برنامج الأغذية العالمي والاتحاد الأوروبي يطلقان معرضًا فنيًا لغزة في جميع أنحاء أوروبا
بروكسل – يطلق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، بدعم من الاتحاد الأوروبي، معرض "غزة: قصص الأمل والصمود"، وهو معرض فني متنقل يعرض أعمال الرسام الغزي أحمد مهنا للجمهور الأوروبي لأول مرة. يفتتح المعرض في بروكسل في 15 سبتمبر/أيلول، وسيجول تسع مدن أوروبية حتى أكتوبر/تشرين الأول 2025.
يضم المعرض أكثر من 40 عملًا أصليًا تم إحضارها من غزة، ويقدم وجهة نظر الفنان الشخصية للواقع اليومي في غزة. عندما نفدت لوازم الرسم، بدأ مهنا الرسم على صناديق الكرتون التي استخدمها برنامج الأغذية العالمي لتقديم المساعدات الغذائية لسكان غزة منذ اليوم الأول للنزاع. كانت هذه الصناديق، التي كانت تحتوي في السابق على الطعام النادر والضروري، تحمل الآن قصص البقاء والصمود والأمل.
قال أحمد مهنا: "بدأت أرسم ما أراه وأسمعه كل يوم على صناديق المساعدات الغذائية هذه كوسيلة لربط الأمل بالألم. المساعدات الغذائية توفر الأمل لكل عائلة تعاني من الجوع. لقد استخدمتها لتوثيق ما عشناه خلال هذه الحرب، من المجاعة إلى صراع الحصول على الطعام والماء. هذا المعرض هو أحد أحلامي التي تحققت: حمل رسالتنا إلى ما وراء غزة، وأن ينظر العالم إلى هذه اللوحات ويبدأ في فهم المعاناة التي تحملها شعبي."
قال أنطوان رينارد، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في فلسطين: "الأرقام في غزة مقلقة: عدد المحتاجين، عدد الوفيات، عدد العائلات التي تظل لأيام دون طعام. وراء كل إحصائية بشر، وهذه الأعمال الفنية تمنحهم صوتًا. في المرة الأولى التي رأينا فيها الفن المرسوم على صناديق برنامج الأغذية العالمي، أدركنا أن المساعدات الغذائية التي نقدمها هي أكثر من مجرد مساعدة، لقد أصبحت رمزًا للحياة."
سلطت المفوضة لشؤون التأهب وإدارة الأزمات، هادجا لحبيب، الضوء على أهمية هذا المعرض، الذي يجسد مأساة غزة وقوة سكانها وسط أهوال لا توصف: "الوضع الإنساني في غزة لا يطاق – حقيقة قاسية صورها الفنان أحمد مهنا على الطرود المستخدمة لتوصيل المساعدات الإنسانية. من توصيل الطعام، أصبحت هذه الصناديق الآن توصل الأمل: هذا هو صوت أهل غزة العاديين، الذين يعيشون ويبدعون وسط الأنقاض. بتمويل من الاتحاد الأوروبي، قدم شريكنا، برنامج الأغذية العالمي، شريان حياة لسكان غزة من خلال توصيل الغذاء. ومن خلال هذا المعرض، قدم البرنامج شريان حياة آخر، من خلال توصيل رسالتهم إلى أوروبا."
يأتي المعرض في لحظة محورية في الأزمة. تم تأكيد المجاعة في مدينة غزة، ومن المتوقع أن تنتشر في جميع أنحاء غزة إذا بقيت الظروف على حالها. لقد تسبب ما يقرب من عامين من النزاع والدمار في معاناة لا يمكن تصورها في غزة، مما ترك السكان بأكملهم في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية.
بدعم من الاتحاد الأوروبي، يواصل برنامج الأغذية العالمي إيصال قوافل المساعدات الغذائية إلى غزة كلما أتيحت له إمكانية الوصول. ومنذ أكتوبر 2023، ساهم الاتحاد الأوروبي بمبلغ 86 مليون يورو في عمليات برنامج الأغذية العالمي، مما مكن آلاف الشاحنات من جلب الغذاء المنقذ للحياة للمدنيين الذين يعيشون على حافة المجاعة.
يقف برنامج الأغذية العالمي وشركاؤه على أهبة الاستعداد لتوسيع نطاق عملياته. لكن تسريع الاجراءات لتحريك الشاحنات داخل غزة وإليها أمر بالغ الأهمية. ومن الضروري أيضًا أن تتمكن شبكة توزيع المساعدات القوية التي يمتلكها برنامج الأغذية العالمي داخل غزة من استئناف العمليات العادية، حتى يتمكن المدنيون من الوصول بأمان إلى المساعدات. إن تفادي الموت جوعاً المتصاعد يعتمد على إتاحة وصول الإغاثة الإنسانية الآمنة وغير المقيدة للوصول إلى الأسر الأكثر احتياجاً.