وكالات الأمم المتحدة في روما ورئاسات مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ يحشدون جهودهم من أجل العمل المناخي والتمويل قبل مؤتمر (COP 29)
روما - دعا برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)، ورئاستي مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ الثامن والعشرين والتاسع والعشرين اليوم إلى توسيع نطاق العمل المناخي والتمويل بشكل عاجل، من أجل نظم أغذية زراعية متكيفة ومرنة في البيئات الهشة والمتأثرة بالصراعات.
جاءت هذه الدعوة خلال اجتماع رفيع المستوى في روما تحضيرا لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ التاسع والعشرين. اجتمعت وكالات الأمم المتحدة التي تتخذ من روما مقراً لها، إلى جانب رئاستي المؤتمر الثامن والعشرين من دولة الإمارات العربية المتحدة والمؤتمر التاسع والعشرين من دولة أذربيجان، مع وزراء حكوميين من المناطق الهشة والمتأثرة بالصراعات الرئيسية، والجهات المانحة، والمؤسسات المالية الدولية، وصناديق المناخ متعددة الأطراف، ومجموعة من المنظمات الرئيسية المعنية بالمناخ والتنمية والمساعدات الإنسانية وشركاء السلام. اجتمع كل هؤلاء لتحديد التدابير اللازمة لتوسيع نطاق العمل المناخي وتمويل أنظمة الأغذية الزراعية المتكيفة والمرنة في البلدان الأكثر ضعفاً في العالم.
كما ناقشوا أيضًا كيفية معالجة انعدام الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على تدخلات المساعدات الغذائية الطارئة، بما في ذلك أنشطة بناء القدرة على الصمود، مثل تزويد المزارعين بالأدوات والمدخلات التي يحتاجون إليها لإنتاج الغذاء.
الظواهر المناخية المتطرفة مثل الجفاف والأعاصير والفيضانات المفاجئة والتصحر والعواصف الاستوائية وموجات الحرارة وعدم انتظام هطول الأمطار، لا تزال تؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي الحاد وإلحاق أضرار جسيمة بالمناطق الهشة والمتأثرة بالصراعات. ومع ذلك، فإن المجتمعات المحلية الأكثر ضعفاً تحصل على أقل الموارد لحماية نفسها وتجنب الخسائر والأضرار التي تلحق بسبل عيشها. في بعض المواقف، يحصل الشخص الذي يعيش في سياق هش على تمويل للمناخ أقل بمقدار 80 مرة من شخص يعيش في منطقة غير هشة.
وفقًا للتقرير العالمي حول الأزمات الغذائية لعام 2024، أدت الصدمات المرتبطة بالمناخ، مثل الجفاف والفيضانات، بشكل رئيسي إلى انعدام الأمن الغذائي الحاد في 18 دولة، مما أثر في أكثر من 72 مليون شخص، معظمهم في مناطق هشة ومتأثرة بالصراعات. أو حالات ما بعد الصراع.
تقول المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين: "لدينا العلم اللازم للتنبؤ بالكوارث المناخية والحلول لمساعدة المجتمعات التي تعيش على الخطوط الأمامية لأزمة المناخ، حتى تكون على استعداد لها. لقد زرت زامبيا مؤخرًا، حيث التقيت مزارعين متضررين يمكنهم عادةً زراعة ما يكفي لإطعام أسرهم، لكنهم لم يحصدوا أي شيء هذا العام، فقد دُمرت محاصيلهم بسبب الجفاف الذي تفاقم بسبب تغير المناخ. إن التمويل والعمل المناخي أمور بالغة الأهمية لهؤلاء المزارعين. يجب أن نستخدم الأدوات المبتكرة المتاحة لنا للتنبؤ بالمخاطر وتعزيز الحماية قبل وقوع هذه الأزمات".
يعد بناء وتمويل أنظمة الأغذية الزراعية القادرة على الصمود في المناطق الهشة، والتي تعاني الصراعات أمرًا بالغ الأهمية لمعالجة أزمتي المناخ والغذاء المتصلتين ببعضهما البعض، مع إنقاذ وتعزيز حياة وسبل عيش ملايين الأشخاص والمجتمعات في الأماكن التي تُعد الأصعب في الوصول إليها.
يقول المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، شو دونيو: "إن الاستثمار في النظم الغذائية الزراعية القادرة على التكيف مع المناخ أمر بالغ الأهمية لمعالجة أزمات المناخ والغذاء. إن تغيير الطريقة التي نزرع بها الغذاء ونستهلكه يساعد على التخفيف من آثار أزمة المناخ، ويحمي التنوع البيولوجي، ويمنع تدهور الأراضي، ويضمن الأمن الغذائي للجميع، دون ترك أحد يتخلف عن الركب. يتطلب هذا التغيير حزمة من الحلول، بما في ذلك أنظمة الإنذار المبكر، واستعادة النظم البيئية والتربة، والإدارة المتكاملة للموارد المائية، ودعم البذور والأدوات المحلية المقاومة للمناخ، وخفض خسائر ما بعد الحصاد، والاستثمار في البنية التحتية، والحماية الاجتماعية".
ويقول رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، ألفارو لاريو: "مع تسارع تأثيرات المناخ، نحتاج بشكل عاجل إلى استثمار المزيد في ملايين الأشخاص المعرضين لخطر فقدان قدرتهم بشكل دائم على النمو أو الحصول على ما يكفي من الغذاء. على الرغم من أن هذه التكاليف تقدر بما يتراوح بين 215 إلى 387 مليار دولار أمريكي سنويا، فإن أفضل فرصة للمجتمعات الريفية للتعامل مع تغير المناخ هي التكيف مع نظم غذائية أكثر استدامة وشمولا وعدلا. ينطبق هذا أيضًا على البلدان التي تعاني أوضاع أمنية هشة، حيث لا تعمل هذه الاستثمارات على تعزيز القدرة على مواجهة الصدمات البيئية فحسب، بل تعمل أيضًا على تعزيز المؤسسات المحلية والحوكمة، وتعزيز الترابط الاجتماعي، وخلق فرص سبل العيش المستدامة".
في العام الماضي، قدمت رئاسة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP 28) الإعلان التاريخي للإغاثة والتعافي والسلام في مجال المناخ، وهو اعتراف سياسي بالفوارق في تمويل المناخ والعمل على أساس الهشاشة والصراع. كان الإعلان مصحوبًا بـ "حزمة من الحلول" بما في ذلك إصلاح السياسات و1.2 مليار دولار أمريكي من التمويل المستهدف للمناخ. وأكدت الرئاسة المقبلة للمؤتمر التركيز على السلام وتحقيق الأمن الغذائي للجميع. تم تنسيق اجتماعات منتصف المدة في روما لمتابعة تنفيذ الإعلان ومواءمة العمل مع أولويات النسخة المقبلة من المؤتمر، قبل اجتماع زعماء العالم في باكو.
ركزت الجلسة الأخيرة من الحدث على المساهمات في جدول أعمال (COP 29). وتطرقت إلى القضايا الحاسمة المتمثلة في الأمن الغذائي وندرة المياه والوصول الآمن إلى الأراضي باعتبارها عوائق كبيرة أمام ضمان الزراعة القادرة على التكيف مع المناخ في البيئات الهشة. سلطت المناقشة الضوء على أنه ينبغي الأخذ في الاعتبار عوامل مثل التهديدات الأمنية وتدمير البنية التحتية والألغام الأرضية والمخاطر الأمنية الأخرى عند تصميم وتنفيذ المشاريع الهادفة إلى تعزيز الأمن الغذائي في السياقات الهشة.
قال كبير مستشاري رئاسة أذربيجان لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ التاسع والعشرين، السفير إلشاد إسكندروف، إن هذا الحدث يوفر فرصة حقيقية لتنسيق جماعي لمداولات يوم السلام لقمة المناخ المقبلة في باكو، حول العلاقة بين السلام والمناخ وزيادة الشمولية وإيصال صوت الحكومات وكذلك وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني في تخطيط وتنفيذ المزيد من الخطوات المقبلة.
يضيف إسكندروف: "باعتبارنا مضيفًا لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ التاسع والعشرين، ستحافظ المناقشات في هذا الحدث على الاهتمام السياسي والدعوة إلى تفعيل الجهود الهادفة إلى زيادة الإجراءات، ومطابقة الاحتياجات بشكل أفضل مع التمويل وأيضًا مع فرص بناء القدرات، وكذلك مع أفضل الممارسات في المواقف ذات الاحتياجات الإنسانية والمتطلبات العالية. بناءً على المناقشات، استمعنا إلى الأفكار بخصوص التركيز على الأمن الغذائي، بالإضافة إلى التفاصيل الحاسمة للأمن الغذائي مثل ندرة المياه والوصول الآمن إلى الأراضي، وهو ما سيكون بمثابة نقطة دخول في المؤتمر لتنظيم المناقشات والإجراءات التي يمكن أن تكون عملية وموجهة نحو الحلول.
هذا مع التأكيد على أهمية وجود حلول ليس فقط "من أجل" ولكن أيضًا "مع" و"عن طريق" الأطراف الأكثر ضعفًا وقيمة في منظمة التعاون بين دول الجنوب والتعاون الثلاثي، بينما أشاد السفير إسكندروف بالجهود التي بذلها مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين وبرنامج الأغذية العالمي والشركاء الآخرون في تنظيم هذه المناقشة في الوقت المناسب.
أكد معالي مساعد وزير الخارجية لشؤون الطاقة والاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة عبد الله بالعلاء، دعمه للمضي قدماً في هذه الأجندة الحيوية: "إنه من المشجع للغاية أن نرى مستوى التزام الحكومات وصناديق المناخ وأصحاب المصلحة تجاه تنفيذ إعلان مؤتمر (COP 28) في الإمارات العربية المتحدة بشأن المناخ والإغاثة والتعافي والسلام، نرحب بمبادرة وكالات الأمم المتحدة التي تتخذ من روما مقراً لها لجمعنا حول نتائج عملية لزيادة العمل المناخي في النظم الغذائية الزراعية، لا سيما في المجتمعات الهشة والضعيفة تمهيدا لمؤتمر (COP 29). يمثل هذا التركيز فرصة هامة لضمان أن إجراءات مؤتمر الأطراف، التي أسفرت مؤخرًا عن التوقيع التاريخي على إعلان توافق الآراء في دولة الإمارات العربية المتحدة من قبل 198 طرفًا في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، ستصل نتائجها إلى الجميع. هذا الاتفاق التاريخي يؤكد عزمنا الجماعي على مواجهة تحديات المناخ، ويمهد الطريق أمام الجميع الطريق لاتخاذ إجراءات تحويلية في جميع أنحاء العالم".
# # #
ملاحظة للمحررين
تغطي منظمة الأغذية والزراعة والصندوق الدولي للتنمية الزراعية وبرنامج الأغذية العالمي مجموعة واسعة من الأعمال التي تشمل الاستجابات الإنسانية لحالات الطوارئ والصدمات للقدرة على الصمود وأنشطة التنمية، بما يتماشى مع خطة عام 2030.
تعمل الوكالات التي تتخذ من روما مقرا لها معا على تحويل النظم الغذائية الزراعية، والتغذية، والمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وبناء القدرة على الصمود، والشباب، وتغير المناخ لتحقيق أقصى قدر من التأثير وتقديم قيمة مضافة ملموسة للبلدان والسكان.