Skip to main content

سؤال وجواب: كيف تؤثر أزمة الجوع وسوء التغذية في أفغانستان على الأسر والنساء والفتيات

مع تقلص المساعدات الغذائية الطارئة ووصول سوء التغذية إلى مستويات قياسية، يحتاج الملايين إلى دعم برنامج الأغذية العالمي بينما يعانون للبقاء على قيد الحياة

In an outdoor waiting area a girl looks into the camera as a person with disabilities is escorted away
نقطة لتوزيع المساعدات الغذائية في كابول يناير/كانون الثاني 2025. رغم القيود التي تواجهها النساء في الأسر المؤهلة لمساعدات برنامج الأغذية العالمي، تتلقى 98٪ منهن على المساعدات بأنفسهن. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/ضياء الدين صافي

بينما يشتد الجوع في جميع أنحاء أفغانستان وسط تقلص التمويل والموارد، تتحمل النساء العبء الأكبر لأزمة لا تُظهر أي بوادر لأي انفراجه. فقد أصبح الوضع أكثر يأسًا، خاصة للأمهات وأطفالهن جراء ارتفاع معدلات سوء التغذية وتقلص المساعدات الغذائية.


ووفقًا للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (المعيار العالمي لقياس انعدام الأمن الغذائي) والذي صدر مؤخراً، يحتاج 1 من كل 5 أفغان إلى مساعدات غذائية طارئة للبقاء على قيد الحياة.


ويوضح هارالد مانهارت، نائب المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في كابول، ما تعنيه أحدث التخفيضات للأسر الأفغانية التي تعيش بالفعل على الحافة في الأسئلة والأجوبة التالية.
 


س: كم عدد الأشخاص الذين يواجهون جوعًا شديدًا حاليًا في أفغانستان؟


هارالد مانهارت: بدون دعم برنامج الأغذية العالمي وشركائه، يواجه حوالي 15 مليون شخص جوعًا شديدًا في أفغانستان اليوم. لا يستطيع البرنامج حالياً الوصول سوى إلى ثلث المحتاجين - وهذا العدد يتقلص. تخفيضات هذا العام تعني أنه لن يتمكن سوى 1 مليون مشخص من بين 3 ملايين شخص مصنفين في "مرحلة الطوارئ" من انعدام الأمن الغذائي (المرحلة 4 حسب التصنيف) من الحصول على المساعدة.
إنها فجوة تبلغ ثلثي المحتاجين - وهي في اتساع.

 

With the backdrop of a mountain, one among three Afghan women lifts the lid of a cooking pot
حولت بعض النساء الحليب الطازج إلى جبن وزبادي خلال تدريب على مهارات الألبان في باميان في يناير 2025. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/رنا دراز
س: ما هو الوضع الحالي الخاص بدعم التغذية في أفغانستان؟

مانهارت: في مايو/أيار 2025، تم استبعاد 280,000 شخص من برنامج علاج سوء التغذية التابع لبرنامج الأغذية العالمي. واعتبارًا من هذا الشهر، سيتم وقف المساعدة تمامًا لـ 1.1 مليون امرأة حامل ومرضعة وطفل دون الخامسة. فبدلا من نقوم بتوسيع نطاق عملنا لدعم التغذية من خلال علاج سوء التغذية، ومنع حدوث المجاعة، نقو بتقليص دعمنا.

س: كيف وصلنا إلى هذا الوضع؟

مانهارت: في 2023، اضطر برنامج الأغذية العالمي إلى خفض المساعدات الطارئة لـ 10 ملايين شخص. وفي الوقت نفسه، ارتفعت معدلات سوء التغذية إلى مستويات قياسية. ففي هذا العام، لن نتمكن من علاج نصف مليون امرأة وطفل يعانون من سوء التغذية - رغم أنه من المتوقع أن يعاني 3.5 مليون طفل من سوء التغذية، وأن يحتاج نحو 1.3 مليون أم وطفل بشكل عاجل إلى الدعم الغذائي.
 

س: كيف يؤثر هذا تحديدًا على النساء والفتيات؟

مانهارت: التأثير مدمر حيث تواجه النساء والفتيات في أفغانستان قيودًا متزايدة - فهن محرومات من معظم فرص العمل والتعليم والحياة العامة. وهذا يفاقم ضعفهن الاقتصادي.
ولا تستطيع ثلثا الأسر التي تعيلها نساء تحمل تكلفة أبسط النظم الغذائية - أي أعلى بنسبة 20% تقريبًا من الأسر التي يعيلها رجال. وبالنسبة للعديد من النساء، أصبح البقاء يعتمد على استراتيجيات خطرة مثل التوسل للحصول على إعانات نقدية أو الموافقة على زواج بناتهن المبكر.
 

A family are dwarfed in between a huge iron sliding gate and a wall where a big WFP banner is draped
يعمل برنامج الأغذية العالمي عن كثب مع اليونيسف وغيرها، خاصة في برامج التغذية. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/ضياء الدين صافي
س: هل لا تزال النساء قادرات على الوصول إلى المساعدات مباشرة؟

مانهارت: نعم - وهذا مهم. رغم القيود، 98% من النساء في الأسر المؤهلة يحصلن على المساعدات بأنفسهن، بما في ذلك الأرامل. وفي سياق يتم فيه إبعاد النساء عن الأنظار، تظهر أهمية ذلك.

س: ما الذي يفعله برنامج الأغذية العالمي أيضًا لدعم النساء؟

مانهارت: البرنامج من بين الجهات القليلة التي تمكنت من توفير مساحات آمنة للنساء عبر تدريبات المهارات وبرامج سبل العيش. هذه البرامج تسمح للنساء ليس فقط بكسب الدخل، ولكن أيضًا بالتجمع والتعلم ودعم بعضهن البعض. الآن، هذه الأنشطة أيضًا معرضة للخطر بسبب تقليص التمويل.

A white man with an Afghan shawl around his neck under a bit blue umbrella with male colleagues in Afghanistan
هارالد مانهارت في عملية لتوزيع المساعدات التابعة لبرنامج الأغذية العالمي في كانداك إي سي، بولاية كُنر، أبريل 2025. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/فيليب كروبف
س: كم شخصًا دعمنا العام الماضي؟

مانهارت: وصل برنامج الأغذية العالمي إلى ما يقرب من 10 ملايين امرأة وطفل في 2024، بما في ذلك علاج 1 مليون أم و1.4 مليون طفل من سوء التغذية. ولكن الآن مع قلة الموارد، بات الدعم الأساسي مهددًا.

س: كيف تتفاعل المجتمعات مع هذه التخفيضات؟

مانهارت: الأمر مؤلم. عندما يتم تسجيل 10 أسر فقط في قرية بينما المجتمع بأكمله جائع، تتصاعد التوترات. حتى الذين يتلقون الطعام يشعرون بالذنب، لأنهم يعرفون أن آخرين مثلهم قد تم استبعادهم.


كانت عملية ترتيب الفئات الأولى بالدعم نقاشًا تقنيًا في السابق. أما الآن فهي كل شيء. علبة فاصوليا إضافية في الخزانة قد تحرمك - وأسرتك - من اختيارك للحصول على المساعدة.
 

A man sits at a cash distribution desk as his female colleagues checks the ID of a woman
يتم التحقق من بطاقة هوية امرأة في برنامج دعم الأمهات في ولاية نورستان أبريل 2025. في مايو، استُبعد 280,000 شخص من برنامج التغذية التكميلية. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/فيليب كروبف
س: صف لنا كيف تبدو عمليات التوزيع

مانهارت: تصل الأسر إلى نقاط التوزيع بأعداد كبيرة، غالبًا عند الفجر، خائفة من أن تفقد فرصتها. يعتقد الناس أنه إذا جاءوا متأخرين، لن يتبقى شيء. هذا القلق يتزايد عندما تتقلص المساعدات الغذائية بشكل واضح.


يسألون دوماً: "ماذا سيحدث عندما ينفد الطعام؟" 
 

س: هل يتعاون برنامج الأغذية العالمي مع وكالات أخرى لسد الفجوات؟

مانهارت: نعم. نعمل عن كثب مع اليونيسف وغيرها، خاصة في برامج التغذية. تقوم الفرق الميدانية يوميًا بتنسيق عملها. لكن التنسيق وحده لا يكفي بدون موارد.


استثمرنا أيضًا في أنظمة الإنذار المبكر واستراتيجيات منع المجاعة المدعومة بالتكنولوجيا، مستهدفين المناطق الأكثر عرضة للخطر بناءً على بيانات آنية. ومع ذلك، بدون دعم متجدد، تظل قدرتنا الجماعية على منع الكارثة محدودة.

س: ماذا عن الحلول طويلة الأجل - مثل زراعة الغذاء وبناء القدرة على الصمود؟

مانهارت: استثمر البرنامج بكثافة في برامج بناء القدرة على الصمود: تدريب المزارعين، وإصلاح أنظمة الري، وبناء الجسور، وتوفير مشاريع نقدية مقابل العمل. وتشجع مثل هذه المبادرات الاستقلال عبر تقليل الاعتماد طويل الأجل على المساعدات.

لكن الآن، يتم تقليصها أيضًا. فالدورات التدريبية لا تكتمل، والمشاريع متوقفة. فالمكاسب المتواضعة التي تحققت على مر السنين معرضة للخطر. بالنسبة للكثيرين، يبدو الأمر وكأننا نبدأ من الصفر.
 

س: ما الذي يجب أن يحدث الآن؟

مانهارت: يحتاج برنامج الأغذية العالمي إلى تمويل يبلغ 650 مليون دولار لاستمرار العمليات من يونيو/حزيران إلى ديسمبر/كانون الأول 2025 - بما في ذلك 25 مليون دولار للعائدين من باكستان وإيران؛ و10.5 مليون دولار لاستمرار خدمات الأمم المتحدة للنقل الجوي للمساعدة الإنسانية إلى أكثر من 20 وجهة - فالحفاظ على الوصول إلى المناطق النائية بهذه الطريقة أمر بالغ الأهمية.

في الختام...

مانهارت: أفغانستان تشكل بالفعل مسرحاً للمعاناة. لكنها قد تزداد سوءًا. فالملايين يحتاجون إلى الدعم العاجل.

تعرف على المزيد حول عمل برنامج الأغذية العالمي في أفغانستان وتبرع.

الآن هو الوقت المناسب
لاتخاذ خطوة

يعتمد برنامج الأغذية العالمي على المساهمات الطوعية بالكامل لذا فإن لكل تبرع قيمته
تبرّع الآن