Skip to main content

مناطق الكوارث؛ والمدن المحاصرة؛ والقرى النائية التي تعاني المجاعة. إطعام الجياع في العالم يتطلب التعامل مع بيئات بالغة الصعوبة، والعمل في ظل بنية تحتية فقيرة أو تفتقر إلى أي بنية أساسية، ويتطلب كذلك تفكير إبداعي للتغلب على العقبات التي تبدو وكأنها لا يمكن التغلب عليها.

في أي يوم، يقوم برنامج الأغذية العالمي بتنسيق ما معدله 6500 شاحنة و140 طائرة و20 سفينة، بالإضافة لشبكة مكونة من 850 مستودعاً لتقديم المساعدة إلى الأشخاص الذين يعيشون في أكثر مناطق العالم انعداماً للأمن الغذائي ويصعب الوصول إليها.

إن الخبرة الطويلة التي يتمتع بها برنامج الأغذية العالمي وحضوره الراسخ في البلدان الشريكة تمكنه من فهم الديناميكيات الاقتصادية المحلية؛ والتعامل مع البيروقراطية؛ وإيجاد الحلول المناسبة لكل سياق بشكل مرن ويتناسب مع الظروف المتغيرة.

بقدر الإمكان، يعمل برنامج الأغذية العالمي مع القطاعين الخاص والعام المحليين، ويعمل على تعزيزهما بدلاً من التنافس معهما. وقد ترسخ هذا المبدأ إلى الحد الذي يجعلنا نطبقه حتى في أكثر الظروف تطرفاً.

في بداية الأزمة في سوريا، كان عدد قليل جدًا من شركات الخدمات اللوجستية على استعداد للعمل في مختلف أنحاء البلاد، وغادر العديد منها إلى أماكن أكثر أمانًا. وقد تعاون برنامج الأغذية العالمي مع تلك الشركات التي كانت على استعداد للبقاء، وفي هذه العملية لم يكتفِ ببناء قدراتها فحسب، بل شجع أيضًا شركات أخرى على العودة إلى السوق.

نتيجة لهذا، أصبح برنامج الأغذية العالمي الآن قادراً على الاعتماد على 11 شريكاً محلياً في مجال النقل لتنفيذ عملياته داخل سوريا. ويواصل برنامج الأغذية العالمي استخدام القوى العاملة المحلية وأماكن التخزين المتاحة لتجميع الحصص الغذائية. وتؤدي هذه الإجراءات إلى إحداث تأثير إيجابي متتابع على فرص العمل، وبناء الثقة ودعم الاقتصادات المتضررة من الصدمات.

تشكل الشراكات ــ مع الحكومات والمنظمات غير الحكومية أو القطاع الخاص جزءاً مهماً من قدرة برنامج الأغذية العالمي على تقديم المساعدات بفعالية وكفاءة. في المقابل، يقدم برنامج الأغذية العالمي شبكته اللوجستية المتطورة والمعترف بها على نطاق واسع وخبراته ومهاراته إلى الجهات الفاعلة الإنسانية الأخرى.

كما يتولى برنامج الأغذية العالمي قيادة مجموعة الخدمات اللوجستية، وهي التي تضمن تنسيق الخدمات اللوجستية وإدارة المعلومات وتيسير الخدمات اللوجستية المشتركة مثل التخزين والنقل. وقد تم تفعيل هذه المجموعة لأول مرة في وقت الاستجابة لزلزال باكستان في عام 2005، وقد دعمت الاستجابة اللوجستية لأكثر من 60 عملية طوارئ بما في ذلك مؤخراً، في إثيوبيا وسوريا وتركيا وأوكرانيا.