Skip to main content

تقرير للأمم المتحدة بشأن بؤر الجوع الساخنة يحذر: 4 بلدان على وشك السقوط في براثن المجاعة

دراسة أجرتها منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي تشير إلى أن إثيوبيا ونيجيريا وجنوب السودان واليمن تترقب "الجوع الشديد وخسائر في الأرواح"
Ehtiopia
إثيوبيا: توزيع الأغذية في منطقة عفار في شهر أغسطس. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/كلير نيفيل

يتصاعد انعدام الأمن الغذائي في 20 بؤرة ساخنة للجوع حيث يعرِّض النزاع والصدمات الاقتصادية والمخاطر الطبيعية والوصول المحدود للمساعدات الإنسانية حياة الملايين من الأشخاص للخطر، وذلك وفقًا لتقرير جديد للأمم المتحدة.

ويتعرض السكان في جنوب السودان واليمن والأجزاء الشمالية من إثيوبيا ونيجيريا للخطر بشكل خاص، وفقًا لتقرير بؤر الجوع الساخنة Hunger Hotspots، الذي نشرته منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بالاشتراك مع برنامج الأغذية العالمي.

Chad
تشاد: واحدة من صغار المزارعات تشارك في مشروع برنامج الأغذية العالمي لبناء القدرة على الصمود في أركو، أبيشي – وتشاد بلد من أكثر البلدان عرضة للطقس القاسي ويستضيف أكبر عدد من اللاجئين في منطقة الساحل. الصورة: برنامج الأغذية العالمي / إيفلين فاي

يدعو التقرير إلى اتخاذ إجراءات "للحيلولة دون وقوع المجاعة والخسائر في الأرواح والانهيار التام في سبل كسب العيش" حيث ينزلق المزيد والمزيد من الناس نحو مرحلة "الكارثة" (المرحلة 5 من التصنيف المرحلي المتكامل لانعدام الأمن الغذائي) من المعيار العالمي لانعدام الأمن الغذائي.

Myanmar
ميانمار: برنامج الأغذية العالمي يوزع الأغذية في منطقة يانغون خلال شهر أغسطس كجزء من استجابته لحالة الطوارئ في المناطق الحضرية. برنامج الأغذية العالمي / أرشيف الصور

ومن جانبها، قالت مارغو فان دير فيلدين، مديرة مكتب الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي: "يحتاج برنامج الأغذية العالمي بشكل عاجل إلى مساهمات تمويل مرنة وغير مخصصة، مثل حساب الاستجابة العاجلة، والذي يتيح لنا الاستجابة على الفور وتجنب العواقب الكارثية." وأضافت: "سيكون تمويل عملياتنا في نقاط الجوع الساخنة في العالم أمرًا بالغ الأهمية هذا العام، وإلا فإن الخطر سيكون حقيقيًا للغاية ويتمثل في أن المزيد من الناس سوف ينزلقون نحو هاوية المجاعة."

وأضافت: "من منطلق عملنا كجهات فاعلة في مجال العمل الإنساني، نحن نواجه تحديات هائلة. ويجب علينا توسيع نطاق العمليات في ظروف عصيبة، ويجب أن نحافظ على المساعدات الحاسمة في الأزمات المعقدة، ويجب أن نكون مستعدين للاستجابة بسرعة للاضطرابات المفاجئة وحالات الطوارئ غير المتوقعة."

Food assistance South Sudan
جنوب السودان: ولاية جونقلي هي منطقة تثير القلق البالغ لدى برنامج الأغذية العالمي. الصورة: برنامج الأغذية العالمي / تيريزا بيور

وأشارت مارغو إلى نجاح برنامج الأغذية العالمي. ففي عام 2021، وعلى عكس التوقعات، ساعدت المنظمة 15 مليون شخص في أفغانستان، من بينهم 8 ملايين شخص خلال شهر ديسمبر وحده. وفي مدغشقر، وبفضل المساعدات التي قدمها برنامج الأغذية العالمي والوكالات الإنسانية الأخرى، لا يوجد حاليًا أحد يعيش في ظروف شبيهة بالمجاعة، ولم ترتفع مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد.

إن العديد من الأشخاص الذين يدعمهم برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) يفرون من النزاعات ويضطرون إلى التخلي عن أراضيهم وديارهم ووظائفهم في بلدان مثل جمهورية أفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وميانمار، والصومال، وجنوب السودان، والسودان، ومنطقة الساحل الأوسط. 

Nigeria
نيجيريا: القيادات النسائية في مخيم المسكين للنازحين داخليًا في مايدوجوري، الذي يخدمه برنامج الأغذية العالمي، خلال شهر أغسطس. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/آريت/برنارد كالو

تستمر الظواهر المناخية المتطرفة في إحداث الفوضى والخراب في معظم البلدان المعرضة للخطر، مما يجعل الحياة صعبة بشكل خاص في أماكن مثل أفغانستان وأنجولا وهايتي وسوريا.

وفي الوقت نفسه، لا تزال التحديات الاقتصادية جراء جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) قائمة ومن المتوقع أن تستمر في زيادة أسعار المواد الغذائية وتأجيج أزمة الجوع. (على الرغم من الانخفاض الطفيف في منتصف عام 2021، استمرت أسعار الأغذية العالمية في الارتفاع منذ شهر مايو 2020).

ويؤكد تقرير منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي أيضًا على الدور المركزي الذي يلعبه الجوع في تعطيل وصول الناس إلى التغذية الحيوية على نطاق واسع، ويصدر تحذيرًا شديدًا بشأن الأماكن التي يواجه فيها الملايين المجاعة وخسائر الأرواح بسبب الجوع.

هيا لنلقي نظرة عن كثب على البلدان الأربعة الأكثر عرضة للخطر.

 

1- جنوب السودان
S Sudan road building
جنوب السودان: المشاركون في برنامج الأغذية العالمي يشقون طريقًا في منطقة إيكين في غرب ولاية بحر الغزال ضمن مشروع يموله الاتحاد الأوروبي. الصورة: برنامج الأغذية العالمي / هيو راذرفورد

تشير أحدث التوقعات المتاحة إلى أن 7.2 مليون شخص يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، مع وجود خطر المجاعة في أجزاء من البلاد. وطالما كان على المجتمعات المحلية أن تكافح لمواجهة الفيضانات التي تتكرر وتزداد حدتها بشكل متزايد والتي تسببت في نزوح واسع النطاق، كما نجم عنها إلحاق أضرار بالإنتاج الزراعي، وتدمير سبل كسب العيش، وأدت إلى تضاعف نقاط الضعف الموجودة في العديد من المناطق. وتنذر أحدث النماذج المناخية إلى اقتراب موسم آخر يتسم بمعدلات هطول أمطار أعلى من المتوسط اعتبارًا من شهر أبريل.

 

 

2- نيجيريا

Rickshaw_Nigeria
عربات التوك توك التي تحمل علامة برنامج الأغذية العالمي محملة بالأغذية في طريقها إلى المجتمعات المستهدفة في مدينة كانو في شمال نيجيريا. الصورة: برنامج الأغذية العالمي / داملولا أونافوا

يؤدي انعدام الأمن وارتفاع معدلات التضخم إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي الحاد. ولا تزال القيود المفروضة على الوصول في المناطق المتضررة من العنف تشكل تحديًا خطيرًا أمام إيصال المساعدات الإنسانية. وفي ولاية بورنو المتضررة من النزاع، من المتوقع أن يواجه حوالي 13500 شخص الجوع وخسائر الأرواح، وذلك إذا لم تستمر التدخلات الإنسانية والتدخلات الهادفة إلى بناء سبل كسب العيش.

 

3- إثيوبيا
Aster and her husband Tesfay and three of their children sit together outside a one-roomed shelter where they are living temporarily since their home was set ablaze. Photo: WFP/Claire Nevill
أستر وزوجها تيسفاي وثلاثة من أطفالهما يجلسون خارج مأوى يتألف من غرفة واحدة كانوا يعيشون فيه منذ أن احترق منزلهم في منطقة آدي ميلين، إقليم تيغراي، في شهر مايو. الصورة: برنامج الأغذية العالمي / كلير نيفيل

بين شهري يوليو وسبتمبر 2021، كان من المتوقع أن يواجه 401000 شخص في منطقة تيغراي ظروفاً شبيهة بالمجاعة. ولا يزال هناك احتمال كبير بحدوث مجاعة إذا استمرت القيود الحالية المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية والتجارية واستؤنف النزاع في تيغراي. ويسلط تقييم الأمن الغذائي في حالات الطوارئ المشترك بين برنامج الأغذية العالمي ومبادرة "ريتش"، الذي نُشر مؤخرًا، الضوء على المخاوف المستمرة بشأن حجم وشدة انعدام الأمن الغذائي في منطقة تيغراي. وقد يؤدي موسم أمطار سيئ آخر إلى حدوث المزيد من التدهور الحاد في نتائج الأمن الغذائي في جنوب إثيوبيا.

 

 

4- اليمن
Girl_in_Yemen
اليمن: برنامج الأغذية العالمي يقدم مساعدات غذائية طارئة للنازحين داخلياً مؤخرًا في منطقة مأرب خلال شهر نوفمبر. الصورة: برنامج الأغذية العالمي / جهاد النهاري

يتزايد الجوع في اليمن نتيجة لاستمرار المزيج السام الذي يتألف من النزاع والتدهور الاقتصادي. ونتيجة لذلك، فإن نصف الأسر اليمنية تستهلك الآن كميات أقل من القدر الواجب. وفي عام 2021، أصيب أكثر من 2.25 مليون طفل وأكثر من مليون امرأة حامل ومرضع بسوء التغذية الحاد.