"كل ما أحتاجه هو طعام لأطفالي": دعم الاتحاد الأوروبي شريان حياة لمن يواجهون المجاعة في غزة
تكتظ المدارس في غزة بالعائلات التي فقدت منازلها وأفرادها بسبب التفجيرات التي أدت إلى نزوح جميع سكان القطاع تقريبًا البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة.
ينطبق الشيء نفسه على مستشفيات غزة المتبقية، والتي تتكدس حولها عشرات الآلاف من الأسر في الخيام، وفي حين أن هذه الخيام يمكن أن تستوعب بشكل معقول ما يصل إلى 3000 شخص، إلا أنها في الواقع تستضيف ما بين 10،000 إلى 30،000 شخص.
في ظل عدم وجود مرافق للصرف الصحي والاغتسال وصوت الانفجارات سمة من سمات الحياة اليومية، تم استبدال الدروس المخصصة للأطفال بالنضال اليومي من أجل البقاء.
إن الوفيات والدمار والمرض والخوف والجوع كلها جزء من الواقع الجديد الذي وقعوا فيه بين عشية وضحاها - كان سكان غزة في خضم أزمة الجوع حتى قبل الحرب. والآن هم على حافة المجاعة.
عندما يكون الوضع آمنًا يقدم برنامج الأغذية العالمي للناس السلال الغذائية أو الأغذية المعلبة أو دقيق القمح، حيث إن تغير جبهات القتال يجعل الوصول إلى الناس مشكلة يومية للمنظمات الإنسانية.
إن هذا القدر الضئيل من المساعدات يصنع الفارق بين الحياة والموت، حيث يعمل موظفو برنامج الأغذية العالمي على مدار الساعة لتجنب المجاعة، بينما هم أيضًا يعيشون ظروفا قاسية.
بالنسبة للأطفال، فإن الصناديق التي تقدمها وكالات الأمم المتحدة، والتي تحتوي على المواد الأساسية والأغذية مثل البسكويت المدعم بالمغذيات، هي من بين العلامات القليلة التي لديهم على أن العالم الخارجي لم ينسهم ولم يتخل عنهم تمامًا.
يحتاج برنامج الأغذية العالمي بشكل عاجل إلى 314 مليون دولار أمريكي لمساعدة غالبية سكان غزة حتى شهر مايو/أيار.
تعرف إلى عبلة
عبلة أم نازحة من مدينة غزة تعيش في مخيم دير البلح جنوب القطاع.
كنا نقيم في مدرسة، وقد تعرضت للقصف، فغادرنا مجددا وليس في حوزتنا سوى الملابس التي نرتديها، وسجادة الصلاة هذه، ولا شيء آخر. مشينا من مدينة غزة إلى دير البلح (16 كم)، واصلنا السير دون أن ننظر إلى الوراء، خائفين من أصوات القصف خلفنا.
هناك 12 شخصا يعيشون في هذه الخيمة. الله وحده يعلم كيف نعيش. لقد جئنا بلا شيء، لا مال، ولا ملابس.
كنا في المدرسة، وفجأة بدأت الغارات الجوية. قُتل الكثير من الأشخاص. صلينا وبدأنا بالمشي، مشينا من الصباح حتى غروب الشمس. كنا نأخذ فترات راحة قصيرة للتدفئة وللأطفال لكي يرتاحوا. لدينا الكثير من الأطفال.
لدي أطفال في مدينة غزة لا أعرف عنهم شيئاً. غادرنا جميعا وانفصلنا عنهم. لقد كان أصعب يوم في حياتي.
لقد جئنا إلى هذه المدرسة. قيل لنا أنه يتعين علينا الإخلاء من جديد. كان هناك قصف في كل مكان.
أكثر ما أحتاجه هو دقيق القمح، أريد طعامًا لأطفالي، هذا كل شيء. لا يهمني إذا كنا ننام على الأرض، ولكنهم بحاجة إلى الطعام، لذلك أحتفظ بشيء أعطيه لطفلي عندما يبكي من أجل الطعام. الأطفال يبكون من الجوع والبرد. لا بطانيات ولا مراتب ولا شيء.
نقف في الصف من الصباح حتى المساء فقط للحصول على جالون من الماء.
تعرف إلى أم علي
فقدت أم علي ثلاثة من أبنائها عندما تم تدمير منزلها في دير البلح. هي تعيش الآن في مدرسة تُستخدم كملجأ للأمم المتحدة مع ولديها الباقين على قيد الحياة وبناتها الأربع، وقد نزحوا بعد وقت قصير من بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول.
نحن نعيش الحرب، تحت الحصار. النازحون في المدرسة غير قادرين على شراء رغيف الخبز. يُباع كيس دقيق القمح بـ 370 شيكل (في السوق السوداء بسعر يبدأ من 100 دولار)، ولا يملك الناس المال. لم نحصل على دقيق القمح منذ شهرين.
هناك أكثر من 10,000 نازح يقيمون في هذه المدرسة. كمية المواد الغذائية الواردة تكفي لـ 3000 شخص فقط. أين سيجد الناس المال لشراء أي شيء؟ لقد أكل الجوع الأشخاص الذين يعيشون هنا.
لا توجد بطانيات أو فرشات، الناس ينامون على الأرض، السماء غطاؤهم، والأرض فراشهم.
عندما أرى الأطفال يرتدون السراويل القصيرة والقمصان فقط في أثناء هطول الأمطار في الخارج، أبكي من أعماق قلبي.
لا نريد سوى العودة إلى منازلنا، أريد أن أنصب خيمة في مكان منزلي الذي دمر، بدلاً من أن أعيش هذا الذل والانتظار في طوابير للحصول على الخبز والماء. أرى شباباً يسقطون في أثناء المشي بسبب نقص التغذية.