Skip to main content

بعد الزلازل الذي ضرب أفغانستان، الجوعى يواجهون فصل الشتاء القارس

بعد شهر من حدوث زلزال مدمر وهزات ارتدادية متعددة، يسارع برنامج الأغذية العالمي لتقديم الدعم للناجين في شرق أفغانستان مع دخول فصل الشتاء القارس. لكن الاحتياجات هائلة، والتمويل شحيح.
, برنامج
An Afghan man sitting amid the debris of his earthquake hit house. Photo: WFP/Arete
>بعد أن دمر الزلزالمنزله في أفغانستان في شهر أغسطس/آب، يتقاسم خير رحمن وعائلته الآن خيمة مع آخرين. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/أريتيه

يجلس خير رحمن وسط الأنقاض التي كانت ذات يوم قرية أندالاشاكين في شرق أفغانستان، ويصف الزلزال القوي الذي ضرب المنطقة في أواخر أغسطس/آب، والذي أحدث فجوة كبيرة في منزله المبني من الحجر والأسمنت - ومخاوفه من الأشهر الباردة القادمة. 


يقول الرحمن عن الزلزال، الذي أصاب أيضًا العديد من أفراد عائلته: "كل شيء، بما في ذلك منزلنا، تعرض للتدمير." ويضيف: "الشتاء قريب، ولا يمكننا العيش هنا هكذا في الشتاء."


بعد شهر من الزلزال القوي الذي ضرب أفغانستان، لا تزال البلاد تعاني من آثاره. فقد أودى الزلزال الذي بلغت قوته 6.0 درجات بحياة أكثر من 2000 شخص، وترك آلاف آخرين مصابين ومشردين في أربع ولايات بشرق أفغانستان.


الآن، مع تكدس العديد من الناجين في ملاجئ من القماش المشمع - وأحيانًا ينامون في العراء - تواجه عائلات مثل عائلة رحمن، التي كانت تعاني بالفعل من الجوع الشديد، تهديدًا آخر يؤثر على قدرتهم على البقاء على قيد الحياة: وهو عدم توفر المساعدات الإنسانية أو القليل منها فقط مع اقتراب فصل الشتاء.
 

WFP Afghanistan Country Director John Aylieff, wearing a blue WFP jacket, strides up a hill with Afghan men and WFP staff. Photo: WFP/Arete/Muktar Nikrawa
يخشى المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي جون أيليف (في المقدمة) من موجة جديدة من الوفيات في أفغانستان بعد الزلازل - هذه المرة، بسبب تفاقم الجوع وسوء التغذية. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/أريتيه/مختار نيكراوا

يقول جون أيليف، ممثل برنامج الأغذية العالمي والمدير القطري في أفغانستان، خلال زيارته الأخيرة للمناطق المتضررة من الزلزال: "ما لا يمكننا السماح به هو أن يستسلم الأشخاص الذين نجوا من هذا الزلزال الرهيب للجوع في الشتاء". ويضيف: "بدون المساعدات الغذائية، ستكون هناك موجة ثانية من الوفيات هنا - في الواقع في جميع أنحاء البلاد - حيث نشهد تفاقم الجوع وسوء التغذية."
كان برنامج الأغذية العالمي أول وكالة إغاثة دولية على الأرض بعد الزلزال، وتحرك بسرعة لتوزيع البسكويت المدعم ومواد غذائية أخرى على آلاف العائلات المتضررة مثل عائلة رحمن. كما أنشأنا خيام تخزين لدعم الاستجابة الأوسع للزلزال. كانت المهمة شاقة، في منطقة ذات تضاريس وعرة، وشبكات طرق واتصالات ضعيفة.
 

A line up trucks with WFP's blue logo navigate a mountain pass in Afghanistan. Photo: WFP/Arete/Muktar Nikrawa
تتجه شاحنات برنامج الأغذية العالمي إلى شرق أفغانستان المتضرر من الزلزال حاملة مساعدات منقذة للحياة. كما ننقل الموظفين الإنسانيين إلى المناطق الأكثر تضررًا عن طريق الجو. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/أريتيه/مختار نيكراوا

من مدينة جلال أباد الشرقية - حيث يقع المطار الرئيسي بالقرب من مركز الزلزال - تواصل خدمة الأمم المتحدة الجوية الإنسانية (UNHAS) التي يديرها برنامج الأغذية العالمي تسيير الرحلات الجوية، لنقل الركاب والبضائع لدعم جهود الإغاثة. 

أزمة مستمرة

لكن الاحتياجات هائلة. يقول أيليف: "يعيش شعب أفغانستان في حالة أزمة دائمة". "بينما كثف المجتمع الدولي جهوده لدعم المجتمعات المتضررة، فإن الزلزال هو مجرد واحدة من عدة أزمات تضرب البلاد هذا العام."


على مستوى البلاد، يواجه أكثر من تسعة ملايين أفغاني انعدامًا حادًا أو أسوأ للأمن الغذائي. وقد ارتفع سوء التغذية لدى الأطفال إلى مستويات قياسية هذا العام، مما يؤثر على ما يقرب من 3.5 مليون طفل. ويؤدي الجفاف الشديد في معظم أنحاء البلاد، إلى جانب العودة القسرية لما يقرب من مليوني أفغاني من البلدان المجاورة، إلى تفاقم الوضع الغذائي المتردي بالفعل.
 

Men in earthquake hit eastern Afghanistan line up for WFP food. Photo: WFP/Arete/Muktar Nikrawa
رجال في شرق أفغانستان المتضرر من الزلزال يصطفون للحصول على طعام برنامج الأغذية العالمي. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/أريتيه/مختار نيكراوا

حتى مع ارتفاع الاحتياجات الغذائية بشكل كبير، فإن التمويل لدعم عمل برنامج الأغذية العالمي في أفغانستان - والذي يشمل أيضًا وجبات مدرسية للطلاب، ودعمًا غذائيًا للأطفال والنساء المصابين بسوء التغذية - آخذ في النضوب. وبدون الحصول على مزيد من الأموال لعملياتنا، لن نتمكن من الوصول إلا إلى جزء صغير من الأفغان الأكثر ضعفًا بالمساعدات الغذائية والتغذوية خلال أشهر الشتاء.


من بين هؤلاء عائلات مثل عائلة رحمن، في ولاية كونار الشرقية، الذين فقدوا كل شيء جراء الزلزال. يقول إنه تلقى أكياسًا من الدقيق وزيت الطهي من برنامج الأغذية العالمي، لكنه يخشى البقاء على قيد الحياة في الخيمة التي يتقاسمونها مع عدة عائلات أخرى.


يقول الرحمن: "الشتاء يصبح باردًا جدًا". "نحن بحاجة ماسة إلى الدعم."
 

Photo: WFP/Arete/Muktar Nikrawa
صديق الله، هنا يتلقى طعام من برنامج الأغذية العالمي، ويتذكر الزلزال الهائل الذي وقع في أواخر أغسطس/آب بأنه "مشهد مرعب". الصورة: برنامج الأغذية العالمي/أريتيه/مختار نيكراوا

في ولاية ننجرهار المجاورة، لا يزال صديق الله، البالغ من العمر 40 عامًا، يعاني من الصدمة جراء الزلزال الذي أصاب اثنين من أطفاله. ويتذكر قائلاً: "كان مشهد مرعب"، واصفًا الدمار في قرية بامبا كوت حيث يعيش.


مثل عائلة رحمن، ينام هو وغيره من القرويين في العراء، في الحقول التي يزرعونها. يقول صديق الله، وهو يجلس على الأرض الترابية لمنزله المتضرر من الزلزال: "لا يمكننا تحمل تكاليف إعادة بناء منازلنا."


وصف زمن، أحد سكان بامبا كوت الآخرين، البالغ من العمر 53 عامًا، كيف قتل الزلزال ماشيته وأصاب بعض أبنائه. ويضيف: "تضرر ما يقرب من 90 بالمائة من القرية."
 

A man, wearing a cap and traditional Afghan gown, stands in front of a gaping hole that was his home before Afghanistan's quakes. Photo: WFP/Arete/Muktar Nikrawa
يقول زمن، هنا أمام منزله المتضرر من الزلزال، إن احتياجات قريته هائلة. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/أريتيه/مختار نيكراوا

تلقت عائلته أيضًا مساعدات غذائية من برنامج الأغذية العالمي، لكن احتياجات القرويين هائلة، كما يقول زمن. أشهر من الطقس القاسي على الأبواب، مع تساقط الثلوج الكثيفة التي تقطع سبل الوصول إلى بامبا كوت والمجتمعات النائية الأخرى.


يقول زمن: "نريد أن يُسمع صوتنا."


خلال الأشهر الستة القادمة (أكتوبر/تشرين الأول 2025 – مارس/آذار 2026)، يحتاج برنامج الأغذية العالمي بشكل عاجل إلى 622 مليون دولار أمريكي لتقديم مساعدات غذائية منقذة للحياة لأكثر من 9 ملايين من الفئات الأكثر ضعفًا في أفغانستان، لمساعدتهم على النجاة من الشتاء القاسي ودعم برامج الدعم الحيوية الأخرى.


كانت استجابة برنامج الأغذية العالمي للزلزال في شرق أفغانستان ممكنة بفضل مساهمات من بنك التنمية الآسيوي وكندا واليابان وسويسرا والصندوق المركزي للاستجابة للطوارئ التابع للأمم المتحدة.
 

تعرف على المزيد من المعلومات عن عمل برنامج الأغذية العالمي في أفغانستان