برنامج الأغذية العالمي يزيد دعمه للأسر اللبنانية ثلاثة أضعاف في الوقت الذي يواجه فيه لبنان أزمة غير مسبوقة
بيروت - بدأ برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في توسيع نطاق دعمه المقدم لنظام للدعم الاجتماعي الوطني في لبنان والذي من شأنه مساعدة الأسر التي تكافح من أجل تغطية نفقاتها في ظل التراجع الاقتصادي الحاد، والتضخم المتزايد، وانهيار الليرة اللبنانية.
وسيدعم برنامج الأغذية العالمي 195000 شخص إضافي بهدف الوصول إلى عدد إجمالي يبلغ 300000 شخص شهريًا من خلال البرنامج الوطني لاستهداف الفقر في لبنان الذي تنفذه وزارة الشؤون الاجتماعية التي تقوم بتطوير استراتيجية وإطار للحماية الاجتماعية الوطنية. ومن أجل مواجهة التضخم وارتفاع أسعار المواد الغذائية في لبنان، سيوفر برنامج الأغذية العالمي لكل أسرة مبلغ نقدي إضافي يصل إلى 200000 ليرة لبنانية يمكن صرفها في المحلات التجارية أو من ماكينات الصراف الآلي.
وقال عبد الله الوردات، الممثل والمدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في لبنان: "الأمر يزداد صعوبة يومًا بعد يوم على اللبنانيين ليوفروا الطعام الأساسي الذي يحتاجونه، ولهذا السبب تأتي هذه المساعدة في التوقيت المناسب." وأضاف: "وفي الوقت نفسه، نحن نتابع الظروف العامة للأسر التي تتلقى مساعداتنا للتأكد من أنها تستطيع توفير الغذاء لنفسها على النحو اللازم بحيث تتجنب معاناة عدم معرفة من أين سيحصلون على وجبتهم التالية."
ومنذ عام 2014، يمثل برنامج الأغذية العالمي من خلال تعاونه مع وزارة الشؤون الاجتماعية، الركيزة الأساسية فيما يتعلق بالمساعدات الغذائية في البرنامج الوطني لاستهداف الفقر بلبنان، حيث تمكن من الوصول إلى أكثر من 105000 شخص كل شهر من خلال البطاقات الإلكترونية التي يمكن استخدامها لشراء المواد الغذائية. ويمثل هذا الدعم شرياناً للحياة للأسر اللبنانية التي تعيش على حد الكفاف.
ولقد تكررت زيادة برنامج الأغذية العالمي لمساعداته المتمثلة في التحويلات النقدية الشهرية طوال عام 2020 لمواكبة ارتفاع الأسعار: من 40500 ليرة لبنانية في عام 2019 إلى 100000 ليرة لبنانية لكل فرد من أفراد الأسرة التي تحمل البطاقة الإلكترونية التابعة للبرنامج الوطني لاستهداف الفقر في لبنان.
ومن ناحية أخرى، قال رالف طراف، سفير الاتحاد الأوروبي في لبنان: "نحن على استعداد لمساعدة الشعب اللبناني على تجاوز هذه الأوقات العصيبة." وأضاف: "ونحن ملتزمون بتعزيز أنظمة الحماية الاجتماعية اللبنانية، بما في ذلك إصلاح البرنامج الوطني لاستهداف الفقر في لبنان. ونحن نتابع ذلك عن كثب مع الأمم المتحدة ومجموعة البنك الدولي في إطار جهودنا المشتركة للإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار في أعقاب انفجار بيروت."
وقد تمكن برنامج الأغذية العالمي من تنفيذ هذا التوسع بفضل المساهمات السخية المقدمة من الاتحاد الأوروبي وألمانيا وكندا والنرويج وإيطاليا وفرنسا. ويهدف البرنامج إلى الوصول إلى 750 ألف لبناني في جميع أنحاء البلاد من خلال تدخلات مختلفة.
وقال أندرياس كيندل، سفير ألمانيا في لبنان: "نحن ندعم نهج المساعدة الشاملة للبنان والنهج الذي يضمن ألا يترك أحد منسياً، وذلك لأننا نقوم بإشراك الجميع في هذا المشروع."
وبالإضافة إلى المساعدات الغذائية المباشرة المقدمة للأسر اللبنانية الأشد فقرًا، يعمل برنامج الأغذية العالمي أيضًا على تعزيز قدرة واستدامة برنامج الحكومة اللبنانية الوطني لاستهداف الفقر. وبالإضافة إلى تدريب الأخصائيين الاجتماعيين في وزارة الشؤون الاجتماعية، يوفر برنامج الأغذية العالمي منصة قوية لصرف الدفعات النقدية، ومتابعة النتائج، وبناء النظم الرقمية، وتقديم الدعم الفني.
وقال البروفيسور رمزي المشرفية، وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال: "لقد أدت الأزمات المعقدة التي يواجهها لبنان هذه الأيام إلى زيادة كبيرة في معدلات الفقر كما أدت إلى تفاقم مواطن الضعف بين سكان لبنان." وأضاف: "وتحاول وزارة الشؤون الاجتماعية، بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، ومن خلال الدعم السخي المقدم من مجتمع المانحين، ضمان الأمن الغذائي وتحقيق الاستراتيجية الشاملة للحماية الاجتماعية، وهذا حق أساسي للجميع ليتيح لهم العيش بكرامة."
# # #
برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة هو الحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2020. وهو أكبر منظمة إنسانية في العالم تقوم بإنقاذ الأرواح في حالات الطوارئ وتستخدم المساعدة الغذائية من أجل تمهيد السبيل نحو السلام والاستقرار والازدهار للناس الذين يتعافون من النزاعات والكوارث وآثار تغيّر المناخ.