وكالات الأمم المتحدة في الجزائر تناشد المانحين مواصلة تقديم المساعدات الغذائية للاجئي الصحراء الغربية

ويعيش اللاجئون الصحراويونفي ظل ظروف قاسية للغاية في الصحراء الكبرى في جنوب غربي الجزائر منذ أكثر من 40 عاماً. وقد تمت استضافتهم في خمسة مخيمات قريبة من بلدة تندوف، إلا إنهم لا يزالون يعتمدون اعتماداً كبيراً على المساعدات الإنسانية الخارجية. ويمثل برنامج الأغذية العالمي أهم مصدر للغذاء في المخيمات؛ لذا فإن أي تقليص أو وقف للمساعدات الغذائية التي يقدمها البرنامج سيكون له تأثير شديد على الأمن الغذائي والتغذوي للاجئين، خاصة الأطفال الصغار والنساء الحوامل والمرضعات وكبار السن والمرضى.
وقال حمدي بخاري، ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: "في إعلان نيويورك الذي اعتمد مؤخراً هذا الشهر، التزمت الدول بتوفير تمويل إضافي لدعم العمل الإنساني والتنموي لصالح اللاجئين"، وأضاف: "نحن بحاجة ماسة إلى هذا الالتزام لدعم أنشطتنا الإنسانية التي نقدمها للصحراويين. وقد أثر النقص المزمن في التمويل على توفير الخدمات الصحية والمأوى والغذاء والماء. وفي يونيو/حزيران من العام الماضي، حذرت وكالاتنا الثلاث من نقص تمويل الغذاء، ونحذر من ذلك مرة أخرى، فالمساعدات الغذائية أمر بالغ الأهمية."
ويواجه برنامج الأغذية العالمي عجزاً في التمويل يقدر بنحو 10 ملايين دولار للأشهر الستة المقبلة. وفي أكتوبر/تشرين الأول، اضطر البرنامج إلى تعليق جزء من مساعداته الغذائية. وبدءاً من نوفمبر/تشرين الثاني، من المرجح أن تنخفض الحصص إلى النصف. وقد تم بالفعل استنزاف المخزون لتغطية الأشهر القليلة الماضية، وهناك ثلاثة منتجات أساسية على الأقل -هي دقيق القمح، والزيت النباتي، والأرز- على وشك النفاد. وقد أبلغ برنامج الأغذية العالمي الجهات المانحة وأصحاب المصلحة والشركاء المحليين، بما في ذلك الهلال الأحمر الجزائري والهلال الأحمر الصحراوي، عن تقليص محتمل للمساعدات.
وقال رومان سيروا، ممثل برنامج الأغذية العالمي: "تدابير خفض التكاليف، مثل استبدال بعض السلع بأرخص منها، سمحت للبرنامج حتى الآن باستخدام الموارد المتاحة لتغطية الاحتياجات لفترة أطول. ومع ذلك، إذا لم يتوفر تمويل جديد في وقت قريب، سوف يضطر البرنامج لتقليص الحصص الغذائية، وهذا من شأنه الاضرار بالوضع التغذوي للاجئين."
في الشهر الماضي، ناشد كل من برنامج الأغذية العالمي والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية وكذلك المنظمات غير الحكومية التي تقدم المساعدات الإنسانية للاجئين الصحراويين، بتقديم الأموال لتوفير الغذاء والمأوى والصحة والتعليم في المخيمات. وقد صدر نداء إلى المانحين في الجزائر العاصمة يوم 19 سبتمبر/أيلول، وستتم إعادة إصداره قريباً خلال اجتماع للمانحين في جنيف.
وقال مارك لوسيت، ممثل اليونيسف في الجزائر: "يعتمد أطفال اللاجئين الصحراويين الذين يعيشون في مخيمات تندوف اعتماداً كبيراً على توزيع المواد الغذائية، ويزداد القلق لدى الأسر إزاء المزيد من الخفض للمساعدات. الأمر الذي قد يشكل خطراً على الوضع الغذائي والصحي للأطفال." وأضاف: "نضم صوتنا إلى وكالات الأمم المتحدة العاملة في المخيمات، وندعو الجهات المانحة إلى مواصلة تقديم دعمها للاجئين حتى نستمر في تغطية احتياجاتهم الإنسانية الأساسية."
ويدعم برنامج الأغذية العالمي لاجئي الصحراء الغربية في الجزائر منذ عام 1986. ويتم تقديم كل مساعدات برنامج الأغذية العالمي في الجزائر ومتابعتها بالتعاون مع المنظمات الوطنية والدولية للتأكد من وصول المساعدات لمن يحتاجونها.
الأزمة الصحراوية هي أقدم عملية طويلة الأمد للأمم المتحدة، وثان أطول أزمة لاجئين مستمرة على مستوى العالم.