برنامج الأغذية العالمي يحذّر من مزيد من النزوح في السودان مع اشتداد القتال في دارفور وكردفان وسط تقلّص الموارد
جنيف/روما – أود أن أشارككم أحدث المستجدات من برنامج الأغذية العالمي حول الأوضاع في ولايات دارفور وكردفان بالسودان، إضافة إلى عمليتنا للاستجابة للوضع هناك.
الفاشر، شمال دارفور
القليل المعروف عن الظروف الحالية في الفاشر يفوق الوصف من حيث بشاعته.
انقطاع الشبكات يعني أن الاتصالات شبه معدومة، والمعلومات الواردة من المدينة محدودة للغاية. صور الأقمار الصناعية وشهادات الناجين تصف المدينة بأنها مسرح جريمة، مع عمليات قتل جماعي، وجثث محترقة، وأسواق مهجورة. ولا توجد أي مؤشرات على إعادة فتح طرق التجارة أو دخول الإمدادات إلى المدينة.
لا يوجد أي شركاء إنسانيين لبرنامج الأغذية العالمي على الأرض، ولا تقارير مؤكدة عن تشغيل أي مطابخ مجتمعية.
الخروج من الفاشر شديد الخطورة، مع مخاطر عالية من السطو والنهب والعنف القائم على النوع الاجتماعي ضد النساء. الطرق المحيطة بالمدينة مليئة بالألغام والذخائر غير المنفجرة، مما يجعل التنقل محفوفًا بالمخاطر.
أفاد موظفو برنامج الأغذية العالمي الذين التقوا أشخاصًا تمكنوا من الفرار إلى أجزاء أخرى من دارفور بأنهم اضطروا لدفع مبالغ باهظة مقابل النقل من الفاشر، إضافة إلى مواجهة مخاطر جسيمة تتعلق بالحماية.
في أماكن وصول النازحين، المساعدات محدودة ومتوترة – حيث يبيت الناس في العراء، بلا دواء، إلى جانب نقص شديد في المياه.
برنامج الأغذية العالمي يقدّم المساعدات للنازحين الجدد حيثما أمكن، لكن مع حركة الناس المستمرة، يصبح الوصول إليهم تحديًا لوجستيًا وتشغيليًا كبيرًا.
يدعو برنامج الأغذية العالمي إلى وصول دون قيود إلى الفاشر لتقييم الاحتياجات الإنسانية بشكل عاجل.
بعد أكثر من عام ونصف العام تحت الحصار، تم تدمير الأساسيات الضرورية للبقاء: الأسواق أُبيدت، المرافق الصحية انهارت، والخدمات الأساسية اختفت.
برنامج الأغذية العالمي جاهز: الغذاء والشاحنات في مواقعها لتقديم المساعدات فورًا للسكان المدنيين إذا تم تأمين المرور الآمن. يمكننا التحرك بسرعة إذا أتيحت لنا إمكانية الوصول.
طويلة، شمال دارفور
أكثر من 650,000 شخص لجأوا إلى طويلة – البلدة الصحراوية الصغيرة سابقًا تحولت إلى مستوطنة نزوح ضخمة بحجم مدينة بوسطن أو ما يعادل عدد سكان لوكسمبورغ.
غالبية الأسر فرت من مخيم زمزم للنازحين في أبريل/نيسان 2025. والآن يصل المزيد من الفارين من الفاشر منذ سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة في أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2025. هذه أسر عانت المجاعة والفظائع الجماعية وتعيش الآن في أماكن مكتظة بالبشر.
لا يوجد مأوى كافٍ، والكثيرون يقيمون في هياكل مؤقتة من القش والعشب.
الكوليرا منتشرة على نطاق واسع.
برنامج الأغذية العالمي يقدّم الغذاء، لكن لا توجد رعاية صحية، ولا خدمات صرف صحي، والدعم الإنساني محدود للغاية. الظروف صعبة للغاية والاحتياجات هائلة.
البلدة تجاوزت قدرتها الاستيعابية والاستجابة الإنسانية لا تواكب حجم الاحتياجات.
قدّم برنامج الأغذية العالمي المساعدات لنحو نصف مليون شخص في المدينة في نوفمبر/تشرين الثاني. وفي دارفور عمومًا، وصلنا بصفة مستمرة إلى نحو مليوني شخص شهريًا – نصفهم في شمال دارفور، في المناطق المحيطة بالفاشر.
وعلى مستوى السودان، يواصل برنامج الأغذية العالمي الوصول إلى أكثر من أربعة ملايين شخص شهريًا بالمساعدات الغذائية الطارئة والنقدية والتغذية.
لدينا قوافل في طريقها إلى طويلة تحمل أكثر من 8,600 طن متري – تكفي لـ700,000 شخص لمدة شهر.
الأسبوع الماضي، أصيب سائق بجروح خطيرة إثر ضربة استهدفت إحدى شاحنات القوافل المتجهة إلى طويلة، وأود القول إنني سعيد لأنه قد خرج من المستشفى الآن.
هذا الهجوم يلقي الضوء على المخاطر الكبيرة التي يواجهها موظفو الإغاثة الإنسانية في السودان يوميًا.
الصراع مستمر بلا هوادة
الصراع يتطور باستمرار، مع تغيّر السيطرة على الأراضي مما يعرّض المجتمعات المستضعفة لمخاطر جسيمة. الهجمات المميتة على زمزم في أبريل/نيسان 2025 والفاشر في أكتوبر/تشرين الأول 2025 من قبل قوات الدعم السريع تذكير مأساوي بالكلفة المدمرة لهذه التحولات.
برنامج الأغذية العالمي قلق للغاية أيضًا بشأن تصاعد العنف في منطقة كردفان، خصوصًا في كادوقلي. يجب أن تكون الأولوية منع تكرار الكارثة التي شهدناها في الفاشر.
مع تركّز خطوط المواجهة الآن في كردفان، كل اشتباك جديد يجبر المزيد من الأسر على الفرار، مما يزيد الاحتياجات الإنسانية في وقت تتقلص فيه الموارد.
تمكّن برنامج الأغذية العالمي من إدخال قافلة إلى كادوقلي في أكتوبر/تشرين الأول، ولدينا قافلتان جاهزتان للتحرك بمجرد الحصول على التصاريح.
التحديات التمويلية
المكاسب التشغيلية التي حققها برنامج الأغذية العالمي خلال العام الماضي مهددة حيث تلوح في الأفق انقطاعات في خطوط الإمداد.
يحذّر برنامج الأغذية العالمي من تخفيضات حادة في الحصص الغذائية بدءًا من عام 2026، مع توقع توقف كامل للإمدادات الغذائية والتغذوية بحلول أبريل/نيسان إذا لم يتوفر تمويل جديد.
للحفاظ على المستوى الحالي لتقديم المساعدات، اضطر البرنامج إلى تقليص الإمدادات. اعتبارًا من يناير/كانون الثاني، ستُخفض الحصص إلى 70% للمجتمعات في مناطق المجاعة و50% للمجتمعات المعرّضة للمجاعة – وهو الحد الأدنى اللازم للبقاء.
حتى مع هذه الإجراءات، لا يملك البرنامج سوى موارد تكفي لأربعة أشهر.
إذا حدثت موجة نزوح ضخمة أخرى – كما رأينا مؤخرًا من الفاشر – سيضطر البرنامج إلى تقليص المساعدات في أماكن أخرى بالسودان. هذا وضع كارثي ونحن نعمل بلا كلل لمواجهة أكبر أزمة إنسانية في العالم.
لحماية المكاسب، يجب أن يستمر تدفق المساعدات. وهناك حاجة عاجلة إلى 695 مليون دولار خلال الأشهر الستة المقبلة للحفاظ على الدعم المقدم. ودون ذلك، قد تتفاقم أزمة الجوع بدلًا من أن تتحسن.
موضوعات
السودان الصراعات اللاجئون والهجرة التمويلاتصل بنا
للمزيد من المعلومات يرجى التواصل عبر: wfp.media@wfp.org