تقرير جديد يحذر: الطريق طويل أمام تحقيق الأمن الغذائي في لبنان
بعد تصاعد النزاع في لبنان في سبتمبر/أيلول الماضي، نزح حوالي 1.2 مليون شخص من منازلهم.
وقال ماثيو هولينجورث، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في بيروت: "بينما يعود الكثيرون الآن إلى ديارهم، يواجه آخرون الواقع المدمر بعدم وجود منزل يعودون إليه".
وأضاف: "ستة وستون يومًا من الحرب تركت أثرًا بالغًا. ما يقارب ثلث سكان البلاد (من أصل 5.8 مليون نسمة) يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد".
وأكد تقرير نُشر مؤخراً (17 يناير/كانون الأول) أن 202,000 شخص يواجهون الآن مستويات "طارئة" من انعدام الأمن الغذائي في البلاد – وهو ضعف العدد المسجل قبل وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني.
يُظهر التقرير أن عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي المزمن في لبنان سيؤدي إلى إبطاء أي تحسن في الظروف المعيشية والفرص. ووفقًا لأحدث أرقام تصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل – وهو المعيار العالمي لقياس انعدام الأمن الغذائي – ستظل العائلات تكافح خلال الأشهر الثلاثة المقبلة مع محاولات الأسواق للتعافي، حيث أدى النزاع إلى تعطيل النشاط الاقتصادي وسبل العيش في جميع القطاعات.
ويخطط برنامج الأغذية العالمي في عام 2025 لتقديم المساعدة إلى2.5 مليون شخص في لبنان، بينهم حوالي 900,000 لاجئ سوري. وفي العام الماضي، قدمنا المساعدة الغذائية إلى 750,000 شخص نزحوا بسبب القتال، عبر توفير وجبات ساخنة، وإمدادات غذائية، ومساعدات نقدية للأشخاص في الملاجئ والمجتمعات المضيفة.
ورغم ذلك، لا يزال سوء التغذية يشكل تهديدًا حقيقيًا، خاصة بين الأطفال والمراهقين والنساء. ووفقًا لدراسة أوردها التقرير، فإن ثلاثة من كل أربعة أطفال دون سن الخامسة لا يحصلون على تنوع كافٍ في وجباتهم الغذائية، مما يعرضهم لخطر التقزم (ضعف النمو بسبب سوء التغذية) والهزال (انخفاض الوزن مقارنة بالطول).
"حملي هو الشيء الوحيد الذي يجعلني أنسى الحرب"
من بين الأشخاص الذين يساعدهم برنامج الأغذية العالمي في لبنان، نادية (تم حجب اسم العائلة حفاظًا على خصوصيتها)، وهي ممرضة في أوائل الثلاثينيات من عمرها، حامل بتوأم. اضطرت نادية وزوجها إلى مغادرة منزلهما في جنوب لبنان بعد تصاعد الهجمات عند الحدود بين إسرائيل ولبنان في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
انتقلا من مكان إلى آخر، وفي إحدى المرات، خوفًا من عدم وجود أي مكان آمن في لبنان، عبرا الحدود إلى سوريا. وقالت: "كانت رحلة طويلة، لكن بعد أسبوعين قررت العودة مهما كان الأمر".
وأخيرًا، استقرت العائلة في عرمون، وهي بلدة تبعد 22 كم عن بيروت. وقالت نادية: "حملي هو الشيء الوحيد الذي يجعلني أنسى الحرب".
وأضافت: "أنا في الشهر الخامس... وأخبرني طبيبي أن أهتم بالتغذية. كما أحتاج إلى تناول المكملات الغذائية – الحديد والكالسيوم وأدوية لتنشيط الدورة الدموية لأنني أعاني من تقلصات في ساقي".
وتحصل نادية على 65 دولارًا أمريكيًا شهريًا من برنامج الأغذية العالمي لتغطية النفقات الأساسية. لكنها تخشى أن تحتاج إلى عملية قيصرية لا تستطيع تحمل تكاليفها، بينما يعاني زوجها بسبب صعوبة العثور على عمل في مجال الرسم والديكور.
ورغم ذلك، تقول: "الحمد لله نحن بأمان الآن"، مسترجعة تصاعد النزاع في سبتمبر/أيلول. وأضافت: "كنت خائفة جدًا من الطائرات الحربية وهي تخترق حاجز الصوت. كنا نرى الضاحية الجنوبية لبيروت تُقصف من هنا".
وتابعت قائلة: "كنت قد جهزت منزلي لاستقبال الضيوف عندما اندلعت الحرب. كنا قد انتقلنا للتو كزوجين حديثين. ذهبت لزيارة عائلتي، ثم اندلعت الحرب. واختفى كل الفرح".
برنامج الأغذية العالمي بحاجة ماسة إلى 351 مليون دولار أمريكي لتقديم المساعدات الطارئة في لبنان حتى مايو/أيار 2025.