’إن استمر النزاع على هذا المنوال، سنواجه كارثة‘
الوضع مؤلم جداً بالنسبة لنا جميعاً، نحن العاملون في إدلب؛ ففي نهاية اليوم، تود أن تخلد إلى النوم وأنت تشعر بالرضا لأنك فعلت ما بوسعك لمساعدة الآخرين، إلا أنَّ الأسر تأتي إلى مخيمات مكتظة بالفعل، ويحتاجون إلى كل شيء – أغطية، وأدوية، وخيام، وبلا شك الغذاء.
أُصيب الناس باليأس وفقدوا الأمل في مستقبلٍ أفضل
على مر الأسابيع القليلة الماضية، شاهدنا أسراً تفر إلى القرية أو البلدة المجاورة على أمل أن يتوقف النزاع ويتمكنوا من العودة إلى منازلهم، مجازفين بحياتهم بسيرهم على الطريق واستنفاد جميع مدخراتهم على مصاريف النقل الباهظة. وعندما يصلون إلى المخيمات في نهاية الأمر، يجدونها مزدحمة بالفعل.
وقد ازدادت أسعار الوقود، والغاز، والحطب زيادةً هائلةً منذ تصاعد النزاع، ولا يستطيع معظم الناس حالياً الحصول عليها، فضلاً عن ندرة المنازل المعروضة للإيجار وارتفاع ثمنها.
التقيت بطفل لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره، كان معه خمس قطع من البسكويت يتوسل إلى الناس كي يشتروها منه.
وصادفت مؤخراً حالة صعبة فهناك ثماني أسر يعيشون معاً في منزلٍ واحد مكتظ في ظروف غير صحية. وتنصب الأسر الخيام على منحدرات الجبال الصخرية، حيث يحرقون البلاستيك والملابس القديمة ليستدفئوا بها، ويسبب الدخان صعوبةً في التنفس لدى بعض الأطفال.
نظرًا لأنني لدي طفلان، فعندما نصل إلى أحد المخيمات لتوزيع المساعدات الغذائية، أحرص دائماً أن يكون الأطفال في صدارة الأولويات. وقد لقيت طفلاً لا يتجاوز الحادية عشرة من عمره، كان معه خمس قطع من البسكويت يتوسل إلى الناس كي يشتروها منه. أُصيب الناس باليأس وفقدوا الأمل في مستقبلٍ أفضل، وأصبحوا يقاسوا ما يحدث في صمت.
على الرغم من أهمية العمل الذي نقوم به، إلا أنه ليس كافياً. أتمنى أن يكون أول ما أسمعه عندما أستيقظ غداً أن السلام قد ساد في سوريا، وأن الأسر لم تعد مضطرة إلى تحمّل مرارة النزوح وبإمكانهم جميعاً العودة إلى منازلهم وبدء حياة جديدة.
يعمل برنامج الأغذية العالمي مع شركاء له في إدلب وفي مختلف أنحاء الشمال الغربي. وحتى الآن، قدَّم مساعدات منقذة للحياة إلى 1.2 مليون شخص، أكثر من 80% منهم نساء وأطفال. ويعيش حالياً خمسة وسبعون بالمائة من السوريين في حالة فقر. وما لم يُتوصل إلى حلول سلمية، سيدفع المزيد من الأشخاص ثمن النزاع الدائر. يجب أن تظل ممرات الوصول إليهم مفتوحة حتى يتمكن البرنامج وشركاؤه من مواصلة إيصال المساعدات إليهم لتلبية الاحتياجات الضرورية.
السوريون بحاجة إلى مساعدتنا أكثر من أي وقت مضى. يُرجى التبرع الآن