تقرير برنامج الأغذية العالمي يكشف: الوجبات المدرسية محرك اقتصادي قوي وشريان حياة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث تصل إلى 23.5 مليون طفل
هذه البرامج، التي تصل الآن إلى 23.5 مليون طفل، هي بمثابة استثمار استراتيجي في التعليم والتغذية والتنمية الاقتصادية، وفقًا لأحدث إصدار من تقرير حالة التغذية المدرسية في جميع أنحاء العالم، وهو تقرير رئيسي يصدر كل سنتين عن برنامج الأغذية العالمي.
وقال سامر عبد الجابر، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا الشرقية: "يفخر برنامج الأغذية العالمي بشراكته مع حكومات منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تظهر قيادة حكيمة من خلال الاستفادة من الوجبات المدرسية كأداة للتنمية البشرية والاقتصادية." وأضاف: "هذه البرامج ضرورية في منطقة تعاني من الضغوط الاقتصادية والأزمات الإنسانية."
وفي البلدان التي تعاني من النزاعات على وجه الخصوص، غالبًا ما تكون الوجبات المدرسية المصدر الوحيد الذي يعتمد عليه لحصول الأطفال على التغذية كما تعمل كحافز مهم لتشجيعهم على الالتحاق بالمدارس. في سوريا واليمن، حيث دمرت الأزمات الطويلة الأمد البنية التحتية وسبل العيش، غالبًا ما تكون الوجبات المدرسية هي الوجبة المغذية الوحيدة التي يتلقاها الأطفال. ففي عام 2024، في سوريا، حصل أكثر من 911,100 طفل على بسكويت بالتمر ووجبات طازجة واستفادوا من التحويلات النقدية، مما أدى إلى ارتفاع نسبة الحضور المدرسي إلى 88 بالمائة.
ويؤكد التقرير على التحديات الهائلة التي تواجه عملية تقديم الوجبات المدرسية في مناطق النزاع النشط أو الحصار. ففي غزة على سبيل المثال، أعاقت الأزمة المستمرة إمكانية وصول الإغاثة الإنسانية، مما جعل تقديم الوجبات المدرسية بشكل مستمر صعبًا للغاية، إن لم يكن مستحيلًا. وكانت آخر مرة تمكن فيها برنامج الأغذية العالمي من الوصول إلى الأطفال بالوجبات المدرسية في غزة في عام 2024 عندما وزع وجبات خفيفة على 117,886 طفلًا في مراكز التعلم المؤقتة التابعة للأمم المتحدة. وهذا يسلط الضوء على الحاجة الملحة للوصول الإنساني دون عوائق لضمان تلبية الحقوق الأساسية للأطفال، بما في ذلك حق الحصول على الغذاء والتعليم.
ويلقي التقرير الضوء على التأثير الاقتصادي الأوسع للوجبات المدرسية، والتي أثبتت أنها واحدة من الاستثمارات العامة الأكثر فعالية من حيث التكلفة، حيث تحقق عائدًا اقتصاديًا يتراوح بين 7 دولارات و35 دولارًا مقابل كل دولار واحد يتم إنفاقه. وعلى الصعيد العالمي، تدعم برامج الوجبات المدرسية التي تديرها الحكومات ما يقدر بنحو 7.4 مليون وظيفة متعلقة بالطهي.
وأضاف عبد الجابر: "العائد على الاستثمار في التغذية المدرسية يتجاوز بكثير الفصول الدراسية. توفير الغذاء لملايين الأطفال يحدث تأثيرًا واسعاً؛ فهو يعني توفير فرص عمل للطهاة وعمال النقل، وإدرار الدخل للمزارعين والموردين، وجعل الاقتصادات المحلية أقوى."
وفي مصر، تعزز المبادرات التي يقودها برنامج الأغذية العالمي ربط التغذية المدرسية بالإنتاج الزراعي المحلي، مما يوفر دخلًا مستقرًا للمزارعين ويقلل الاعتماد على الواردات. أما في الأردن واليمن، فقد أطلق البرنامج مبادرة "المطابخ الصحية" لتوفير وجبات مدرسية محلية الصنع، مما يخلق فرص عمل للنساء ويدعم الزراعة المحلية.
ويأتي التقرير قبل انعقاد القمة العالمية لتحالف الوجبات المدرسية في البرازيل الأسبوع المقبل، حيث سيجتمع القادة لتسريع وتيرة التقدم والعمل على التصدي إلى الفجوات التمويلية في البلدان منخفضة الدخل.
دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من الأعضاء النشطين في تحالف الوجبات المدرسية، وهي منصة عالمية تضم أكثر من 100 حكومة وأكثر من 140 شريكًا ملتزمين بتوسيع نطاق الوصول إلى الوجبات المدرسية بحلول عام 2030. العراق ومصر والأردن وليبيا واليمن ولبنان من بين الدول التي تساهم في هذا الزخم، وتتبادل أفضل الممارسات وتعمل على توسيع نطاق برامجها.
يستخدم برنامج الأغذية العالمي خبرته التشغيلية لدعم الحكومات في تعزيز أنظمتها الوطنية. في العراق، على سبيل المثال، قام البرنامج بدعم انتقال برامج التغذية المدرسية من الاعتماد عليه إلى إدارتها بالكامل من قبل الحكومة الوطنية في عام 2023. خلال العام الدراسي 2023-2024، قدمت حكومة العراق وجبات مدرسية يومية (خمس وجبات في الأسبوع) لـ 775,686 طفلًا في سن المدرسة، وهو ما يمثل ما يقرب من 13 بالمائة من طلاب المدارس الابتدائية. وتخطط الحكومة لتوسيع التغطية لتشمل 1.4 مليون طفل مبدئيًا ثم جميع الأطفال في سن المدرسة الابتدائية البالغ عددهم 6 ملايين طفل.
وعلى الصعيد العالمي، وصل نطاق تغطية الوجبات المدرسية إلى 466 مليون طفل، بزيادة ما يقرب من 80 مليون طفل عن عام 2020. وقد تضاعف التمويل تقريبًا ليصل إلى 84 مليار دولار أمريكي، ويأتي نحو 99% من هذا التمويل من الميزانيات الوطنية، مما يؤكد استثمار الحكومات القوي في هذه البرامج من أجل مستقبل أطفالها.
ملاحظة للمحررين:
صور وفيديو بجودة عالية لبرامج الوجبات المدرسية حول العالم:
- مجموعة صور بشأن حالة التغذية المدرسية في جميع أنحاء العالم.
- لقطات فيديو بشأن حالة التغذية المدرسية في جميع أنحاء العالم.
# # #
برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة هو أكبر منظمة إنسانية في العالم تقوم بإنقاذ الناس في حالات الطوارئ وتستخدم المساعدة الغذائية لتمهيد السبيل إلى السلام والاستقرار والازدهار من أجل الأشخاص الذين يتعافون من النزاعات والكوارث وآثار تغيّر المناخ.
تحالف التغذية المدرسية هو شبكة تضم أكثر من 100 حكومة، و6 هيئات إقليمية وأكثر من 140 شريكًا ملتزمون بدعم الوجبات المدرسية. ويقوم التحالف بتشجيع وتحفيز اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين وتوسيع نطاق برامج التغذية المدرسية بشكل عاجل حتى يمكن لكل طفل الحصول على وجبة صحية ومغذية في المدرسة بحلول عام 2030.
لمزيد من المعلومات، يرجى بزيارة: https://schoolmealscoalition.org
تابعنا على X: @SchoolMeals_
تعرف على المزيد حول التقدم الأخير الذي أحرزته البلدان الأعضاء مقابل التزاماتها الوطنية –
https://schoolmealscoalition.org/national-progress-reports