Skip to main content

اليوم العالمي للعمل الإنساني: "في غزة لا يمكننا أن نتصور ما سيحدث غدًا"

موظفات برنامج الأغذية العالمي يتحدثن عن تحديات العمل في أصعب الظروف
, فريق عمل برنامج الأغذية العالمي
War-displaced Gazans on the move yet again, arriving in Khan Younis from the southern city of Rafah. Photo: WFP/Ali Jadallah
النازحون من غزة بسبب الحرب يتنقلون مرة أخرى، ويصلون إلى خان يونس من مدينة رفح الجنوبية. تصوير: برنامج الأغذية العالمي/علي جادالله

نوافذ محطمة بسبب الغارات الجوية، أطفال يصرخون من الصدمة النفسية التي أحدثها الصراع، شعور بأن حبل مشنقة يضيق أكثر فأكثر. هذه بعض القصص التي يرويها موظفو برنامج الغذاء العالمي في غزة. إنهم مثل مئات الآلاف من الفلسطينيين في القطاع، لا مفر أمامهم من الحرب التي مضى عليها 16 شهراً.

تروي ثلاث زميلات في برنامج الأغذية العالمي وهن فاطمة خضير، وأمل أبو شمالة، ونور حماد، حيث يحكين عن تجربتهن في البقاء على قيد الحياة والعمل خلال أزمة غزة، ومحاولة محاربة الخوف والتمسك بالأمل، وإيجاد السعادة ولو مؤقتًا أثناء أداء وظائفهن.

فاطمة خضير 

مساعدة برنامج غزة التابع لبرنامج الأغذية العالمي 

Fatima Khudair feels good when she can make a difference to people WFP assists. Photo: WFP/Nour Hammad
تشعر فاطمة خضير بالسعادة عندما تتمكن من إحداث فرق في حياة الأشخاص الذين يساعدهم برنامج الأغذية العالمي. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/نور حماد

بعد أيام من بدء الحرب في غزة، فرت فاطمة خضير وعائلتها من مدينة غزة، وبدأت رحلة طويلة استغرقت عدة أشهر قادتهم إلى مدينتي خان يونس ورفح الجنوبيتين، قبل أن يستقروا حاليًا في مدينة دير البلح بوسط القطاع. اليوم، تعيش فاطمة وزوجها وابنتاها (تبلغان من العمر عامًا واحدًا وثلاثة أعوام) في غرفة واحدة في دار ضيافة برنامج الأغذية العالمي، حيث يتقاسمون السكن الضيق مع 11 عائلة أخرى.

في كل مرة تصل فيها إلى مكان جديد، لا يكون لديك أي شيء. عليك أن تعيد بناء حياتك من الصفر. طفلتي تكبران، وليس لديهما ملابس تناسبهما. عندما أصبح الطقس باردًا، لم يكن لديهما ما يدفئهما. نذهب إلى السوق ونلتقط أي ملابس نجدها. يوجد الآن طعام في السوق، لكنه باهظ الثمن.

أستيقظ كل صباح، أرضع ابنتي الصغرى، ثم أذهب إلى العمل. أقول لابنتي الصغرى: "أنت محظوظة، فأنا أستطيع إرضاعك وطعامك موجود". لكن ابنتي الكبرى تعاني اضطرابات النوم. وكل نزوح يشكل لها صعوبة. هي تغضب أحيانًا أو تبكي بلا سبب. 

Children collect bread from a WFP-supported bakery in Gaza. Photo: WFP
أطفال يجمعون الخبز من مخبز يدعمه برنامج الأغذية العالمي في غزة. الصورة: برنامج الأغذية العالمي

 

إن وظيفتي هي الاستماع وتقديم النصح للأشخاص الذين يساعدهم برنامج الأغذية العالمي. إنه أمر صعب لأنك تعرف أن الناس يعانون. الناس ليس لديهم مياه نظيفة، والأمراض الجلدية تنتشر في المخيمات. من الصعب أن تعرف أنك لا تستطيع في كثير من الأحيان تقديم حلول فورية لهم، ولكن يمكنك إحداث فرق بمجرد الاستماع إليهم أو إخبارهم، على سبيل المثال، بمكان الحصول على سلة غذائية من برنامج الأغذية العالمي. هذا شعور جيد للغاية.

نستيقظ يوميًا ونخطط لليوم ولا يمكننا أن نتصور ما سيحدث غدًا. قد نضطر إلى الإخلاء مرة أخرى وقد نتعرض للقتل. من الصعب حقًا أن يكون لدينا بارقة أمل، لكن عندما أنظر إلى عيون أطفالي، أعلم أن هناك سببًا للاستمرار، وللنهوض كل يوم. أحتاج إلى منحهم حياة أفضل، والحفاظ على سلامتهم، والعمل بجدية، والبقاء بصحة جيدة من أجلهم.

أمل أبو شمالة

سائقة ومساعد إداري في برنامج الأغذية العالمي 

Amal Abushammala says her WFP colleagues try to make a good work environment, despite their losses and hardship. Photo: WFP/Nour Hammad
تقول أمل أبو شمالة إن زملاءها في برنامج الأغذية العالمي يحاولون توفير بيئة عمل جيدة، على الرغم من خسائرهم ومعاناتهم. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/نور حماد

أمل أبو شمالة، تدربت كمهندسة مدنية ونشأت في مدينة رفح جنوب القطاع، عملت سائقة في برنامج الأغذية العالمي في غزة حتى حطمت رصاصة زجاج سيارتها الأمامي في فبراير. نجت أبو شمالة، لكنها غيرت وظيفتها لعمل إداري، حيث ساعدت زملائها في الحصول على سكن والتعامل مع البيروقراطية لاستيراد الإمدادات الأساسية. هي أيضًا تعمل وتعيش في دير البلح، وتستأجر غرفة صغيرة تشاركها مع شقيقها وشقيقتها.

تقول أمل: "غادر والداي إلى مصر قبل ثلاثة أيام من بدء الحرب. الآن، عندما يسمعان أي شيء في الأخبار يتصلان بنا لمعرفة ما حدث، وإن كنا بخير، لكن لا يوجد مكان آمن في غزة".

في شهر مايو/أيار، غادرنا منزل العائلة في رفح بعد تلقي أوامر الإخلاء، ولم نأخذ معنا سوى القليل من الأشياء مثل الملابس والأطباق. في كل مرة نصل فيها إلى مكان جديد، يكون هناك أمر جديد بالمغادرة، وهذا أمر مرهق للغاية.

في مكتب برنامج الأغذية العالمي، نحاول أن نوفر بيئة عمل جيدة. فالمكتب مزدحم دائمًا، لذا لا يكون لديك دائمًا الوقت للشعور بالخوف. لكننا دائمًا نخاف على عائلاتنا. فقد زميلي بسام 10 أفراد من عائلته، بما في ذلك ثلاث بنات. وفقد زميل آخر إخوته. إنهم حزينون للغاية، ولكن ما الذي يمكننا فعله؟ هذه هي حياتنا. 

A car navigates the destruction in Gaza. Photo: WFP
سيارة تجوب وسط الدمار في غزة. تصوير: برنامج الأغذية العالمي

بصفتي سائقة، كنت أرى القتلى والجرحى على الأرض. الآن، أصبحت مسؤولة عن مساعدة زملائي، ومحاولة إيجاد الطعام والسكن والملابس لهم من السوق وهذا يجعلني أشعر بتحسن.

أفكر في مغادرة غزة عندما تنتهي الحرب، لأنك لا تستطيع أن تعيش في وضع كهذا. تبني منزلك، ووظيفتك، وعائلتك، وفي ثوانٍ يتم تدمير كل شيء. نحاول أن نجعل أنفسنا سعداء، لكن لا شيء يسمح لك بالسعادة. ستتحسن الظروف إن شاء الله.

نور حماد

مسؤولة تواصل في برنامج الأغذية العالمي 

WFP's Nour Hammad (R) speaks to women collecting our assistance. Photo: WFP
نور حماد من برنامج الأغذية العالمي (يمين) تتحدث إلى النساء اللواتي يتلقين مساعداتنا. الصورة: برنامج الأغذية العالمي

غادرت نور حماد منزلها في الزهراء في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد شهر من بدء الحرب. تعيش اليوم مع أشقائها في شقة صغيرة في دير البلح. هناك نقص خطير في المياه والكهرباء، لكنها تشعر بأنها محظوظة لأنها تمتلكها، على الرغم من صعوبة الاحتفاظ بروح إيجابية.

عندما أنظر من نافذتي، أرى المباني المدمرة والخيام في كل مكان. يجد الناس صعوبة في نصب خيام جديدة، لأن المكان مزدحم للغاية. ويزداد الازدحام يومًا بعد يوم.

عندما غادرت منزلي، فررت إلى دير البلح ظنًا مني أنه المكان الأكثر أمانًا. لكن المكان أصبح غير آمن تمامًا، فقررت الفرار مرة أخرى إلى مخيم النصيرات (في المنطقة الوسطى). لكن غارة جوية بالقرب منا حطمت نوافذي وبابي، وأجبرتني على الفرار مرة أخرى، هذه المرة إلى دير البلح.

مع كل عملية إخلاء، تدرك أنه لا شيء مؤكد. فالجار الذي تعرفه لم يعد جارك. والمكان الذي كنت تعتقد أنه آمن لم يعد آمنًا بعد الآن، ولن تعود أبدًا الشخص نفسه بعد مثل هذه التجارب. 

People await hot food from a WFP-supported community kitchen in the southern Gazan city of Rafah. Photo: WFP/Ali Jadallah
ينتظر الناس الطعام الساخن من مطبخ مجتمعي يدعمه برنامج الأغذية العالمي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. تصوير: برنامج الأغذية العالمي/علي جادالله

أحب غزة، ولكنني كنت أراها دوماً وكأنها سجن صغير. لقد مرت عليّ عشرة أشهر وكأنها عشر سنوات. تشعر أحياناً وكأن حبل المشنقة ملفوف حول رقبتك. في بعض الأيام، يكون حبل المشنقة مشدوداً إلى الحد الذي يجعلني بالكاد أستطيع أن أتنفس. ولكن في أيام أخرى، أشعر بالقدرة والبهجة ومستعدة للمحاولة من جديد.

في المكتب، نحاول الاعتناء ببعضنا البعض لأننا نعلم أن الجميع يمرون بالكثير. لدي فريق عمل رائع من برنامج الأغذية العالمي؛ وهم بمثابة مجموعة الدعم الخاصة بي خلال هذه الأيام. في بعض الأحيان، تأخذ عملياتنا خطوة إلى الأمام؛ ثم يعيدنا العمل العسكري ثلاث أو خمس خطوات إلى الوراء. في مرحلة ما، تبدأ في التساؤل: ما جدوى كل ما يحدث؟

لكن هذه اللحظات تتلاشى عندما نرى الناس يحصلون على الغذاء من برنامج الأغذية العالمي. في شمال غزة، أرسلوا لنا قبلات وقلوبًا عبر الهواء لشكرنا. إن مثل هذه اللحظات تذكرني بوجود سبب لكل ما نفعله. 

إعرف المزيد عن عمل برنامج الأغذية العالمي في غزة

الآن هو الوقت المناسب
لاتخاذ خطوة

يعتمد برنامج الأغذية العالمي على المساهمات الطوعية بالكامل لذا فإن لكل تبرع قيمته
تبرّع الآن