Skip to main content

تطبيق جديد للهواتف الذكية يغير الحياة في العراق

تشرح لنا مي الاعرجي التي تعمل ببرنامج الاغذية العالمي "كيف أن الرقمنة أمر حيوي لاستمرار نظام العراق للحصة التموينية"
, كتبت: شارون رابوز
 واجهة تطبيق الهاتف الذكي تمويني. الصورة: برنامج الاغذية العالمي/ منصور رسول
 واجهة تطبيق الهاتف الذكي تمويني. الصورة: برنامج الاغذية العالمي/ منصور رسول

تطبيقٌ يستخدم على الهاتف الجوال يساعد العائلات في الاطلاع على وتعديل البيانات الخاصة بمستحقاتها الغذائية من المنزل، وفي الوقت نفسه يعني ذلك تقليل فرص التعرض لانتقال فيروس كورونا.

(شاهد فيديو: لمي الاعرجي (على اليسار) تتحدث عن تطبيق "تمويني" باختصار. على اليمين: ابتهال، مديرة نظام الحصة التموينية)

 

جاء تطبيق "تمويني" الذي تم العمل عليه بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي ووزارة التجارة ليكون إضافة إلى الجهد المبذول في رقمنة نظام الحصة التموينية الذي يعد أكبر برنامج حماية اجتماعية في العراق.

هنا، تتحدث مي الأعرجي مسؤولة تحويل الأعمال في برنامج الأغذية العالمي لزميلتها شارون رابوز عن آخر التطورات في عملية رقمنة نظام الحصة التموينية عموماً.

شارون رابوز: مي، تطبيق "تمويني" الجديد هو تطور مثير للاهتمام بالنسبة للعراق ولنظام الحصة التموينية وكذلك لبرنامج الأغذية العالمي. أخبريني كيف انتهى تطوير هذا التطبيق من خلال شراكة بين منظمة إنسانية والحكومة.

 

مي الاعرجي: تطلب الأمر فريقاً كاملاً مكرساً من جانبنا. بالنسبة لي، فإن عملي مع برنامج الأغذية العالمي قد بدأ في تخصص مختلف لكنه بطريقة ما ساعدني في وظيفتي الحالية. لقد بدأت العمل في مكتب العراق منذ خمسة سنوات، في قسم المشتريات، والمراقبة والتقييم، وآخرها عملي كجهة تنسيق في النظام الذي نستخدمه في برنامج الأغذية العالمي لكل بيانات المشاريع  (COMET). لكني حقيقة قد حصلت على درجة الماجستير في الهندسة الطبية الحيوية قبل انضمامي لبرنامج الأغذية العالمي.

قد يبدو غريباً نوعاً ما كيف كان لدراستي علاقة بالعمل الذي قمنا به العام الماضي عند تطبيق عملية مسح بصمات الأصابع وقزحية العين في نظام الحصة التموينية والذي يعد نوعاً من أنواع التحقق من الهوية عند قدوم الناس لاستلام حصصهم التموينية. وجد الناس أن مسح قزحية العين على وجه الخصوص أمراً مناسباً وسهلاً. يكاد يكون برنامج نظام الحصة التموينية نظاماً عالمياً حيث يوفر الأرز والزيت والسكر ودقيق القمح لجميع العائلات في العراق شهريا. إذا كنت عراقياً بدخل أقل من مليون دينار عراقي في الشهر وتقيم في العراق فإنك من المستحقين لاستلام الحصة التموينية.

شارون رابوز: والآن أصبح تطبيق "تمويني" يساعد الناس أكثر.

مي الأعرجي: لقد كان العمل على هذا المشروع أشبه برحلة. فقد مضى عامان على بدء برنامج الأغذية العالمي بالعمل مع وزارة التجارة على تحديث نظام الحصة التموينية وذلك من أجل تعزيز البرنامج وضمان وصول الأغذية الصحيحة إلى المستحقين في الوقت المناسب. بوجود الرقمنة فإن جبال الأوراق التي رأيناها في مكاتب الحصة التموينية قد اختفت. يوفر التطبيق الوقت بالنسبة للعائلات وكذلك موظفي الحصة التموينية أنفسهم. تخيلي كل الوقت المستخدم لإدخال البيانات يدويا الذي وفرناه بعد أن أصبحت الأنظمة إلكترونية وتعمل بسلاسة.

 

شارون رابوز: هذا هو تحويل أو تطوير الأعمال.

مي الاعرجي: بالضبط، إن رقمنة نظام الحصص الغذائية مع الأخذ في الحسبان حجمه أيضًا، فهو مشروع كبير لإدارة التغيير ، وهو مشروع حيوي لنظام الحصص الغذائية في القرن الحادي والعشرين. بدأ نظام الحصة التموينية لأول مرة في عام 1991. نحن نعمل مع الحكومة للقيام بأكثر من مجرد توصيل النظام بالإنترنت لأننا نعمل على أن يكون آمن ومشفّر ومصمم لتلبية احتياجات الناس. أجرينا مشاورات مكثفة مع مجموعات من المواطنين للعثور على الحلول الرقمية المناسبة وبالتالي فهو تطبيق مستمد حقًا من حاجة المستخدم. حتى الآن، نواصل اختبار التطبيق قبل توسيع نطاق التغطية الوطنية. تم إطلاق التطبيق التجريبي في تموز في بغداد ، في مكتب وكيل المواد الغذائية وسيتم إطلاقه فيما بعد في الموصل.

 

تظهر مي في الصورة (ثاني شخص من جهة اليمين) في أحد فروع الحصة التموينية في بغداد مع الشركاء من وزارة التجارة وفريق شبكة زين للاتصالات. الصورة: وزارة التجارة.
تظهر مي في الصورة (ثاني شخص من جهة اليمين) في أحد فروع الحصة التموينية في بغداد مع الشركاء من وزارة التجارة وفريق شبكة زين للاتصالات. الصورة: وزارة التجارة.

شارون رابوز: كيف يعمل التطبيق؟

مي الاعرجي: يتم منح العائلات في الأحياء التي يخدمها وكيل الطعام بطاقات خاصة، تحتوي على رمز QR مختلف من شخص لأخر لتنزيل التطبيق. التطبيق متاح في متجر جوجل Google Play ، لذلك بعد مسح رمز الاستجابة السريعة ، تستطيع الدخول.

شارون رابوز: وهل سيصبح التطبيق متاحاً للجميع في العراق؟

مي الأعرجي: نعم سيكون متاحاً باضطراد. لدينا جولتي تطوير إضافيتين مخطط لهما في الشهرين المقبلين، مما يمنحنا فرصة لتحسين وصقل ومعالجة أي خلل محتمل غير متوقع. كل هذا هو جزء من العملية. هذا الجانب المبتكر لحل المشكلات في عملنا هو أكثر ما أستمتع به.

دعم الحكومة لتقديم حل سهل وبديهي - وبشكل غير متوقع، يلبي الحاجة إلى بقاء الناس آمنين في منازلهم  خلال جائحة فيروس كورونا. لم نتوقع ذلك أبدًا عندما صممنا التطبيق لأول مرة. كنا نفكر فقط: "كيف نجعل حياة الناس أسهل؟" ، "كيف نجعل هذا النظام يعمل بشكل أفضل؟"

 

شارون رابوز: إذن ، من خلال التطبيق ، يمكن للعائلات تحديث معلوماتهم لاستلام حصصهم وكذلك البقاء في المنزل آمنين.

مي الاعرجي: البقاء في المنزل، كما رأينا وتعلمنا، هو المفتاح لتجنب انتقال العدوى. باستخدام تطبيق تمويني يمكن للأشخاص تجنب زيارة فروع الحصة التموينية وتحديث معلومات عائلاتهم بسهولة على التطبيق. مع مرور الوقت، نتوقع إضافة بعض الحلول الأخرى عبر التطبيق مثل القدرة على التبرع بالحصة الغذائية للناس الذين هم أحوج لها، ولكن هذا سيكون في مراحل لاحقة من تطوير التطبيق.

شارون رابوز: ما هو الجديد الذي ننتظره من تطبيق تمويني بعد هذا مباشرة؟

مي الاعرجي: نقوم بإطلاق تطبيق تمويني في عموم أنحاء العراق. إذا سار الأمر كما مخطط له، فإننا سنقوم بإطلاق تطبيق تمويني في النجف حيث يمكن لتطبيق تمويني أن يصل للأسر الأكثر احتياجاً في العراق. وعلى المدى البعيد، فإن تمويني ومشروع الرقمنة قادران على إحداث فرق حقيقي في المكاسب والكفاءة وكذلك في وضع الناس الأكثر احتياجاً في صدارة قائمة الأولويات.

المواطنين في الموصل يستلمون البطاقات الخاصة التي تحتوي على رمز QR لتحميل تطبيق تمويني. الصورة: وزارة التجارة
مواطنون في الموصل يستلمون البطاقات الخاصة التي تحتوي على رمز QR لتحميل تطبيق تمويني. الصورة: وزارة التجارة

شارون رابوز: أنت قدوة يحتذى بها للنساء في العراق اللواتي يفكرن في مهنة تتضمن التكنولوجيا والعمل الانساني معا. وبالتالي الاستفادة من التكنولوجيا كحل للعقبات التي تواجهها الحكومة والمواطنين على نحو يومي.

 

مي الأعرجي: من خلال تطبيق التكنولوجيا وصلنا إلى تطوير هذا التطبيق! لكن حقا أنصح جميع العاملين في هذا المجال أن يدرسوا بجد وأن يكون لديهم الشغف للتكنولوجيا. لأنه عمل شاق أن تصنع شيئا من العدم. فالحلول لا تأتي من تلقاء نفسها. هذا هو نتاج شهور من العمل وشهور من الأبحاث وتكريس الوقت والجهد والاستشارة والتطوير، يتطلب ذلك رغبة حقيقة في تطوير وتحسين حياة الناس.

 

نتعلم من كل تجربة نمر بها. خلال عملي في المشتريات تعلمت كيف أختار المؤسسات الخاصة الأقوى لأعمل معها وهو الأمر ذاته الذي نحتاجه لتطوير المبادرة التي نقودها. أما خلال وظائفي التي تلت ذلك ومن دراستي الماجستير، تعلمت من جديد أهمية البيانات الجيدة وكيف يمكن أن يكون لها دور لوضع الأسس الصحيحة لاتخاذ القرارات المبنية على المعلومات الصحيحة في المشروع. وقد يكون أكثر ما تعلمته أهمية هو ضرورة الإيمان بإحداث التغيير والحاجة الملحة لوجود النظرة الشاملة للفرق الذي سيحدث في حياة الناس على المدى البعيد وكيف يمكن أن تخدم تلك الحلول الرقمية الانسانية والعمل التطويري.

 

مع الشكر لمكتب المساعدة الانسانية بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والوزارة الألمانية الفيدرالية للتعاون الاقتصادي والتطوير لدعمهم المتواصل للابتكار في سبل الحماية الاجتماعية وبناء القدرات من خلال برنامج الأغذية العالمي في العراق بما فيه خلال أزمة جائحة فيروس كورونا.