45 مليون شخص يقفون على أعتاب المجاعة - ويمكن إنقاذهم الآن إذا توفر مبلغ 6.6 مليار دولار
حذر برنامج الأغذية العالمي اليوم (1 نوفمبر) من أن 42 مليون شخص يقفون على أعتاب المجاعة في 43 بلدًا وأن أدنى صدمة ستدفعهم إلى حافة الهاوية.
إن توفير الأموال العاجلة بقيمة 6.6 مليار دولار من شأنه أن ينقذهم من السقوط في الهاوية، من خلال توفير وجبة يومية لكل شخص على مدار العام المقبل. وإذا لم تتوفر المساعدات الغذائية العاجلة للحالات الطارئة، فإنهم سيواجهون خطر المجاعة.
قال ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، في دعوة عاجلة لحشد الدعم: "نحتاج توفير 6 مليارات دولار لمساعدة 42 مليون شخص سيموتون إذا لم نصل إليهم. والأمر ليس معقدًا."
وأضاف: "في الوقت الذي أدت فيه جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) دون شك إلى تفاقم الأوضاع الهشة في جميع أنحاء العالم، فإن النزاعات التي يتسبب فيها الإنسان تؤدي إلى الاضطرابات كما تؤدي إلى موجة جديدة مدمرة من المجاعة التي تهدد باجتياح العالم. وتداعيات ذلك هي مأساة إنسانية لا يمكن تصورها."
أصبحت أفغانستان تمثل أكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث تجاوزت احتياجات البلاد احتياجات البلدان الأخرى الأكثر تضررًا - وهي إثيوبيا وجنوب السودان وسوريا وحتى اليمن.
يواجه الآن ما مجموعه 22.8 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد في أفغانستان، وذلك وفقًا لأحدث تقييمات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي IPC - وهو معيار عالمي لتقييم انعدام الأمن الغذائي - من بينهم 8.7 مليون شخص يواجهون مستويات الطوارئ من انعدام الأمن الغذائي (المستوى الرابع من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي). ومن المرجح أن تُظهر الأرقام الجديدة المتوقعة في الأيام المقبلة المزيد من تدهور الأوضاع.
لم يشهد برنامج الأغذية العالمي أبدًا هذا العدد الكبير من الأشخاص الذين يواجهون مستويات الطوارئ من انعدام الأمن الغذائي في البلاد، خلال السنوات العشر التي أجرت فيها الأمم المتحدة تحليلات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
في جميع أنحاء العالم، هناك 15 مليون شخص آخرين عرضة لخطر المجاعة أكثر مما كانت عليه الحال قبل انتشار جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19).
إن أدنى صدمة - سواء كانت في صورة الظواهر المناخية المتطرفة المرتبطة بتغير المناخ، أو النزاعات، أو التفاعل المميت بين كلا الدافعين المؤججين للجوع - قد تدفع بعشرات الملايين من الناس إلى خطر لا يمكن تداركه، وهو احتمال يحذر منه برنامج الأغذية العالمي منذ أكثر من عام.
يقوم برنامج الأغذية العالمي حاليًا بأكبر عملية في تاريخه، حيث يستهدف 139 مليون شخص هذا العام. لكنه يواجه عقبات هائلة. ففي عام 2020، تسببت الظواهر المناخية المتطرفة في نزوح 30 مليون شخص، بينما أدت النزاعات إلى نزوح 10 ملايين شخص - ومن المتوقع أن ترتفع الأرقام مع ارتفاع تكلفة الاستجابة.
أوضح عارف حسين، كبير الاقتصاديين في برنامج الأغذية العالمي، كيف أثرت التكاليف المتصاعدة على عمل البرنامج وتطلبت دعمًا نقديًا عاجلاً.
وقال عارف حسين: "لقد ارتفعت أسعار شراء المواد الغذائية بنسبة 21 في المائة مقارنة بالعام الماضي - بزيادة تبلغ 300 مليون دولار أمريكي إذا اشترينا نفس الكمية من الأغذية كما في العام الماضي. وتكاليف النقل تجاوزت الحد الأقصى بسبب ارتفاع أسعار الوقود - فالحاوية التي كانت تكلف 1000 دولار قبل عام أصبحت تكلف الآن 4000 دولار أو أكثر."
ومن المرجح أن ترسم أحدث الأرقام التي ستصدر هذا الأسبوع صورة أكثر كآبة للأشخاص المحتاجين. وقال حسين: "لا تتوقع أن تنخفض هذه الأرقام ما لم نتوصل لحل لمشكلات النزاعات وأزمات المناخ والتداعيات الاقتصادية لـجائحة فيروس كورونا (كوفيد-19). أنا أشعر بالحزن البالغ عندما يتضرر أي طفل ونحن نعمل كل يوم في سبيل منح ملايين الأطفال الأمل والمستقبل."
وتجدر الإشارة إلى أن برنامج الأغذية العالمي يتبوأ مكانة متميزة تمكنه من الحيلولة دون وقوع المجاعة، وإنقاذ الناس من السقوط في براثن المجاعة، حيث يتمتع بتواجد ميداني عميق، وينفذ عملياته في أكثر من 80 بلدًا، ولديه خبرات متطورة اكتسبها على مدى عقود في مكافحة الجوع.
إن أقوى أداة يمكن لبرنامج الأغذية العالمي استخدامها لإنقاذ الأرواح في مواجهة المجاعة هي المساعدات الغذائية للحالات الطارئة. وسيظل هذا أمرًا بالغ الأهمية لتخفيف أو تجنب الآثار المباشرة لانعدام الأمن الغذائي والمجاعة على المدى القصير.
يتطلب القضاء على خطر المجاعة والحيلولة دون وقوعها تدخلات طويلة الأمد وأكثر تعقيدًا، ومن بينها عمليات تعزيز التعليم والتغذية وقدرة سبل كسب العيش على الصمود وأنظمة الحماية الاجتماعية.