Skip to main content

عواصف مطيرة تضرب مخيمات اللاجئين الصحراويين فى تندوف

قرر برنامج الأغذية العالمي مساعدة نحو 60 ألف من اللاجئين الصحراويين المقيمين فى مخيمات قرب مدينة تندوف الجزائرية بعد ان تسببت أمطار غزيرة استمرت ثلاثة أيام في تدمير منازلهم...

الجزائر- 16 فبراير 2006 - قرر برنامج الأغذية العالمي مساعدة نحو 60 ألف من اللاجئين الصحراويين المقيمين فى مخيمات قرب مدينة تندوف الجزائرية بعد ان تسببت أمطار غزيرة استمرت ثلاثة أيام في تدمير منازلهم ومتعلقاتهم.

وصرح أمير عبد الله - المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وبلاد القوقاز وشرق أوروبا - خلال زيارته للمخيمات القريبة من مدينة تندوف: " إن هؤلاء اللاجئون يواجهون صعوبات كبيرة بالفعل، فقد تشرد الكثيرون منهم وهم بحاجة الآن إلى المساعدات العاجلة حيث تعرض معظم مخزونهم الغذائي إلى بعض التلف أو تلف تماما."

وضع خطير

وتقع مخيمات اللاجئين في الصحراء الكبرى، حيث لا توجد أنهار أو أي مصارف أخرى كان يمكنها الحيلولة دون وقوع تلك الكارثة. ففي مخيمات أوسرد وسمارة، يعيش أغلب اللاجئين في منازل مبنية من الطوب اللبن، بينما يقيم 25 بالمائة منهم في خيام. وتعرضت نصف هذه المنازل إلى الانهيار الكامل أو أصابتها أضرار شديدة.

وطبقا لما ذكرته أحدث تقارير بعثات الأمم المتحدة التي قامت بتقييم الوضع هناك في 11 فبراير الحالي، فإن أربعة من خمسة مخيمات قد تأثرت بشكل كبير بسبب هذه العواصف المطيرة. والأسوأ من ذلك هو أن الأسواق الموجودة في المخيمات قد تضررت ايضا بفعل مياه الفيضانات بصورة بالغة مما زاد من المخاطر التي يواجهها اللاجئون.

نقص حاد في التمويل

ومن أجل تقديم المساعدة، لجأ برنامج الأغذية العالمي إلى صندوق مخصص للاستجابة العاجلة وبدأ فى توزيع سلع غذائية شملت الحبوب، والعدس، والسكر، وزيت الطعام. إلا أن البرنامج في حاجة إلى سد هذا النقص من مخزونه الغذائي الذي يقدر بنحو 100ر1 طن والذي يستخدمه في عملياته الأخرى التي تواجه في الأساس نقصا حادا في التمويل.

إن هؤلاء اللاجئون يواجهون صعوبات كبيرة بالفعل، فقد تشرد الكثيرون منهم وهم بحاجة الآن إلى المساعدات العاجلةأمير عبد الله، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وبلاد القوقاز وشرق أوروبا

ويساعد برنامج الأغذية العالمي هؤلاء اللاجئين منذ عام 1986. وإلى أن تتم تسوية النزاع سيستمر معظم اللاجئين فى الاعماد الى حد كبير على المساعدات الإنسانية التي يقدمها المجتمع الدولي. ويقدم البرنامج حاليا يد العون إلى نحو 90 ألف شخص من أكثر اللاجئين تضرراً.

وأعرب برنامج الأغذية العالمي عن قلقه بشأن العجز فى التمويل، الأمر الذي قد ينتج عنه نقص شديد في الحصص الغذائية الشهر القادم. ويحتاج البرنامج في الستة أشهر القادمة إلى 000ر6 طن من الغذاء تبلغ قيمتها ونفقات نقلها وتوزيعها الى نحو 3,6 مليون دولار امريكي.

وأضاف عبد الله: " يسعى برنامج الأغذية العالمي إلى مواصلة مساعدة اللاجئين الصحراويين، غير انه لا يستطيع انجاز هذه المهمة دون مساعدة المجتمع الدولي." وتابع قائلا: "إننا في حاجة إلى تلك المساعدة الآن أكثر من أي وقت مضى."

وحذر برنامج الأغذية العالمي أيضاً من أن الأسر محدودة الدخل باتت عاجزة عن تحمل نفقات الغذاء مما يؤثر بالسلب على اوضاعهم الصحية. ويقدر عدد الاطفال تحت سن 14 بحوالي 40% من عدد اللاجئين. ويعاني 35% من الأطفال تحت سن الخامسة من سوء التغذية المزمن.

الهروب من النزاع

وقد وصل اللاجئون الصحراويون إلى الجزائر في عام 1975 بعد هروبهم من النزاع في الصحراء الغربية. ويقيم اللاجئون الان في أربعة مخيمات قرب مدينة تندوف الجزائرية النائية في وسط الصحراء الكبرى فى ظروف جوية سيئة مع ارتفاع درجات الحرارة الشديد في الصيف وانخفاضها الهائل فى الشتاء اضافة الى العزلة والتدهور المزمن في الأوضاع الاقتصادية.