جائحة فيروس كورونا تختبر قدرة النازحين العراقيين على الصمود
أجرى المقابلات والتقارير الاضافية آلن سلمان
كما فعل العديد من العائلات الأيزيدية النازحة والمشتتة في مخيمات النزوح بعد هروبها من تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، غادر خالد وعائلته منزلهم في سنجار منذ اندلاع العنف في عام 2014.
وبعدما لاذت العائلة بالفرار إلى جبال سنجار وبقيت هناك لتسعة أيام من دون أي طعام تقريباً، نجا خالد وزوجته نعم وبناتهم الأربع بأعجوبة. بعد ان ارتأت العائلة الرحيل، بدأوا بالسير لمسافة 40 كيلومتراً باتجاه الحدود السورية وصولاً إلى مخيم في سوريا.
"أريد أن أصبح طبيبة عندما أكبر لكي أتمكن من رعاية أختي"
استراحت العائلة المنهكة لمدة يومين في المخيم السوري، ومن ثم غادرت باتجاه إقليم كردستان وصولاً إلى محافظة دهوك. وهناك، اتخذ خالد وعائلته من هيكل بناية غير مكتملة مسكناً لهم لمدة عام كامل. يقول خالد: "كان الوضع صعباً، وكانت ابنتنا الصغرى لاتزال في المهد."
منذ أواخر عام 2015، يعيش خالد وعائلته في مخيم زاخو في إقليم كردستان العراق. استطاع خالد أن يجد فرصة عمل في المزارع القريبة من المخيم، وكذلك زوجته نعم التي تعمل متى ما استطاعت الحصول على عمل. يأخذ الزوجان ابنتهما معهما أحياناً إلى الحقول، ويبيعون المحاصيل التي يحصدونها في الأسواق على الطريق.
حلمت العائلة بتأمين قطعة أرض لهم من أجل زراعتها، لكن ذلك لم يحدث. حصل خالد بعد ذلك على وظيفة حارس في مكان مخصص للأطفال في المخيم.
خسر خالد وظيفته مع وصول جائحة فيروس كورونا، حتى الطلب على الأعمال اليومية البسيطة قد اختفى خلال الشهرين الأخيرين. يسعى خالد للحصول على عمل بأي أجر لكي يتمكن من تسديد نفقات علاج ابنته خالدة التي تعاني من شلل دماغي.
تثقل جائحة فيروس كورونا كاهل العائلات التي تعاني أساسا من الدخل المحدود.
يقول خالد: " كان بإمكاني الحصول على عمل يساعدني في دعم احتياجات عائلتي ولكني خسرت الدخل المتواضع الذي كنت أجنيه. وحتى بعد أن أصبح بإمكاننا الحركة بحرية، ليس لدينا ما يكفي لأخذ ابنتنا إلى الأطباء الذين اعتدنا على زيارتهم في أربيل ودهوك."
يزود برنامج الأغذية العالمي المساعدات المالية إلى عائلة خالد من خلال الحوالات المالية عن طريق الهاتف المحمول. تمكن هذه المساعدات العائلة من سحب مستحقاتهم باستخدام هواتفهم من داخل المخيم. وفي سياق الاستجابة لأزمة جائحة فيروس كورونا، تعاون برنامج الأغذية العالمي مع الشركاء لزيادة المساعدات الغذائية للوصول إلى 35,000 لاجئ و10,000 نازح داخلي في عموم العراق.
يقول خالد: "نحسب كل دينار نملكه وليس لدينا فكرة عما سيحدث خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر القادمة". منذ ارتفاع الأسعار في شهر مارس/آذار، أصبحت الحياة شبه مستحيلة بالنسبة للعائلة وأصبح من الصعب عليهم الحصول على احتياجاتهم من الغذاء واحتياجات المنزل.
يقول خالد: "إذا استمر الوضع على هذه الحال، سنتأثر بشدة. أنا المعيل الوحيد لعائلتي. وتعمل زوجتي عند الامكان، وبناتنا الأربع في المدرسة الابتدائية – ولكن كما تعرفون فالمدارس مغلقة منذ شهر فبراير/شباط."
يقمن بنات خالد بما في وسعهن ليبقين ايجابيات. تقول لانا ابنة العشر سنوات "أتمنى أن أعود للمدرسة قريباً، لأصبح طبيبة عندما أكبر كي أتمكن من رعاية أختي."
يعني برنامج المساعدات المالية لبرنامج الأغذية العالمي أنه سيكون بإمكان خالد شراء أنواع متعددة من الطعام لأسرته من السوق المحلي في المخيم. واستجابة لمعطيات الوضع الذي تفرضه جائحة فيروس كورونا، يفضل خالد شراء أنواع الأغذية القابلة للتخزين ليتمكن من تقليل خروجه من المنزل.
يقول خالد: "يحب الأطفال رقائق الذرة، والدجاج، والحمص، ولكننا نأكل طعاماً بسيطاً لنحافظ على ما نملك من المال – في ظل هذه الظروف لا شيء يبدو أكيداً."
يحاول خالد وزوجته اتخاذ الاحتياطات اللازمة وخصوصاً بعد التدريب التوعوي الذي نظمه برنامج الأغذية العالمي والشركاء حول آلية الوقاية من جائحة فيروس كورونا. إذ يقول خالد: "أنا الوحيد الذي يذهب للسوق لجلب ما نحتاجه مرة كل أسبوع. وأحرص على إبقاء مساحة كافية بيني وبين الآخرين عند الخروج."
مع الشكر لوزارة الخارجية الفيدرالية الألمانية، ومكتب المساعدة الانسانية بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ومكتب المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية (إيكو) واليابان، وكندا، وبلجيكا، وايطاليا، وجمهورية كوريا، وسويسرا، وجمهورية أيرلندا ولوكسمبورج لدعمهم المتواصل للناس الذين يساعدهم برنامج الأغذية العالمي في العراق، وخصوصاً خلال الجائحة."