برنامج الأغذية العالمي مجبر على تعليق توزيع الغذاء في مخيم زمزم بالسودان مع تصاعد القتال
وقال لوران بوكيرا، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لمنطقة شرق أفريقيا والمدير القطري بالإنابة للسودان: "بدون مساعدات فورية، قد تتضور الآلاف من العائلات اليائسة في زمزم جوعًا في الأسابيع القادمة." وأضاف: "يجب أن نعاود تقديم المساعدات المنقذة للحياة في زمزم والمناطق المحيطة بها على بأمان وبسرعة وعلى نطاق واسع. ومن أجل ذلك، يجب أن يتوقف القتال ويجب أن تُمنح المنظمات الإنسانية ضمانات أمنية".
في فبراير، تمكن برنامج الأغذية العالمي وشركاؤه من توفير قسائم غذائية لـ 60,000 شخص فقط، حيث أدى القصف المكثف إلى تعليق عمليات المساعدات في وقت سابق من هذا الشهر.
وتتيح القسائم الغذائية للعائلات شراء الإمدادات الغذائية الأساسية مثل الحبوب والبقول والزيت والملح مباشرة من الأسواق المحلية التي يساعد البرنامج في الحفاظ على تزويدها من خلال شبكة البيع بالتجزئة التابعة للقطاع الخاص المحلي.
وقد أدى العنف الأخير إلى تدمير السوق المركزي في زمزم بسبب القصف، مما دفع سكان المخيم – الذين يُقدّر عددهم بحوالي 500,000 شخص – إلى الابتعاد أكثر عن الوصول إلى الغذاء والإمدادات الأساسية.
لقد كان برنامج الأغذية العالمي وشركاؤه يعملون على تقديم المساعدات الغذائية والتغذوية للنازحين في مخيم زمزم بشمال دارفور والمناطق المحيطة به. ولن يحصل هؤلاء الأشخاص على الدعم حتى يتمكن البرنامج من استئناف الأنشطة بأمان وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة.
تم تأكيد المجاعة في زمزم في أغسطس الماضي. ومنذ ذلك الحين، تمكن برنامج الأغذية العالمي من نقل قافلة واحدة فقط من الإمدادات الإنسانية إلى المخيم رغم المحاولات المتكررة. وكانت الظروف السيئة للطريق خلال موسم الأمطار، والحواجز المتعمدة من قبل قوات الدعم السريع، والقتال بين قوات الدعم السريع والقوات المشتركة التابعة للقوات المسلحة السودانية على طول الطريق إلى زمزم العديد عائقاً أمام محاولات برنامج الأغذية العالمي العديدة.
كما حال إغلاق حدود أدري في النصف الأول من عام 2024 دون تمكين برنامج الأغذية العالمي من تخزين الطعام في زمزم، مما كان سيضمن دعمًا مستمرًا خلال النصف الثاني من العام.
وقال بوكيرا: "لن ندخر جهدًا في محاولاتنا لمساعدة ملايين الأشخاص الذين يواجهون المجاعة أو المخاطر عبر السودان. نحن نجرب كل وسيلة ممكنة لإيصال المساعدات الحيوية إلى الأشخاص الذين يعيشون على المحك".
ولتوفير المساعدة عندما تمنع الأوضاع الأمنية الوصول، أطلق برنامج الأغذية العالمي رابطًا للتسجيل الذاتي عبر الإنترنت للتحويلات النقدية الرقمية في شمال دارفور. وتساعد هذه المبادرة في ضمان حصول الأشخاص على المساعدات الضرورية عندما يتعين على الوكالة تعليق عملياتها حتى تسمح الظروف بمرور آمن للعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية والقوافل.
لقد حقق برنامج الأغذية العالمي إنجازاً في تقديم الدعم للمناطق التي يصعب الوصول إليها عبر السودان، حيث تم الوصول إلى مناطق ولاية الجزيرة والخرطوم لأول مرة منذ بدء الحرب.
وفي عام 2024، حصل اثنان من كل ثلاثة أشخاص في مناطق المجاعة أو المعرضة للمجاعة على مساعدات من برنامج الأغذية العالمي. ومع ذلك، يظل الوصول متقطعًا، ويعاني مليونا شخص في 27 موقعًا عبر السودان حاليًا من المجاعة أو على حافة المجاعة. إن إيصال المساعدات المنتظم والشهري للمجتمعات التي تعاني من المجاعة هو الطريقة الوحيدة لدفع المجاعة في السودان بعيداً.