Skip to main content

غرب إفريقيا في مواجهة أزمة المناخ: الفيضانات العارمة تحصد الأرواح وتقوض سبل كسب العيش

عظيمي أبو بكر ، 50 عامًا ، من سكان جاسامو ، يمشي في مياه الفيضان في  نيجيريا ، في 1 أكتوبر / تشرين الأول 2022. © WFP
داكار - أدى هطول الأمطار التي تجاوزت معدلها السنوي والفيضانات المدمرة التي اجتاحت منطقتي غرب ووسط أفريقيا إلى تضرر خمسة ملايين شخص في 19 بلدًا في جميع أنحاء المنطقة، مما أودى بحياة المئات، وقوض سبل كسب العيش، وأدى لنزوح عشرات الآلاف من منازلهم وتدمير أكثر من مليون هكتار من الأراضي الزراعية - في منطقة تعاني بالفعل من أزمة جوع غير مسبوقة. وهذه الكارثة المناخية هي واحدة من أعنف الكوارث التي شهدتها المنطقة منذ سنوات ومن المرجح أن تعمق من حالة الجوع التي يعاني منها الملايين والتي تدعو بالفعل للقلق البالغ.

وكانت الفيضانات قد اجتاحت منطقة غرب إفريقيا في الوقت الذي يستعد فيه قادة العالم للاجتماع بشأن أزمة المناخ في مؤتمر الأطراف (COP27) المزمع انعقاده في شرم الشيخ بمصر مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لمساعدة المجتمعات الواقعة على الخطوط الأمامية لأزمة المناخ على التكيف، وتوسيع نطاق الحلول التي تعالج الخسائر والأضرار التي تحدث أثناء الكوارث المرتبطة بالمناخ، والاستثمار في العمل المناخي في السياقات الهشة.

 

وقال كريس نيكوي، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في غرب أفريقيا: "تدفع الظروف الحالية بالفعل الأسر في منطقة غرب إفريقيا إلى أقصى حدودها للتحمل في أعقاب النزاع، والتداعيات الاجتماعية والاقتصادية لجائحة فيروس كورونا، والارتفاع الهائل في أسعار المواد الغذائية. فهذه الفيضانات هي بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير فكلها عوامل تضاعِف بؤس وشقاء المجتمعات التي تكافح بالفعل للبقاء على قيد الحياة."

 

وأضاف: "إن برنامج الأغذية العالمي موجود على الأرض لمساعدة الأسر المتضررة من الفيضانات على الوقوف على أقدامها من خلال توفير الاستجابة العاجلة، مع المساعدة أيضا في بناء قدرة المجتمعات على الصمود أمام الصدمات المستقبلية وتمهيد الطريق للخروج من هذا الوضع الكارثي."

 

وتشير تنبؤات الأرصاد الجوية قصيرة الأجل إلى هطول أمطار موسمية فوق معدلها السنوي في جميع أنحاء منطقة غرب أفريقيا (باستثناء المناطق الساحلية الجنوبية)، مع توقع مخاطر حدوث فيضانات تؤثر على السكان وتزيد من الاحتياجات الإنسانية. وأدّى تزامن الكوارث إلى وقوع 43 مليون شخص في مواجهة الأزمات والطوارئ (المستويان الثالث والرابع من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي IPC) خلال موسم الجفاف في الفترة من حزيران/يونيو إلى آب/أغسطس.

وفي إطار الاستجابة للأزمة، يعمل برنامج الأغذية العالمي في الميدان لتقديم حزمة مساعدات للحالات الطارئة تكفي لمدة ثلاثة أشهر تستهدف 427000 شخص من النساء والرجال والأطفال المتضررين من الفيضانات في البلدان الأشد تضررًا، بما في ذلك جمهورية أفريقيا الوسطى، وتشاد، وغامبيا، ونيجيريا، وسان تومي وبرينسيبي، وسيراليون. كما يوفر برنامج الأغذية العالمي استجابة ما بعد الفيضانات التي تستهدف بشكل رئيسي صغار المزارعين الذين دُمرت محاصيلهم.

 

ويتم تقديم المساعدات الغذائية الطارئة من برنامج الأغذية العالمي على شكل حصص غذائية ودفعات نقدية لدعم الأسر المتضررة من أجل تلبية احتياجاتها الغذائية والتغذوية الأساسية في وقت ترتفع فيه أسعار المواد الغذائية بشكل كبير مما يجعل الوجبات الأساسية بعيدة عن متناول الأسر الضعيفة.

 

وفي العديد من البلدان في جميع أنحاء المنطقة، لا تزال أسعار المواد الغذائية في ارتفاع مقارنة بمتوسط 5 سنوات مضت. فقد ارتفعت أسعار الذرة، على سبيل المثال، بنسبة 106٪ و 78٪ و 42٪ على التوالي في كل من غانا والنيجر ونيجيريا. وفي بوركينا فاسو، ارتفعت أسعار الذرة الرفيعة بنسبة 85٪. وفي موريتانيا، ارتفع القمح بنسبة 49٪، بينما في سيراليون، ارتفع سعر الأرز المستورد بنسبة مذهلة بلغت 87٪. ولا يؤدي ارتفاع أسعار الغذاء والوقود والأسمدة المتصاعدة إلى تفاقم أزمة الجوع فحسب، بل يؤدي أيضًا إلى إثارة التوترات الاجتماعية والاقتصادية - حيث تكافح الحكومات للاستجابة للأزمة بسبب أعباء الديون الثقيلة ومحدودية الموارد المالية.

 

وعلاوة على الاستجابة للاحتياجات العاجلة للمجتمعات المتضررة من الفيضانات، يقوم برنامج الأغذية العالمي بتنفيذ برنامج العمل الاستباقي الذي يساعد على بناء قدرات الحكومات والشركاء. ويشمل ذلك إنشاء أنظمة إنذار مبكر للاستعداد بشكل أفضل للظواهر المناخية المتطرفة عند حدوثها وتوفير فرص التمويل لتفادي التأثر بالظواهر الجوية المتطرفة الوشيكة أو التخفيف منها. وفي شهر آب/أغسطس، قام برنامج الأغذية العالمي بتفعيل عمله الاستباقي في النيجر الذي استهدف 200 ألف شخص من المعرضين للخطر من خلال رسائل الإنذار المبكر والمعلومات الإرشادية.

 

وذكر نيكوي: "إن تعزيز القدرة على الصمود والتكيّف مع المناخ يمثلان جزءًا أساسيًا من توقع مخاطر المناخ، واستعادة النظم البيئية المتدهورة، وحماية المجتمعات الضعيفة من تأثير الظواهر المناخية المتطرفة."

 

وفي الأراضي القاحلة التي تمتد على طول منطقة الساحل، ينصب تركيز برنامج الأغذية العالمي على بناء القدرة المحلية على الصمود في مواجهة التداعيات المتتالية لأزمة المناخ، من خلال تعزيز أساليب الزراعة التي تساعد على استعادة الأراضي والنظم البيئية المتدهورة. ويدعم برنامج الأغذية العالمي المجتمعات في بناء أنظمة تجميع مياه الأمطار وخيارات تخزين المياه المستدامة الأخرى التي تسمح للمزارعين بزراعة الفاكهة والخضراوات حتى بعد جفاف مجاري الأنهار.

 

كما ينفذ برنامج الأغذية العالمي خطة تأمين ضد مخاطر المناخ من شأنها تحسين إدارة الحكومات الأفريقية لمخاطر المناخ. وفي عام 2022، صرف برنامج الأغذية العالمي 9.4 مليون دولار أمريكي من الوكالة الافريقية لاستيعاب المخاطر (ARC) لتنفيذ خطة الاستجابة المبكرة في موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو في أعقاب موجة الجفاف في عام 2021.

 

ولضمان قدرة برنامج الاستجابة للفيضانات الذي ينفذه برنامج الأغذية العالمي على مساعدة المجتمعات المتضررة بشكل فعّال، يحتاج البرنامج إلى 15 مليون دولار حتى شهر آذار/مارس 2023.

 

ملاحظات للمحررين:

 

الصور المتاحة من خلال هذا الرابط.

 

نظرة عامة على الفيضانات في البلدان المتضررة بشدة:

جمهورية أفريقيا الوسطى: ابتداءً من شهر يوليو/تموز، أدت الأمطار الغزيرة إلى حدوث فيضانات في محافظات بانغي وبانغاسو (في الجنوب الغربي) وباوا (في الشمال الغربي) مما أدى إلى تضرر 35000 شخص، وتدمير سبل كسب العيش والمنازل. ويلجأ العديد من المتضررين إلى الأسر المضيفة أو يلجئون إلى الأماكن العامة مثل المدارس أو الكنائس. ويستجيب برنامج الأغذية العالمي من خلال المساعدات النقدية للحالات الطارئة التي تستهدف 30000 شخص يحتاجون إلى المساعدات الغذائية العاجلة.

تشاد: تشهد تشاد أسوأ فيضانات منذ 30 عامًا حيث تضرر مليون شخص، ودمرت مئات المنازل وألحقت أضرارًا جسيمة بالأراضي الزراعية وسبل كسب العيش. وتشير التوقعات إلى خطر حدوث فيضانات واسعة النطاق في الأنهار خلال الأيام المقبلة مما قد يؤدي إلى تشريد المزيد من السكان. ويوفر برنامج الأغذية العالمي الخيام لإيواء المشردين كما يقدم الوجبات الساخنة للأسر المتضررة من الفيضانات. وتم تقديم مساعدات غذائية للحالات الطارئة تكفي لمدة ثلاثة أشهر في شهر سبتمبر/أيلول استهدفت 300000 شخص في جميع أنحاء البلاد.

غامبيا: تسببت الأمطار الغزيرة في أواخر يوليو/تموز 2022 في حدوث فيضانات أدت إلى تضرر 109000 شخص في ضواحي المستوطنات الحضرية. وفي شهر أغسطس/آب، أطلق برنامج الأغذية العالمي برنامج مساعدات غذائية طارئة يستهدف 51200 شخص من النساء والرجال والأطفال المتضررين من أسوأ فيضانات مفاجئة شهدتها غامبيا منذ ما يقرب من نصف قرن.

نيجيريا: منذ يونيو/حزيران 2022، اجتاحت الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة مساحات شاسعة من الأراضي في 28 ولاية من ولايات البلاد البالغ عددها 36 ولاية - بما في ذلك إقليم العاصمة الفيدرالية، أبوجا. وأضرت الفيضانات بنحو 3.48 مليون شخص، وأدت إلى مقتل العديد من الأشخاص ودمرت 637 ألف هكتار من الأراضي الزراعية. ويتواجد برنامج الأغذية العالمي على الأرض لتقديم المساعدات للحالات الطارئة لأولئك الذين تضرروا بشدة من الفيضانات في داماتورو، وولاية يوبي، وهي واحدة من أكثر الولايات المتضررة من الفيضانات في نيجيريا.

 

موضوعات

الفيضانات

اتصل بنا

للحصول على مزيد من المعلومات، يرجى متابعتنا على تويتر @WFP_AR وفيسبوك، أو الاتصال:

عبير عطيفة، برنامج الأغذية العالمي، القاهرة، جوال: 00201066634352

بريد إلكتروني: abeer.etefa@wfp.org

ريم ندا، برنامج الأغذية العالمي، القاهرة، جوال: 00201066634522

بريد إلكتروني: reem.nada@wfp.org