3 أشياء قد لا تعرفها عن المجاعة، وكيف يمكن التصدي لها
*تم تحديث الأرقام في مارس 2022
يوشك 44 مليون شخص في 38 بلدًا على السقوط في هاوية المجاعة، مع الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب خسائر فادحة في الأرواح. في اليمن وجنوب السودان، يعاني أكثر من 100,000 شخص بالفعل من المجاعة أو من ظروف شبيهة بالمجاعة، مع تواصل النزاع وانعدام الأمن والنزوح المترتب على ذلك مما يعرض الناس لخطر وشيك للمعاناة من الجوع الشديد.
للأسف، إن نقص الموارد يعني أن برنامج الأغذية العالمي سيضطر إلى أن يعيد تخصيص المساعدات الغذائية حسب الحاجة، كما كان الحال في جنوب السودان خلال الأسبوع الماضي. يقول ماثيو هولينجورث، المدير القطري: "إنه قرار مؤلم للغاية أن نأخذ من الجوعى لنعطي من يتضورون جوعًا، لكن هذا هو الواقع."
مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والعملات المتصاعدة التي تساهم أيضًا في الأزمة، نجد أنفسنا ما زلنا نعالج قضية المجاعة في القرن الحادي والعشرين، وسط عالم الوفرة. ويستمر انتشار المفاهيم الخاطئة الأساسية حول المجاعة، وتصحيحها يمثل خطوة مهمة في تحسين فهم المحنة الحالية التي يعيشها الملايين.
3 مفاهيم مغلوطة عن المجاعة
1. تحدث المجاعة بشكل رئيسي بسبب الكوارث المناخية
على الرغم من أن السبب الرئيسي وراء وقوع المجاعات كان الصدمات المناخية مثل الجفاف، إلا أن النزاع هو المحرك الأكبر الوحيد للجوع اليوم. وآخر مجاعة مُعلن عنها رسميًا كانت في جنوب السودان في عام 2017، وكان من الواضح أن النزاع هو ما أججها. ولتفادي وقوع المجاعة، نحتاج إلى إنهاء النزاعات. علاوة على ذلك، يعتبر برنامج الأغذية العالمي السلام أمرًا أساسيًا للقضاء على الجوع، حيث تم تكريم البرنامج لدوره في هذا المجال ومنحه جائزة نوبل للسلام لعام 2020.
يذهب حوالي ثلثي المساعدات الغذائية المنقذة للحياة التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي إلى الأشخاص الذين يواجهون أزمات غذائية حادة تنتج في الغالب عن النزاعات. فعندما يتداخل تغير المناخ، الذي لا يزال محركًا كبيرًا للجوع، مع النزاع، والآن جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، تأتي الفوضى.
بتوفير التمويل الكافي وإمكانية الوصول، يمكن لبرنامج الأغذية العالمي الذي لديه الخبرة والتواجد الميداني الكثيف واتساع نطاق عمله وضع حد للمجاعة في مساراتها ومحاولة إبعاد الناس عن السقوط في براثن المجاعة. نحن نقدم المساعدات الغذائية العاجلة مع تشجيع الاعتماد على الذات على المدى الطويل من خلال تعزيز التعليم والتغذية وسبل كسب العيش وأنظمة الحماية الاجتماعية. كما ندعم الحكومات في توقع ومنع خطر الجوع الشديد الذي يمكن أن يؤدي إلى المجاعة.
2. لا تبدأ خسارة الأرواح إلا بعد إعلان المجاعة
في الوقت الذي يتم فيه إعلان المجاعة، يكون الأوان قد فات - حيث تكون خسارة الأرواح بسبب الجوع قد بدأت بالفعل. ومع ذلك، ومع وجود التمويل وإمكانية الوصول، يتمتع برنامج الأغذية العالمي بالخبرة اللازمة للحيلولة دون وقوع المجاعة والوقاية منها، والعمل على نطاق واسع من شأنه أن ينقذ الناس من الانزلاق إلى حافة المجاعة وبناء قدرتهم على الصمود في مواجهة الصدمات الناجمة عن النزاعات أو تغير المناخ أو المرض. ما هي أقوى أداة لدينا؟ الوصول إلى الأشخاص الأشد ضعفًا ومعرفتهم. قبل عامين، ساعدت أكبر زيادة على الإطلاق في المساعدات الغذائية التي يقدمها البرنامج - من مليون شخص في عام 2015 إلى ما يقرب من 13 مليونًا في عام 2019 - في تجنب حدوث المجاعة في اليمن، مع توفير منصة للمجتمع الإنساني كله لتعزيز عمله في اليمن.
إن ثمن عدم القيام بأي شيء في مواجهة احتياجات الجوع الحالية سيقاس حتمًا بعدد الأشخاص الذين يفقدون أرواحهم. ثم يترتب على ذلك العواقب الاقتصادية طويلة الأجل مثل انخفاض الإنتاجية وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية. إن تكلفة فقدان الإمكانات البشرية لأجيال بأكملها لا تُحصى بالنسبة للبلدان التي هي بالفعل أفقر بلدان العالم.
بفضل ستة عقود من الخبرة، يحتل برنامج الأغذية العالمي الصدارة في الاستجابة العالمية للمجاعات وهو يتبوأ مكانة فريدة في قدرته على التدخل في حالات الطوارئ الأكثر إلحاحًا اليوم. ويمكن للقدرات اللوجستية وسلسلة التوريد التابعة لبرنامج الأغذية العالمي نقل كميات ضخمة من المواد الغذائية إلى حيث تشتد الحاجة إليها - وفي الحالات القصوى يتمكن من ذلك باستخدام عمليات الإسقاط الجوي والجسور الجوية. ومعرفتنا باحتياجات السكان تسهل علينا تقديم الاستجابة المصممة خصيصًا بحسب السياق بالتعاون مع جميع الشركاء، والتي يمكنها أن تمنع تكرار وقوع المجاعة.
3. أثناء المجاعة يكون الجوع الشديد هو أكبر سبب للوفاة
على حد تعبير منظمة الصحة العالمية، "بين الجوع الشديد وفقدان الحياة، دائمًا ما يصاب الإنسان بمرض ما". إن الجوع الشديد هو شكل خطير لسوء التغذية الحاد يهدد الحياة لكونه يضعف جهاز المناعة، مما يجعل الجسم عرضة للإصابة بالأمراض المعدية مثل الكوليرا والملاريا والالتهاب الرئوي والحصبة. ويؤدي سوء التغذية، حتى في شكله الأقل خطورة، إلى آثار طويلة الأجل مثل ضعف النمو البدني والإدراكي، وانخفاض التحصيل العلمي والإنتاجية في العمل، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض والوفاة.
إن ضمان حصول الناس على التغذية الصحيحة لا يقلل فقط من المعاناة وينقذ الأرواح - بل يحد أيضًا من المشكلات الصحية على المدى الطويل. وهذا مهم بشكل خاص في حالات النزاع حيث يكون الوصول إلى الأسر المحتاجة أمرًا صعبًا. لهذا السبب يعمل برنامج الأغذية العالمي على الحيلولة دون وقوع المجاعة والتخفيف من حدتها من خلال توفير الغذاء والتغذية الصحية والمساعدات النقدية لفئات معينة. ويساعد البرنامج بذلك الناس على تلبية احتياجاتهم العاجلة، مع تعزيز قدرتهم على الصمود على المدى الطويل أمام أزمات الجوع في المستقبل.