من أفغانستان إلى ليبيا. كيف يستخدم برنامج الأغذية العالمي مشاريع المياه لحماية الناس من الجوع
توافر الماء باستمرار هو حلم بعيد المنال بالنسبة للكثيرين. يعيش أكثر من 70% من الأشخاص الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي في العالم في مناطق يكون فيها توافر المياه محدودا، ويعيش الباقون في مناطق قد تتوفر بها كميات كبيرة من المياه، ولكن الوصول إليها قد يكون محدودًا، وقد تكون جودتها منخفضة. يؤدي تغير المناخ إلى زيادة تواتر وشدة المخاطر المرتبطة بالمياه مع تسريع تدهور الأراضي.
عندما يندلع القتال على هذا المورد النادر والحيوي، كما يحدث حتما، فإن هذا يهدد التماسك الاجتماعي، والمساواة بين الجنسين، والحصول على التعليم، وكلها عوامل يمكن أن تؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي.
يستجيب برنامج الأغذية العالمي للكوارث المرتبطة بالمياه، مثل الجفاف والفيضانات، من خلال توفير المساعدات الغذائية والنقدية الطارئة. وفي الوقت نفسه، يدعم البرنامج المجتمعات المحلية في بناء القدرة على الصمود من خلال استعادة النظم البيئية لتحسين توافر المياه والحصول على الغذاء على المدى الطويل.
الأماكن التي يعمل فيها برنامج الأغذية العالمي على مشاريع للمياه
في أفغانستان، يساعد برنامج الأغذية العالمي المجتمعات المحلية على حماية وتحسين توافر المياه في أماكن مثل منطقة واتابور، في مقاطعة كونار شمال شرق البلاد. على مدى تسعة أشهر بين عامي 2022 و2023، شارك أكثر من 700 شخص هناك في بناء قناة بيروني بطول 6 كيلومترات، وحصلوا على المساعدة الغذائية من برنامج الأغذية العالمي في أثناء هذه العملية، وحصلت منطقتان أخريان في المحافظة على دعم مماثل.
منذ الحصاد الأول بعد اكتمال القناة، أبلغ أكثر من ثلثي الأسر في واتابور عن زيادة في الإنتاج الزراعي. وقال تسعة من كل 10 أشخاص إن المزيد من المياه متاحة لمواشيهم، وأفاد 57% عن زيادة في الدخل.
في منطقة أورو في بوليفيا، وفر برنامج الأغذية العالمي إمكانية الوصول إلى مياه الشرب والري. يساعد مد خط أنابيب مياه بطول 30 كيلومترًا متصلًا بخزان مئات الأسر، مما يساهم في رفاهية شعب أورو الأصلي وتمكين المرأة.
تعد ثقافة أورو القديمة إحدى أقدم الثقافات في القارة. وهي ذات صلة عميقة بالمياه، ارتباطًا ببحيرة بوبو، والتي كانت تستخدم لتأمين الغذاء وسبل العيش للناس. بحلول نهاية عام 2015، جفت البحيرة تمامًا. ومنذ ذلك الحين، وبمساعدة برنامج الأغذية العالمي، تمكن سكان أورو الأصليون من التكيف.
عندما لم يكن لدى المجتمعات المحلية المياه، كانت النساء يقضين نصف يوم على الأقل في جمعها. الآن أصبحت النساء المحرك الأساسي للتغيير، إذ تدربن على صناعة الحرف اليدوية، وعملن في الدفيئات الزراعية، وتربية الماشية. ويساعدهن ذلك على تحسين ظروفهم المعيشية، مع تمكين أسرهم ومجتمعاتهم من التكيف مع تغير المناخ.
في العراق ومصر وفلسطين وليبيا، من بين أماكن أخرى، قام برنامج الأغذية العالمي بإدخال مضخات مياه وحاويات تبريد تعمل بالطاقة الشمسية، وكذلك تركيب ألواح شمسية لتوليد الكهرباء للمساعدة على تحسين الوصول إلى المياه وخفض تكاليف الوقود للمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة. وأبلغ المزارعون في مصر عن توفير في تكاليف الطاقة بنسبة تصل إلى 60%.
في كينيا، قام برنامج الأغذية العالمي ببناء نظامين لضخ مياه الري يعملان بالطاقة الشمسية، ويمكنهما ري أكثر من 300 هكتار من الأراضي. هذا جزء من برنامج بناء القدرة على الصمود لدعم المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة بمبادرات تشمل تدابير الحفاظ على المياه والتربة، وزراعة الأشجار، وتعزيز المحاصيل التي تتحمل الجفاف، وإعادة تأهيل البنية التحتية الحيوية للمياه.
في بلدان الساحل، وهي بوركينا فاسو وتشاد ومالي وموريتانيا والنيجر، نفذ برنامج الأغذية العالمي برنامجاً متكاملاً لتعزيز القدرة على الصمود لزيادة توافر المياه وتحسين نوعية الأراضي إلى جانب الأمن الغذائي على المدى الطويل. في عام 2023، استفاد أكثر من 4 ملايين شخص من هذه الأنشطة في ما يقرب من 3200 قرية عبر منطقة الساحل. وبشكل عام، تمت إعادة تأهيل أكثر من 69 ألف هكتار من الأراضي، منها 45 ألف هكتار في النيجر.
منذ عام 2018، تمت إعادة تأهيل 290 ألف هكتار من الأراضي والتغذية الاصطناعية لحوالي 154 مليون متر مكعب من المياه الجوفية لتعويض مياه الري ولاستخدامها للأجيال القادمة.
في المناطق الجبلية في طاجيكستان، وهي دولة لا تملك سوى 7 في المائة من مساحتها كأراضي صالحة للزراعة، يعمل برنامج الأغذية العالمي مع صندوق المناخ الأخضر وحكومة طاجيكستان لتحسين قدرة المجتمعات على الصمود من خلال تعزيز القدرات وتنويع سبل العيش. ويدعم المشروع 120 ألف شخص من خلال إعادة تأهيل 50 شبكة لمياه الشرب، وتركيب 400 دفيئة مقاومة للمناخ، و300 لوح شمسي لأنظمة الري.
في زامبيا، قام برنامج الأغذية العالمي بدعم الحكومة لإنشاء 70 حديقة للزراعة المائية في المدارس لزراعة الخضروات الطازجة باستخدام تقنيات تستخدم مياه أقل بنسبة 90% ومساحة أقل بنسبة 75% من الزراعة التقليدية. يمكن لكل دفيئة أن تحتوي على حوالي 2000 نبتة، وتنتج ما مجموعه 670 كجم من الخضروات في الشهر.
في عام 2022، ضمنت الحدائق حصول أكثر من 43,000 طالب على الخضروات الطازجة من خلال برنامجنا للوجبات المدرسية المزروعة محليًا، والتي تُنْتَج بأيدي المزارعين المحليين. كما يوفر برنامج الأغذية العالمي التدريب للمعلمين وأولياء الأمور والطلاب حول كيفية إدارة الحدائق.
في جنوب السودان، يعمل برنامج الأغذية العالمي مع المجتمعات المحلية لإنتاج وقود الطهي من نبات الزهرة الياقوتية، وهو نبات طفيلي متوفر بكثرة في الأراضي التي غمرتها الفيضانات، ويُعرف باسم أسوأ الأعشاب المائية في العالم. ويحل الوقود محل الفحم الخشبي الضار، مما يخفف إزالة الغابات، ويساعد أيضًا في حماية النساء والفتيات، اللاتي غالبًا ما يقطعن مسافات طويلة في مناطق غير آمنة لجمع الحطب.
وفي باكستان، قام برنامج الأغذية العالمي بتشييد جدار للحماية من الفيضانات في مقاطعة بلوشستان لحماية 800 أسرة ومنازلها في 15 قرية من الفيضانات المدمرة في عام 2022. كما يحمي الجدار بساتين التفاح المحيطة به، مما يحد من تعطيل سبل العيش.