إعصار بيريل بعد عام: جرس إنذار لتعزيز الاستعداد للكوارث في الكاريبي

أسقف ممزقة، قوارب وسيارات مقلوبة، أعمدة كهرباء منهارة - هكذا مر إعصار بيريل على منطقة الكاريبي مطلع يوليو/تموز 2024 تاركاً وراءه دماراً شاملاً. في سانت فنسنت وجزر غرينادين وغرينادا، تضرر ما يصل إلى 98% من البنية التحتية بسبب هذا الإعصار من الفئة الخامسة، الأقوى الذي يُسجل في المنطقة بهذا التوقيت المبكر.
رياح بلغت سرعتها 240 كم/ساعة تركت 60 ألف شخص في حاجة ماسة للمساعدة. يقول أندرو جاكسون، رئيس سلسلة التوريد في برنامج الأغذية العالمي ببربادوس: "كان وصول بيريل المبكر استثنائياً."

تصوير: برنامج الأغذية العالمي/فضل منصور
"نتابع أنظمة تتشكل في منتصف المحيط الأطلسي، ومع اقترابها تصبح التوقعات أدق. في حالة بيريل، اشتد الإعصار بسرعة كبيرة، مما أدى لاجتياح جزر متعددة."
قام برنامج الأغذية العالمي بنشر فرق الإغاثة مسبقاً إلى غرينادا، سانت فنسنت وجزر غرينادين، وجامايكا التي عانت من انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع.


يشرح جاكسون أن لدينا "عقود جاهزة" مع مشغلي السفن البحرية وعلاقات متجذرة مع سلطات الموانئ. "وهذا يعني أنه عند وقوع الكارثة، لسنا بحاجة للبدء من الصفر - فنحن على أهبة الاستعداد."
بربادوس التي تقع عادة خارج حزام الأعاصير، تجنبت أسوأ آثار لإعصار بيريل - لكن مجتمعات الصيد تعرضت لضربات قوية عندما ضربت العاصفة سواحلها. وانضم جاكسون إلى وكالة إدارة الكوارث في الكاريبي (CDEMA) في مركز عمليات الطوارئ منذ اليوم الأول.
في غضون أيام، وصلت الحصص الغذائية للمجتمعات المتضررة، حيث احتوت كل حصة على مواد غذائية تكفي لعشرة أيام تشمل التونة، والبازلاء، والفاصوليا، والأرز، والزيت، واللحوم المعلبة.
لقد أثبت التخزين المسبق أنه أمر ضروري. ويوضح جاكسون: "لقد قلل ذلك من أوقات الانتظار بنحو عشرة أيام. الشحن إلى الكاريبي من أوروبا أو أمريكا اللاتينية أو الولايات المتحدة قد يستغرق وقتاً، خاصة مع محدودية خطوط الشحن المتاحة وضيق سعة الموانئ."

ويضيف جاكسون أن الأمر مكلف أيضاً" فقد تصل تكاليف الخدمات اللوجستية إلى نصف التكلفة الإجمالية للبضائع المنقولة. لذلك إذا تمكنا من تجنب النقل الجوي المكلف عبر التخزين المسبق خلال فترات الهدوء، يمكننا إدخار الكثير".
على مدى العام الماضي، أصبحت بربادوس مركزا رئيسيا لتقديم المساعدات بسرعة. فقبل إعصار بيريل، كان برنامج الأغذية العالمي وشركاؤه قد قاموا بالفعل بتخزين إمدادات مسبقة تابعة لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية على الجزيرة، مما سمح بشحن المواد الغذائية ومواد الإغاثة الأخرى إلى الجزر الأكثر تضرراً في غضون أيام.

في مايو/أيار، أطلق برنامج الأغذية العالمي بالتعاون مع حكومة بربادوس ووكالة CDEMA مركز اللوجستيات الإقليمي للكاريبي، بهدف وصول الإمدادات الحيوية للمجتمعات خلال 72 ساعة من وقوع الكارثة.
جاءت استجابة برنامج الأغذية العالمي بناءً على طلبات الحكومات والسلطات المحلية. وفيما يتعلق بمنطقة الكاريبي، "قد يعني ذلك إنشاء جسر بحري، أو نشر شاحنات أو رافعات، أو المساعدة في إدارة مستودعات". ومن خلال التعاون الوثيق، "الفكرة هي سد الفجوة، وليس تكرار الجهود نفسها."

بصفته حلقة الوصل الرئيسية، تمكّن وكالة CDEMA من التحرك السريع أثناء الطوارئ. ويدعم برنامج الأغذية العالمي الحكومات في نقل الضروريات مثل الخيام، ومستلزمات النظافة الشخصية، والإمدادات الطبية." ونعمل من خلال الحكومات والوكالات المحلية"، كما يقول جاكسون، لضمان حصول المستجيبين على ما يحتاجونه للوصول إلى الناس بسرعة. كما يلعب القطاع الخاص دوراً أيضاً. وبفضل اتفاقية مع سوبرماركت كبير في بربادوس، على سبيل المثال، تمكن برنامج الأغذية العالمي من الوصول إلى 5,000 حصة غذائية جاهزة - تكفي لإطعام 15,000 شخص لمدة أسبوعين تقريباً.

ولم تكن الأنظمة الرسمية وحدها هي التي تحركت. يقول جاكسون: "يوجد في الكاريبي مجتمع كبير للإبحار. بعد إعصار بيريل، شكل أصحاب اليخوت- أسطولاً لنقل الإمدادات بين الجزر."
في عام 2018، بدأ مكتب برنامج الأغذية العالمي في بربادوس عمله ليدعم 22 دولة وإقليماً في جميع أنحاء منطقة الكاريبي. عند وقوع الكارثة، يقوم الفريق بتعبئة الأشخاص والمعدات والإمدادات - دائماً بالتنسيق مع الحكومات الوطنية والمستجيبين المحليين.

مع تزايد قوة العواصف، يستثمر برنامج الأغذية العالمي في أنظمة الإنذار المبكر، والاستعداد، والتعافي على المدى الطويل. كان إعصار بيريل بمثابة جرس إنذار للوكالات الإنسانية لتمكين المجتمعات من التعافي بسرعة أكبر، وبناء المرونة قبل ضرب العاصفة التالية. كما أكد على أهمية الاستعداد. يقول جاكسون: "لن نتمكن أبداً من إيقاف هذه العواصف. لكن يمكننا التأكد من أنه عندما تأتي، لن نكون في حالة ارتباك - بل سنكون قد بدأنا التحرك بالفعل."
يتم تنفيذ أعمال برنامج الأغذية العالمي في منطقة الكاريبي بشأن التأهب للطوارئ، بما في ذلك بناء المركز اللوجستي، بدعم من: حكومة كندا وكنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية وبرنامج الأغذية العالمي الولايات المتحدة.