برنامج الأغذية العالمي يرحب بتمويل جديد من اليابان لدعمه في مواصلة تقديم المساعدات الغذائية المنقذة للحياة إلى الفئات الأشد ضعفاً في سوريا
وتأتي هذه المساهمة في توقيت حرج في سوريا حيث تتعرض قدرة السكان على تحمل تكاليف الغذاء لصعوبات متزايدة في أعقاب الصدمات المتتالية مثل جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) وأزمة أسعار الغذاء والوقود العالمية، و الحرب في أوكرانيا. وقد أدت اضطرابات سلسلة التوريد المرتبطة بهذه الأحداث بالإضافة إلى سنوات من انخفاض إنتاج القمح إلى ما دون المتوسط إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، مما أثر سلبًا على 12 مليون شخص يعانون حاليًا من انعدام الأمن الغذائي.
وخلال الفترة بين شهري يناير ويونيو، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 45 في المائة. ويأتي ذلك علاوة على ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 500٪ بالفعل خلال العامين الماضيين. ونتيجة لذلك، أصبح الغذاء الكافي بعيد المنال بالنسبة لمعظم السكان في الوقت الحالي.
ومن جانبه، قال روس سميث، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي بالإنابة في سوريا: "جاءت هذه المساهمة من اليابان في الوقت المناسب تمامًا لدعم شريان الحياة الوحيد للأسر الضعيفة التي تحتاج إلينا الآن أكثر من أي وقت مضى."
وسيستخدم برنامج الأغذية العالمي أموال المساهمة اليابانية لتوفير حصص غذائية لنحو 250000 شخص من الفئات الأشد ضعفاً واحتياجًا في جميع المحافظات السورية البالغ عددها 14 محافظة لمدة شهرين. وهذه الحصص - التي تتضمن المواد الغذائية الأساسية مثل دقيق القمح والأرز والزيت النباتي -ستحمي هذه الأسر من المزيد من التنازلات في مستوى معيشتها.
ويحتاج نحو 14.6 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية في سوريا وهو ما يمثل زيادة قدرها 1.2 مليون شخص مقارنة بعام 2021. وفي هذا السياق، يعاني نحو 12 مليون شخص أو 55 في المائة من إجمالي السكان من انعدام الأمن الغذائي. وبالتالي، لا تزال الأسر السورية تعتمد بشكل متزايد على استراتيجيات التكيف السلبي الشديدة لسد احتياجاتها الغذائية الأساسية. وتتضمن هذه الاستراتيجيات تقليص عدد الوجبات وشراء الأغذية من خلال الاستدانة.
ومنذ عام 2021، عمل برنامج الأغذية العالمي على توسيع نطاق مساعداته الغذائية لتصل في المتوسط إلى 5.6 مليون شخص كل شهر، لكن الاحتياجات لا تزال تفوق الموارد المتاحة. وستساعد هذه المساهمة المقدمة من حكومة اليابان الأسر السورية في الحصول على الأغذية المنقذة للحياة وإعادة بناء حياتها.