يوم الغذاء العالمي "يوم بلا غذاء" لأكثر من مليار شخص من الجوعى حول العالم
القاهرة-16 أكتوبر/تشرين الأول 2009- في ظل تجاوز عدد الجوعى في العالم للمستويات القياسية السابقة، دعا اليوم برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة العالم إلى تذكر أكثر من مليار شخص يعانون من الجوع ولا يحصلون على القدر الكافي من الغذاء ويحتاجون إلى المساعدة العاجلة.
يوم بلا غذاء
وقالت جوزيت شيران، المدير التنفيذي للبرنامج: "يوم الغذاء العالمي هو في الواقع 'يوم بلا غذاء' هذا العام بالنسبة لنحو شخص من بين كل ستة أشخاص في مختلف أنحاء العالم." وأضافت شيران: "دعونا نتذكر أن أكثر من مليار شخص لن يجدوا اليوم ما يكفي من طعام مغذ لسد رمقهم. ولكن يمكننا تغيير ذلك، فالتحدي الذي نواجهه الآن هو أن نحول 'يوم بلا غذاء' إلى 'يوم الغذاء العالمي' من أجل مئات الملايين الذين ليس لديهم طعاماً لهذه الليلة."
وقد وصل تدفق المعونات الغذائية إلى أدنى مستوياته منذ عشرين عاماً، في حين أن عدد الجوعى في العالم آخذ في الازدياد وذلك يرجع إلى الآثار المترتبة على ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأزمة المالية العالمية بالإضافة إلى ازدياد سوء الأحوال الجوية.
يوم الغذاء العالمي هو في الواقع 'يوم بلا غذاء' هذا العام بالنسبة لنحو شخص من بين كل ستة أشخاص في مختلف أنحاء العالمجوزيت شيران، المدير التنفيذي للبرنامج
وكان برنامج الأغذية العالمي يعتزم هذا العام توفير مساعدات غذائية لحوالي 108 مليون شخص في 74 بلداً في مختلف أنحاء العالم، ولكن العجز الحاد في التمويل دفع البرنامج إلى تخفيض الحصص الغذائية المقدمة للجوعى في بعض البلدان، وتعليق بعض العمليات في مناطق أخرى. وساهمت الجهات المانحة حتى الآن بـ 2.9 مليار دولار أمريكي فيما تقدر الميزانية التي يحتاجها البرنامج لعام 2009 بنحو 6.7 مليار دولار أمريكي.
وأضافت شيران أنه على مدى عقود، كان برنامج الأغذية العالمي قادراً على توفير الغذاء لحوالي عشرة في المائة من الرجال والنساء والأطفال الأشد جوعاً، ولكن هذا العام وللمرة الأولى من غير المرجح أن يصل البرنامج إلى هذا الهدف. وبصفته منظمة تستجيب للاحتياجات الطارئة، كان على البرنامج أيضاً أن يلبي العديد من الاحتياجات غير المتوقعة في عام 2009 مثل الاستجابة للفيضانات التي حدثت مؤخراً في الفلبين.
البرنامج في الشرق الأوسط
ويساعد البرنامج في الشرق الأوسط ملايين من الأشخاص الأكثر ضعفاً والذين تضرروا جراء ارتفاع أسعار الأغذية، والأزمة المالية العالمية بالإضافة إلى الكوارث الطبيعية والصراعات التي من شأنها أن تترك آثاراً سلبية على عدد من البلدان في المنطقة.
إن لأزمة الجوع الصامتة التي تؤثر على سدس البشرية جمعاء آثارها السلبية أيضاً على منطقة الشرق الأوسطالدالي بلقاسمي، المدير الإقليمي للبرنامج في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وشرق أوروبا
ويوفر البرنامج في الأرض الفلسطينية المحتلة مساعدات غذائية لقرابة 600 ألف شخص من الفلسطينيين غير اللاجئين الأشد ضعفاً الذين يقطنون في قطاع غزة والضفة الغربية. وكان البرنامج قد بدأ في شهر إبريل/نيسان الماضي أول مشروع لتوزيع القسائم الغذائية في منطقة الشرق الأوسط حيث يستفيد منه نحو 30 ألف شخص في المناطق الحضرية من الضفة الغربية التي ارتفعت فيها أسعار السلع الغذائية الأساسية بنحو 70 بالمائة في عام 2008. ويُمَكِّن مشروع القسائم الغذائية والتحويلات النقدية البرنامج من تلبية احتياجات الجوعى عندما يكون الغذاء متاحاً ولكن ليس بإمكان السكان شراؤه. ويتم التوسع في هذا المشروع ليستفيد منه 15 ألف شخص آخرين في قطاع غزة.
ويقدم البرنامج في العراق مساعدات غذائية لنحو 1.1 مليون شخص من المستضعفين، من بينهم السيدات الحوامل والمرضعات والأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من سوء التغذية ومرضى السل والأسر التي تعولها نساء وصغار المزارعين وتلاميذ المرحلة الابتدائية بالإضافة إلى النازحين داخلياً الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي.
وقام برنامج الأغذية العالمي خلال الشهرين المنصرمين بزيادة حجم عمليته في اليمن من أجل مساعدة نحو 150 ألف نازح في شمال البلاد بعد تصاعد العنف الذي بدأ في صعدة قبل خمسة أعوام. وينفذ البرنامج أربع عمليات أخرى في اليمن حيث يوفر مساعدات لنحو 1.5 مليون يمني من بينهم هؤلاء الذين فقدوا منازلهم وسبل كسب عيشهم خلال الفيضانات التي اجتاحت شرقي اليمن العام الماضي، والأسر التي ازدادت فقراً على فقرها نتيجة لارتفاع أسعار الأغذية، فضلا عن اللاجئين الذين فروا من الاضطرابات في الصومال.
دور الجهات المانحة لا غنى عنه
وقال الدالي بلقاسمي، المدير الإقليمي للبرنامج في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وشرق أوروبا: "إن لأزمة الجوع الصامتة التي تؤثر على سدس البشرية جمعاء آثارها السلبية أيضاً على هذه المنطقة. فبرنامج الأغذية العالمي لا يقوم فقط بمكافحة الجوع والتخفيف من وطأة تأثيرات الكوارث الطبيعية، وإنما ينفذ عدد من المشروعات التي تهدف إلى تحسين فرص حصول الأطفال على التعليم خاصة الفتيات، وكذلك خفض معدلات سوء التغذية ودعم الاقتصادات المحلية من خلال شراء المواد الغذائية محلياً."
وأضاف بلقاسمي: "إن مساندة الجهات المانحة لنا لأمر مهم للغاية من أجل الحفاظ على هذا المستوى من تقديم المساعدة للفئات الأشد ضعفاً في هذه المنطقة."