النساء ضد الجوع في اليمن: تدريبات مهارات الأعمال تُظهر البطاقة الحمراء لعدم المساواة بين الجنسين
تستعرض هبة حامد صالونها للتجميل في مدينة عدن الساحلية جنوب اليمن، تصطف على جانبيه مجموعة من منتجات العناية بالشعر والتجميل والديكورات المبهجة.
هذا المقال جزء من حملة FIFAWWC# التي ينظمها برنامج الأغذية العالمي وفيفا.
توفي زوج هبة في الصراع الدائر في اليمن، مما جعل رائدة الأعمال الثلاثينية هي الراعي الوحيد لطفلهما.
مدعومة بشهادة محاسبة من جامعة محلية، وتدريب وظيفي بدعم من برنامج الأغذية العالمي، حققت هبة حلمها في أن تصبح فنانة مكياج ومصففة شعر على الرغم من الصعوبات الهائلة.
تقول هبة عن مهنتها التي بدأت كهواية "بسبب الحرب، اضطررت للتوقف لفترة طويلة". وتضيف "الآن، والحمد لله، لقد عدت بقوة مجددا".
تعد هبة من بين ما يقرب من ستين ألف يمنيا من النساء والرجال، شاركوا في تدريب برنامج الأغذية العالمي الذي يهدف إلى تعزيز المهارات وفرص الدخل.
في بلد عانت من ما يقرب من عقد من الحروب والأزمات الاقتصادية، تعتبر مثل هذه البرامج خطوة في الاتجاه الصحيح، على أقل تقدير.
يختار المشاركون من بين مجموعة متنوعة من المهارات القابلة للتسويق التي يرغبون في تطويرها، من تربية النحل إلى صنع البخور والتفصيل، واكتساب المهارات في المجال المفضل لديهم. يحضرون أيضًا دروسًا حول خدمة العملاء وريادة الأعمال والمحاسبة.
من خلال العمل مع شركاء دوليين ومحليين، يقدم برنامج الأغذية العالمي للمشاركين رواتب يومية طوال مدة التدريب، ومنحة صغيرة لتغطية التكاليف المرتبطة ببدء عملهم.
ساعدت هذه المبادرة النساء بشكل خاص على التغلب على المآسي الشخصية التي سببتها الحرب، كما مكنتهن ومجتمعاتهن.
يقول ريتشارد راجان مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في اليمن "النساء، وخاصة أولئك اللائي يعيلن أسرهن فقط، هن من أكثر المتضررين من أزمة اليمن". أضاف "تساعد هذه الأنشطة الناس على صقل المهارات اللازمة للحفاظ على سبل العيش المستدامة التي تعمل على تحسين الأمن الغذائي لعائلاتهم ومجتمعاتهم".
الوقوف على أقدامنا
أدت تسع سنوات من الصراع إلى تدمير اقتصاد البلاد وسبل عيشها، وتسبب في انتشار الجوع وسوء التغذية على نطاق واسع، وخلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. اليوم، يعاني حوالي 17 مليون يمني - أكثر من نصف السكان - من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
النساء على وجه الخصوص محرومات، ويواجهن مستويات أعلى من البطالة وعدم المساواة في الدخل. ولكن من خلال التسجيل في هذه الأنشطة، يبدأ المزيد من النساء رحلة الاستقلال، وبدأت أعداد متزايدة في أعمالهن الخاصة لإعالة أنفسهن وأسرهن.
بالنسبة إلى ليزا عدنان، كان التدريب على المهارات الذي يدعمه برنامج الأغذية العالمي "فرصة للوقوف على أقدامنا للعمل". بعد التحاقها ببرنامج الطهي، أصبحت الآن تصنع وتبيع المخبوزات من منزلها في عدن وتقدم الطعام في المناسبات مثل حفلات الزفاف.
لفترة طويلة، كانت عائلة ليزا المكونة من ستة أفراد تعتمد على راتب زوجها. ومع ذلك، فإن الأسعار المرتفعة بشكل متزايد تعني أنهم في بعض الأيام لا يستطيعون تحمل تكاليف الضروريات مثل الحليب وحفاضات الأطفال لابنتها البالغة من العمر عشرة أشهر. لقد تحسن وضعهم المالي بشكل ملحوظ مع الدخل الإضافي من عملها، وتفخر ليزا بعملها الشاق.
تقول ليزا "لقد منحني هذا المسعى الفرصة لتحقيق شيء مهم في حياتي". على الرغم من أنها تخطط للتوسع في المستقبل، فإن "القدرة على صنع هذا الطعام في مطبخي الصغير أمر جميل حقًا".
لا تزال ليزا ورواد أعمال ناجحون آخرون يواجهون تحديات يومية. مع تضرر البنية التحتية الكهربائية في عدن بشدة بسبب الحرب، يتكرر انقطاع التيار الكهربائي. تترجم الصعوبات الاقتصادية - التي تفاقمت بسبب الانخفاض الحاد في قيمة العملة اليمنية وارتفاع أسعار المواد الغذائية والضروريات الأخرى - إلى طلب غير منتظم على سلعهم وخدماتهم.
كما أن تلبية احتياجاتهم هي أيضًا مصدر قلق دائم للعشرينية أمنية إبراهيم عمر حسن، خبيرة الحناء والمكياج ومصففة الشعر. أمنية تدير صالونًا من منزلها، وهي معيل رئيسي لأسرتها المكونة من 15 فردًا. تضم عائلتها ثلاث شقيقات يعتمدن عليها مالياً منذ وفاة والديها.
"أصبح رسم الحناء مصدر قوتي ويمكّنني من الوفاء بمسؤوليتي تجاه أخواتي"، تقول أمنية عن الزينة اليدوية المتقنة للنساء والتي تعد جزءًا من التقاليد اليمنية الغنية، وتضيف أنها تفرح عندما ترى مدى سعادة عملائها بتصميماتها.
أما زميلتها مصففة الشعر هبة فهي أيضا تجد في عملها الإلهام، والذي يسمح لها بالحلم على الرغم من مخاوف الحرب اليومية.
تقول هبة "طموحي لا يعرف حدودًا"، واصفةً هدفها طويل الأمد المتمثل في إنشاء مركز تجميل خاص بها. "أريد خلق فرص عمل وتمكين الفتيات من خلال توفير التعليم والدعم ومصدر رزق لهن".