Skip to main content

برنامج الأغذية العالمي يوسّع نطاق عمله في الخرطوم مع بدء عودة الأسر إلى العاصمة المدمّرة

فيما يلي ملخص لما قاله لوران بوكيرا، ممثل برنامج الأغذية العالمي ومديره القطري في السودان (متحدثاً من بورتسودان عبر تطبيق زووم)، ويمكن نسب الاقتباسات إليه، خلال الإحاطة الإعلامية التي عُقدت اليوم في قصر الأمم بجنيف.
جنيف – عدتُ للتو من ولاية الخرطوم، حيث افتتح برنامج الأغذية العالمي مكتباً جديداً في مدينة أم درمان – المدينة التوأم للخرطوم. وهذا يمثل خطوة أساسية في إعادة ترسيخ وجودنا بالقرب من المجتمعات التي نخدمها، ويؤكد التزام برنامج الأغذية العالمي بمواصلة إيصال المساعدات.

الاحتياجات هائلة. لقد رأينا دماراً واسع النطاق، وصعوبات كبيرة في الوصول إلى المياه والرعاية الصحية والكهرباء، فضلاً عن تفشي الكوليرا. بعض أجزاء المدينة بدأت تستعيد حياتها، إلا أن أحياء كثيرة ما تزال مهجورة، وكأنها مدينة أشباح.

على مدى الأشهر الستة الماضية، قدّم برنامج الأغذية العالمي الدعم الغذائي والتغذوي لما يقرب من مليون شخص في الخرطوم. ويجب أن يستمر هذا الزخم – فهناك مناطق عدة في جنوب المدينة مهددة بخطر المجاعة.

وقد كانت المجتمعات السودانية في الخطوط الأمامية، حيث استضافت الأسر النازحة، لكنها الآن على شفا الانهيار. ومع توقع عودة الناس إلى مناطق تضررت بشدة مثل الخرطوم، سيزداد الضغط على الموارد الشحيحة أصلاً. ويشعر برنامج الأغذية العالمي بقلق بالغ، وتعد تلبية الاحتياجات الأساسية العاجلة، لا سيما الغذاء، أمراً بالغ الأهمية.

نحتاج إلى تحرك عاجل لاستعادة الخدمات الأساسية وتسريع جهود التعافي – من خلال التنسيق الوثيق مع السلطات المحلية والمنظمات غير الحكومية الوطنية ووكالات الأمم المتحدة والشركاء في العمل الإنساني.

وفي الوقت ذاته، بدأت الفجوات في التمويل تُحدث اضطرابات في تقديم المساعدات في الخرطوم وولايات النيل الأزرق والجزيرة وسِنّار. وقد اضطررنا لإزالة الزيت والبقوليات من السلة الغذائية بسبب نقص الموارد. وإذا لم يتوفر تمويل إضافي خلال الأشهر القادمة، فسنضطر إلى مزيد من التخفيضات في المساعدات.

في الخرطوم، لا تصل المكملات الغذائية المنقذة للحياة للأطفال الصغار والنساء الحوامل أو المرضعات – ليس بسبب قيود في الوصول، بل بسبب نقص الموارد. ومن دون دعم عاجل، لا يمكننا توفير الحزمة الكاملة التي يحتاجها العائدون إلى الخرطوم.

برنامج الأغذية العالمي لديه وجود راسخ وخبرة عميقة في السودان تمتد لأكثر من ستة عقود. وبينما نكثّف جهودنا لتلبية الاحتياجات الغذائية العاجلة، نضع أيضاً أسساً للتعافي طويل الأمد – من خلال توسيع نطاق برامج الدعم النقدي لتحفيز الأسواق المحلية، ودعم المخابز والمشروعات الصغيرة في استئناف أعمالها. هناك الكثير الذي يمكننا فعله – ونقوم به – الآن.

يصل برنامج الأغذية العالمي حالياً إلى 4 ملايين شخص شهرياً في أنحاء السودان – أي نحو أربعة أضعاف العدد الذي كان يتلقّى الدعم في مطلع عام 2024. ومع اتساع نطاق الوصول، بما في ذلك مناطق كان يتعذر الوصول إليها سابقاً مثل الخرطوم، قمنا بتوسيع نطاق العمليات بسرعة لتلبية الاحتياجات المتزايدة. ونسعى للوصول إلى ٧ ملايين شخص شهرياً، مع إعطاء الأولوية لمن يواجهون خطر المجاعة أو الذين يسكنون في المناطق الأكثر تضرراً في دارفور، وكردفان والجزيرة والخرطوم. ومن خلال الدعم المستدام، يمكننا القيام بالمزيد.

لكن ما نحرزه من تقدم لا يزال هشاً. فقد بدأ حالياً موسم الأمطار، مما يفاقم الوضع الكارثي بالفعل. وفي الوقت ذاته، تتصاعد الهجمات العشوائية وغير المقبولة على العاملين في المجال الإنساني وعمليات الإغاثة – بما في ذلك الهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي على قافلة مشتركة لبرنامج الأغذية العالمي واليونيسف، والتي كانت على بُعد ساعات فقط من الوصول إلى الفاشر المحاصرة في شمال دارفور. وكانت القافلة على بُعد نحو 80 كيلومتراً من المدينة عندما تعرضت لهجوم في منطقة الكومة، ما أسفر عن مقتل خمسة من العاملين في المجال الإنساني وإصابة آخرين. وفي نيسان/أبريل، قُتل عاملون في المجال الإنساني خلال تصعيد كبير في القتال داخل مخيم زمزم قرب الفاشر.

يجب أن تتوقف هذه الهجمات فوراً.

ورغم امتناننا العميق للشركاء المانحين على دعمهم للأنشطة الإنسانية وجهود دعم القدرة على الصمود، فإن الاحتياجات الحالية تتجاوز بكثير التمويل المتاح. وعلى الرغم من المساهمات السخية، فإننا نواجه نقصاً يزيد عن 500مليون دولار أمريكي لتلبية الاحتياجات الطارئة من الغذاء والنقد خلال الأشهر الستة المقبلة.

يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك الآن – من خلال زيادة التمويل لمنع المجاعة في المناطق الأكثر تضرراً، والاستثمار في تعافي السودان. كما يجب أن نطالب باحترام سلامة وأمن الشعب السوداني والعاملين في المجال الإنساني. هذا هو الوقت المناسب للوقوف إلى جانب الشعب السوداني وهو يعيد بناء حياته ومجتمعاته وأمله بعد عامين من الصراع المدمر.

نطالب باحترام وسلامة المدنيين والعاملين في المجال الإنساني. وفوق كل شيء، فإن الحل الوحيد هو السلام.

 

 

موضوعات

السودان

اتصل بنا

للمزيد من المعلومات، يرجى التواصل مع:

ليني كينزلي، برنامج الأغذية العالمي / السودان
البريد الإلكتروني: leni.kinzli@wfp.org
الهاتف المحمول: ‎0019172428707