Skip to main content

أزمة الجوع في هايتي: كيف يوزع برنامج الأغذية العالمي الغذاء وسط العنف وانعدام الأمن

الوصول إلى أكثر المناطق حرماناً في بورت أو برنس يتطلب تنسيقاً وصبراً
A woman in stripey dress holds her daughter on her lap as the talks to a WFP staff who has her back to the camera
امرأة مع ابنتها أثناء فحص تغذوي من قبل البرنامج في مقاطعة ويست. تصوير: برنامج الأغذية العالمي/تانيا بيركبيك

يقول جانفييه موهيما: "لا يمكنكم أن تتخيلوا مدى شعوري بالإحباط...في الصباح الباكر، تم تأجيل مهمة كانت لمساعدة 30,000 شخص في منطقة لاسالين، إحدى أكثر المناطق ضعفاً في بورت أو برنس، "ببساطة لأن الطرق مغلقة بسبب العنف في المنطقة."


لا عجب أنه يهز رأسه - فمدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في عاصمة هايتي من المفترض أن يشرف على قافلة توزيع الغذاء على إحدى أكثر المناطق حرماناً.


"لدينا أناس ينتظرون ولن يحصلوا على الطعام اليوم... وهو الأمر الذي كان من المفترض أن نقوم به."
لاسالين هي "منطقة تحت سيطرة كاملة لمجموعة مسلحة" حيث " يعاني نظام الاقتصادي والاجتماعي بالكامل من الانهيار - لا أسواق، لا متاجر مفتوحة، وأناس يكافحون للحصول على وجباتهم."
 

A scene of a displaced communit's tents among palm or coconut trees in Haiti
حي ديلما 33 هو أحد أكبر مواقع إيواء النازحين داخلياً في بورت أو برنس. تصوير: برنامج الأغذية العالمي/لوك جونيور سيغور

إمكانية وصول الناس إلى الخدمات – أو "أي شيء يمكن أن يدعم سبل عيشهم" - شبه معدومة. ومع سيطرة عدة جماعات مسلحة مختلفة على أكثر من 80% من المدينة، فمهمتنا ليست سهلة. على الإطلاق.


ويوضح موهيما أن فتحميل الغذاء وتحريك الشاحنات "بطريقة تناسب قدرات جميع المعنيين" أمر يتطلب التنسيق مع المنظمات الشريكة للبرنامج، والمتطوعين لديهم، وقادة المجتمع، والمستفيدين من المساعدات.


وتشمل اعتبارات سلسلة التوريد تحديد نوع الشاحنة المناسبة لكل منطقة بناءً على جودة الطرق والأمن.

ويضيف موهيما: "لا يمكننا حشد جميع الشاحنات مرة واحدة لأسباب أمنية، لذلك نقسمها إلى قوافل.
 

A Black man wearing a blue cap and a blue WFP vest looks into the camera, people blurred in background
جانفييه موهيما أثناء عمله مع البرنامج في موطنه الأصلي جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 2023. تصوير: برنامج الأغذية العالمي/مايكل كاستوفاس

لكن بالنسبة لآلاف السكان المنعزلين عن بقية البلاد – مثل كبار السن، والحوامل والمرضعات، والأطفال، وذوي الإعاقة – تمثل هذه المساعدات الغذائية لهم شريان الحياة.


ويوفر البرنامج أطعمة مغذية متخصصة لحماية الأمهات والأطفال من سوء التغذية، ولعلاج من يعانون منه بالفعل. كما يقدم المشورة للأمهات حول تغذية الرضع والأطفال الصغار والرضاعة الطبيعية.


وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حقق البرنامج تقدماً كبيراً من خلال التفاوض على إتاحة إمكانية الوصول حيث تمكن من توصيل 300 طن متري من الأرز والفاصوليا والزيت – وهو ما يكفي لمساعدة 50,000 شخص - في حي آخر محاصر. وكانت هذه هي المرة الأولى منذ سنوات التي يرى فيها سكان كروا دي بوكيه، الواقعة على الحافة الشمالية لبورت أو برنس، مساعدات إنسانية.
 

"قبل التوجه إلى أي موقع لتوزيع المساعدات، نتأكد من تحديد المعايير بدقة وأن تكون مفهومة بوضوح من قبل جميع المجتمعات."

 

ووفقاً لأحدث تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) – وهو المعيار العالمي لقياس الأمن الغذائي – هناك نحو 5.7 مليون شخص – أي أكثر من نصف سكان هايتي - من المتوقع أن يعانوا من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال الشهرين المقبلين. ومن بينهم، أكثر من مليوني شخص يواجهون المستوى الرابع من حالة الطوارئ(IPC4)، بينما يشهد حوالي 8,400 شخص مستوى "الكارثة " (IPC5)، حيث يواجه الناس خطر الموت جوعاً.


إن ما يحفز فريق موهيما على الاستمرار واضح تماماً: وهو الاستعداد، وتحديد الهدف، والشغف، وهذا الشعور بالفخر الخفي بقدرتهم على الإنجاز رغم التحديات.


ورغم ضمانات الأمان، يمكن أن تصبح الرحلات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعات المسلحة أن تكون مرهقة للأعصاب. ويقول موهيما: "عند نقاط التفتيش، لا يُسمح بإخراج هاتفك أو التواصل..."ولكن إذا حدث أمر ما، كيف يمكنني إخبار أي أحد؟"

People line up at a WFP food distribution in Haiti
جانفييه موهيما يستقبل الناس في موقع توزيع للمساعدات في بورت أو برنس. تصوير: لوك جونيور سيغور

A woman in a pink vest waits in line with three children next to her
عائلة تنتظر فحص حالتها التغذوية في بورت أو برنس. تصوير: برنامج الأغذية العالمي/جوناثان دومون

يستغرق توزيع الغذاء على حوالي 45,000 شخص نحو أسبوعين، حيث يتم توفير سلة غذائية تحتوي على الأرز والفاصوليا والزيت تكفي لمدة شهر. فالأمور لا تسير دائماً بسلاسة.
يقول موهيما: "نبذل قصارى جهدنا للتخطيط بدقة قبل كل عملية توزيع - للتأكد من أن لدينا ما يكفي لإطعام جميع السكان المستهدفين."


بحلول فبراير/شباط، نزح أكثر من مليون شخص في هايتي، ثلاثة أضعاف العدد الذي نزح في الفترة نفسها من عام 2024 (هذا العام وحده، نزح 100,000 شخص). كيف يستهدف البرنامج بدقة الأشخاص الذين يتلقون المساعدات الغذائية؟


يقول موهيما: "قبل الذهاب إلى أي موقع توزيع، نتأكد من أن المعايير محددة بوضوح ومفهومة من قبل جميع المجتمعات." ويضيف: "ندرب أيضاً شركائنا ومؤسسات الحكومة لمساعدتنا في اختيار المستفيدين - نعمل عن كثب مع شركائنا وقادة المجتمع الذين لديهم معرفة عميقة بالمنطقة."
 

A man with his back to the camera, WFP jacket, two women in foreground, one carrying a can of food assistance
عملية توزيع للغذاء من قبل البرنامج في منطقة ديلما 33 في بورت أو برنس. تصوير: برنامج الأغذية العالمي/لوك جونيور سيغور

A displaced woman in Haiti with a bright blue PVC bag next to her look contemplative
نازحة اضطرت للعيش في موقع في ديلما 33 بعد هجوم جماعات مسلحة على حيها. تصوير: برنامج الأغذية العالمي/لوك جونيور سيغور

وتحدد المتابعة والتقييم من الذي سيتلقى المساعدة. ويقول موهيما: "وبعد الحصول على نتائج عملية الاستهداف للمستفيدين، نضع خطة." "نناقشها مع فرق الخدمات اللوجستية والأمن والوصول والبرامج لضمان أن الجميع على نفس الصفحة وأن لدينا الموارد لتلبية جميع الاحتياجات المحددة."


ويضيف: "نستخدم أيضاً الرصد عن بُعد عبر الهواتف المحمولة لتتبع سير الأمور ولضمان وصول شركائنا إلى المستفيدين المقصودين - خاصة الحوامل، ومن يعانون من سوء التغذية، وكبار السن، والشباب."


هؤلاء هم الأشخاص الذين يشعر موهيما أنه خذلهم اليوم في منطقة لاسالين - لكنه سيكون مستعداً عند الفجر غداً للمحاولة مرة أخرى.
تعرف على المزيد حول عمل برنامج الأغذية العالمي في هايتي
 

تعرف على المزيد حول عمل برنامج الأغذية العالمي في هايتي

الآن هو الوقت المناسب
لاتخاذ خطوة

يعتمد برنامج الأغذية العالمي على المساهمات الطوعية بالكامل لذا فإن لكل تبرع قيمته
تبرّع الآن