Skip to main content

الجوع في غزة: برنامج الأغذية العالمي يحذر من أن وقف إطلاق النار ينبغي استمراره لمواصلة تدفق المزيد من المساعدات

تشهد الأسواق استقراراً مع وصول المزيد من السلع، إلا أن ذلك لا يكفي، بحسب ما أفاد به المدير القطري لبرنامج الأغذية بفلسطين.
A wrecked street in Gaza, with collapsed buildings and debris stretching behind. Residents move through the ruins, some on donkey carts, others on foot, amid makeshift shelters and grey skies
وسط الدمار حول بيت لاهيا في شمال غزة، يتم نقل المزيد من الغذاء بفضل الهدنة.
برنامج الأغذية العالمي/سوزان فينتون

في أوائل يناير، كان برنامج الأغذية العالمي يفي فقط بربع احتياجات الناس في غزة، وفقًا لأنطوان رينارد، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي بفلسطين، الذي يتخذ القدس مقراً له. وقال: "كان كل شيء مستنفداً" – "أجولة دقيق القمح، أو الوجبات الجاهزة للأكل، أو الطرود الغذائية التي تمثل المصدر الأساسي للغذاء للناس."
وخلال أربعة أسابيع من الهدنة التي بدأت في 19 يناير، قدم برنامج الأغذية العالمي "مساعدات غذائية أكثر مما كنا نعتقد أنه ممكن"، وهو ما أدى إلى مضاعفة المتوسط الشهري في الأشهر الأخيرة من عام 2024، حيث تم توزيع أكثر من 30,000 طن متري ووصلت إلى مليون شخص.

A truck packed with white sacks at the end of a convoy
دخلت أولى الشاحنات التي تحمل دقيق القمح وطرود الطعام الجاهز للأكل إلى غزة عبر معبري زيكيم وكرم أبو سالم في 19 يناير. حقوق النشر: برنامج الأغذية العالمي


ورغم أن هذا لا يعد الأول من نوعه، إلا أنه أمر مهم "فنحن نقترب من توفير حصص غذائية كاملة، واستهلاك السعرات الحرارية الملائمة، وتقديم سلة غذائية متكاملة"، بحسب ما قاله رينارد. وأضاف: "كل عملية من عمليات البرنامج يتم توسيع نطاقها - توزيع الطرود الغذائية، ودقيق القمح، والوجبات الساخنة، ودعم التغذية."


وقد تلقى أكثر من 116,500 امرأة حامل، وأم مرضعة، وأطفال صغار مكملات غذائية، بينما تدخل المستلزمات غير الغذائية مثل الخيام وغيرها إلى غزة عبر المجموعة اللوجستية – وهي آلية تنسيق متعددة الوكالات يقودها برنامج الأغذية العالمي.


يعد ضمان توافر كافة المستلزمات للمخابز لتعمل بكفاءة أمرًا ضروريا؛ ففي المناطق الشمالية والوسطى من القطاع، ينتج 25 مخبزاً 150,000 ربطة من الخبز يوميًا – أي خمسة أضعاف ما كان عليه الأمر قبل الهدنة.

People look on in a bakery at a diagonal round flatbread rolls by on a conveyor belt
زار أنطوان رينارد، المدير القطري للبرنامج في فلسطين، الذي يرتدي وشاحًا، مخبزًا في خان يونس في أكتوبر 2024.
صورة: برنامج الأغذية العالمي/ على جاد الله

وقال رينارد: "بعض المخابز تعمل لمدة 22 ساعة في اليوم"، وأضاف: "كما أنها تزود تجار التجزئة بالخبز". ومع ذلك، ولكي يكون ذلك مستدامًا، "نحتاج إلى استقرار الامداد التجاري."

وأشار رينارد إلى دعم برنامج الأغذية العالمي للمخابز بتوفير المواد الخام مثل الدقيق، قائلاً: "بما أن سلاسل الامداد التجارية لم يتم استعادتها بشكل صحيح، نقوم بالتدخل للحفاظ على سير العمل."

وأوضح رينادر: "يجب أن تبقى الهدنة قائمة لاستقرار الأسواق"، مضيفًا أن غزة بحاجة لرؤية دخول السلع التجارية رسميًا لاستعادة القطاع التجاري. وتشهد الأسواق استقراراً مع وصول المزيد من السلع، لكن ذلك لا يكفي.
 

Blue, green and yellow boxes containing small and medium size fish
بدأت الأسواق في العمل لكنها تحتاج إلى امدادات تجارية لدخول غزة من أجل الاستقرار.
برنامج الأغذية العالمي/سوزان فينتون

ورغم انخفاض الأسعار، لا تزال مرتفعة بنسبة 100-200% فوق مستويات ما قبل الحرب – فلا يزال الناس غير قادرين على الحصول على السلع الطازجة الأساسية بسبب نقصها وعدم القدرة على تحمل تكلفتها.


ولأول مرة منذ نوفمبر 2023، قام برنامج الأغذية العالمي بتوسيع نطاق المساعدات النقدية في غزة (حيث يسير عمل المخابز والمساعدات النقدية المستهدفة بعناية "يدًا بيد"). وقال رينارد: "الناس يشترون الخبز، مما يساعد في دعم نظام السوق الفعال". وبينما "لا يوجد سيولة نقدية إضافية في غزة بمعنى أنه لا يوجد نقود جديدة قادمة... تزداد المدفوعات الرقمية."


ويرغب برنامج الأغذية العالمي في تقليص عدد الأشخاص الذين يتلقون المساعدات العينية إلى النصف بحلول نهاية العام عن طريق التحول إلى المحافظ الإلكترونية المرتبطة بالهواتف المحمولة، ليكون لدى الناس الخيار في شراء الأساسيات التي يحتاجونها. ومع ذلك، تظل هذه الآمال طفيفة في ظل معاناة الكثيرين الذين "لا يملكون غازاً، ولا منازل."
 

View of crushed burnt-out car atop a pile of rubble
تضيف القنابل غير المنفجرة بين الأنقاض إلى العديد من تحديات إعادة الإعمار.
برنامج الأغذية العالمي/سوزان فينتون

ثم تأتي قضية إعادة الإعمار. وقال رينارد في هذا الشأن: "الهدنة شيء، لكن كيف تبدو عملية إعادة البناء هو شيء آخر. فهناك قنابل غير منفجرة في كل مكان. فقد تم تدمير الكثير في القطاع الزراعي – من تربية الدواجن إلى زراعة الفواكه والخضروات."


وبالإضافة إلى إعادة بناء الطرق التالفة، قد يكون نقطة الانطلاق لبرنامج الأغذية العالمي هي استعادة المطاحن ومصانع تجهيز الأغذية، والتي تشير التقييمات إلى أنها "قابلة للتنفيذ".
 

A man in an organ vest with a WFP logo on its back observes a construction tractor scooping rocks on a desert road
أتم برنامج الأغذية العالمي إصلاح طريق رغم كل الصعاب في أكتوبر – يجب تنفيذ إجراءات مماثلة في الأشهر القادمة لتدفق المساعدات بحرية. صورة: برنامج الأغذية العالمي/ على جاد الله

كان رينارد في غزة عندما تم الإعلان عن الهدنة، حيث قال: "لأول مرة منذ بدء الحرب، لم يكن الناس يخشون على حياتهم." وأضاف: "لكن الآن بدأ هذا الشعور بعدم اليقين يتسلل مرة أخرى... 16 شهرًا دون يوم واحد لم ينفجر فيه قنبلة بالقرب منهم. من الصعب جدًا شرح ذلك لأي شخص لأنه غير مسبوق."


أكد رينارد على أهمية استمرار التدفق الحالي للمساعدات. وقال: "يجب أن تبقى الهدنة قائمة، ويجب أن تبقى جميع المعابر الحدودية مفتوحة وتعمل بكامل طاقتها. فلا مجال للرجوع إلى الوراء."
 

الضفة الغربية في دائرة الضوء

قال رينارد: "لو لم تكن غزة تستحوذ على كل الاهتمام، لكان العالم يتحدث عن سرعة تدهور الوضع في الضفة الغربية." حيث ظهرت دبابات في الضفة لأول مرة منذ عام 2002، في حين تم تهجير 40,000 شخص يعيشون في مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم ونور شمس.


وتضاعف نطاق عمل برنامج الأغذية العالمي في الضفة الغربية سبع مرات منذ بداية الحرب: "مخاوفنا الكبرى هي تجنب انهيار السوق. فإذا حدث ذلك، ستكون مسألة مختلفة – سنتحدث عن 3 ملايين شخص يفقدون إمكانية الوصول إلى سبل معيشتهم الأساسية."
 

Two women check food items from a World Food Programme (WFP) food parcel in a warehouse filled with similar boxes. One is seated, examining a package, while the other unpacks.
في خان يونس، يفحص موظفو برنامج الأغذية العالمي صناديق تم تسليمها عبر معبر كرم أبو سالم بعد 19 يناير. صورة: برنامج الأغذية العالمي/مكتبة الصور

حاليًا، يوفر برنامج الأغذية العالمي قسائم غذائية لنحو 200,000 شخص من أفقر الناس لتعزيز ما توفره شبكة الأمان الوطنية الحالية. كما قام أيضاً بعملية توزيع للمساعدات النقدية لمرة واحدة على 5,000 شخص نزحوا مؤخرًا من المخيمات في شمال الضفة الغربية.


ومن ناحية صعوبة الأمر ومدى تعقيده، قال رينارد إن "الضفة الغربية تختلف عن غزة – فلديك مجموعات سكانية مختلطة، حيث يعيش الفلسطينيون والإسرائيليون جنبًا إلى جنب، بالإضافة إلى المستوطنين." وأضاف: "لا يزال الاقتصاد يعمل، فالناس هناك يمكنهم شراء الغذاء. ونأمل أن يظل الأمر كذلك."


يحتاج برنامج الأغذية العالمي إلى 254 مليون دولار أمريكي خلال الستة أشهر المقبلة لتقديم مساعدات طارئة لما يصل إلى 1.4 مليون شخص في غزة والضفة الغربية.
 

تبرعوا لدعم عمل برنامج الأغذية العالمي في غزة والضفة الغربية

الآن هو الوقت المناسب
لاتخاذ خطوة

يعتمد برنامج الأغذية العالمي على المساهمات الطوعية بالكامل لذا فإن لكل تبرع قيمته
تبرّع الآن