فرنسا وبرنامج الأغذية العالمي يتعاونان في جنوب ليبيا لمساعدة المجتمعات المتضررة من الأزمة وبناء قدرتها على الصمود
طرابلس - سيتمكن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في ليبيا، بفضل مساهمة قدرها 370 ألف يورو مقدمة من الحكومة الفرنسية، من تقديم الدعم لنحو 3500 شخص من المتضررين جراء الأزمة في منطقة فزان في جنوب ليبيا من خلال إطلاق مشروعات زراعية وأخرى لكسب سبل الرزق.
ومن المزمع أن يستخدم برنامج الأغذية العالمي هذه الأموال لتنفيذ المشروعات التي تعود بالنفع على المشاركين ومجتمعاتهم من خلال معالجة التحديات التي تعترض النظام الغذائي، وتعزيز قدرة صغار المزارعين على التكيف مع تغير المناخ، وبناء مهارات السكان لمساعدتهم على كسب الدخل أو بدء مشروع تجاري صغير.
وقالت رواد الحلبي، ممثل برنامج الأغذية العالمي ومديره القطري في ليبيا: "في مواجهة الاحتياجات المتزايدة، يجب أن نستثمر في حلول مستدامة وشاملة لتعزيز النظم الغذائية." وأضاف: "يأتي هذا التمويل في وقت حرج، لذا يعرب برنامج الأغذية العالمي عن امتنانه لفرنسا لدعمها المستمر لعملنا وللشعب الليبي."
ويأتي الدعم الفرنسي في التوقيت المناسب في وقت حرج حيث تشير تقديرات خطة الاستجابة الإنسانية في ليبيا لعام 2021 التي تم إصدارها مؤخرًا أن 699000 شخص بحاجة إلى المساعدات الغذائية والزراعية لكسب سبل العيش – وبذلك تتضاعف الاحتياجات مقارنة بالوضع قبل جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19).
ومن ناحية أخرى، قالت بياتريس لو فرابيه دو هيلين، سفيرة فرنسا لدى ليبيا: "من خلال هذه الشراكة المتجددة مع برنامج الأغذية العالمي، تهدف فرنسا إلى دعم توفير فرص العمل في منطقة فزان الليبية، وتعزيز الأمن الغذائي للمجتمعات المتضررة من الأزمات والمساهمة في جهود حكومة الوحدة الوطنية التي تهدف إلى التنويع الاقتصادي والحفاظ على المياه بما يتماشى مع المبادرات الإقليمية والدولية لتعزيز الإدارة المتكاملة للنظام البيئي في القارة على غرار مبادرة الجدار الأخضر العظيم. وبينما نواصل مكافحة جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، فإن التركيز على قدرة المجتمع على الصمود يمثل أمرًا جوهريًا."
ومن المرتقب أن يوفر برنامج الأغذية العالمي التدريب المهني لتزويد النساء والشباب بالمهارات التي تتناسب مع فرص العمل المتاحة في السوق. كما تعمل الدورات التدريبية، المصممة بالتعاون مع المجتمعات المحلية، على تزويد المشاركين بمهارات ريادة الأعمال لمساعدتهم على إدرار الدخل وتأمين احتياجات أسرهم الغذائية، وفي الوقت نفسه تعمل على تعزيز الاقتصاد المحلي. ويتلقى المشاركون مساعدات غذائية لأسرهم تكفيهم لمدة شهر، وذلك بعد حضورهم الدورات التدريبية.
وسيشمل النشاطان الآخران المنفذان في جنوب ليبيا التدريب على تقنيات الزراعة المائية - وهي طريقة زراعة مبتكرة تستخدم كميات أقل من المياه مقارنة بالزراعة التقليدية - وذلك لمساعدة 80 من صغار المزارعين وأسرهم على التكيف مع تغير المناخ.
كما سيعمل برنامج الأغذية العالمي على إعادة تأهيل أحد الأسواق المجتمعية في منطقة سبها، وهي المركز الحضري الرئيسي في الجنوب. وسيساهم هذا السوق في دعم الأمن الغذائي للمجتمعات المحلية من خلال تحسين الوصول إلى الأسواق، فضلاً عن دعم التماسك الاجتماعي والحوار بين المجتمعات في هذه المدينة المتنوعة قبليًا وعرقيًا من خلال توفير مساحة محايدة غير تابعة لجهة بعينها ليجتمع فيها الناس من مختلف الفئات.
بعد تقديم أول مساهمة مالية في العام الماضي والتي بلغت 350000 يورو، تؤكد هذه المساهمة الجديدة على التزام فرنسا بدعم المجتمعات التي تأثرت بالأزمات الأخيرة في ليبيا.