عملية برنامج الأغذية العالمي في شرقي تشاد تقف على حافة الهاوية. إننا نريد أن نتأكد من أن العالم على وعي بما يمكن أن يؤول إليه وضع النازحين التشاديين واللاجئين الهاربين من دارفور والذين يعتمدون على مساعدتنا."
ويمثل شهري أبريل ومايو فترة حرجة للغاية بالنسبة لنجاح جهود البرنامج حيث يسعى لتأمين الغذاء على مدار الستة أشهر القادمة لاثني عشر مخيما للاجئين شرقي البلاد وذلك قبل أن يستحيل النقل البري للمساعدات مع قدوم موسم الأمطار. وإذا ما توفرت حرية الحركة لقوافل الشاحنات عبر ليبيا والكاميرون فسيحقق البرنامج هدفه ويتم توصيل الغذاء إلى المكان المستهدف.
ولكن إذا ما تسبب الوضع الأمني غير المستقر في تأخير القوافل، فسيؤثر ذلك بشدة على جهود نقل الغذاء.
إغلاق الحدود
ويمكن تعويض نقص المساعدات أثناء موسم الأمطار من خلال إسقاط الغذاء جوياً بيد انها عمليات مرتفعة التكلفة للغاية.
وقد يكون لإغلاق الحدود بين تشاد والسودان - بعد الهجوم الذي قام به المتمردون على نجامينا في أبريل - أثرا بالغاً على عمليات البرنامج في إقليم غرب دارفور حيث يقوم البرنامج حاليا بتوفير الغذاء لإجمالي 500 ألف شخص فى هذا الإقليم وهو واحد من ثلاثة أقاليم في منطقة دارفور.
وتصل الكثير من المساعدات الغذائية حاليا إلى المحتاجين في هذا الإقليم من ليبيا عبر تشاد، غير أن إغلاق الحدود سوف يوقف تدفق المساعدات على هذا الطريق.
"موسم الجوع"
ومع بدء "موسم الجوع" السنوي فإنه من المؤكد أن المخزون الغذائي لدى العديد من التشاديين النازحين بالإضافة إلى المجتمعات التي تستضيفهم سوف ينتهي سريعا مما سيجعلهم في حاجة إلى مساعدات طارئة. ويحاول برنامج الأغذية العالمي تخزين أغذية للطوارئ من أجل هؤلاء الأشخاص،
ولكن إذا ما تدهورت الأوضاع الأمنية وتزايدت أعداد النازحين التشاديين، فسوف تزيد الضغوط - الموجودة بالفعل- على كل من مصادر التمويل المتاحة من أجل الوفاء باحتياجاتهم وأيضا على قدرة البرنامج على إرسال المساعدات إليهم.
وتحتاج عمليات البرنامج في شرقي تشاد إلى 87 مليون دولار لضمان استمرار عمله حتى نهاية العام ولكنه لم يحصل حتى الآن سوى على 60 بالمائة من هذه الاحتياجات. ونظراً للوضع الجغرافي لتشاد – حيث أنها محاطة باليابسة من جميع الاتجاهات - فإن الإمدادات الغذائية تصل إلى داخل البلاد بعد أكثر من أربعة أشهر من التبرع بها من قبل الجهات المانحة.