لماذا تحتاج النساء والفتيات في اليمن إلى دعم البرنامج أكثر من أي وقت مضى
الجوع أمر في غاية القسوة على الجميع. النساء – ولا سيما في أوقات الحرب – هن أكثر الفئات تعرضاً للخطر من المعاناة التي تتسبب فيها الحرب. فالنساء يتناولن طعامهن بعد الجميع ولا يأكلن سوى أقل القليل. وتجبر النساء في الأغلب على ترك التعليم أو الزواج المبكر عندما لا يتوفر ما يكفي من الغذاء.
اليمن ليست استثناء عن القاعدة، وفي الوقت الذي يدخل فيه النزاع الدائر عامه السادس، تجد النساء أنفسهن وسط ظروف تتزايد صعوبتها يوماً بعد يوم. ولكن النساء قادرات دائماً على الصمود، ولذلك، على الرغم من المعاناة، فإن النساء يجدن وسائل للاحتفاظ بالأمل والقوة.
في اليمن، تواجه النساء والفتيات تحديات مماثلة لتلك التي تواجهها النساء في أي بلد ضعيف؛ فالحمل يجعلهن أكثر عرضة للإصابة بسوء التغذية، ودورهن كمقدمات للرعاية يمكن أن يجعلهن متفانيات لحد الضرر، ويتنازلن عن الطعام حتى يتمكن أطفالهن من تناول هذا الطعام.
إن الحرب التي تسود البلاد تثقل كاهلهن بتحديات إضافية. وفراراً من العنف، تفقد النساء مجتمعاتهن وأنظمة الدعم الأساسية. وتضطر الكثير من الفتيات إلى ترك المدارس، بسبب عدم قدرة أسرهن على تحمل مصروفاتها.
تجسد قصة حنان هذه المشكلة. فقد تركت المدرسة بعد عام من بدء النزاع، وكان عمرها 14 عامًا. وسرعان ما أصبح من غير الممكن سداد الرسوم المدرسية، لذلك كان عليها البقاء في المنزل لرعاية إخوتها بدلاً من ذلك. وفي العام الماضي، تزوجت حنان بعد أن بلغت 18 عامًا.
من المؤسف أن هذه القصص شائعة للغاية ويعمل البرنامج على جعلها أقل شيوعاً من خلال دعم برامج التغذية المدرسية. وهذه البرامج تساعد على إبقاء الفتيات في المدرسة. إن توزيع الوجبات الخفيفة المغذية المجانية يحفز الآباء على إرسال أطفالهم إلى المدرسة. ويتوسع برنامج الأغذية العالمي حاليًا في إيصال الوجبات الخفيفة إلى 1.2 مليون طفل في جميع أنحاء اليمن. لقد بدأنا للتو برنامجًا تجريبيًا لتزويد الأطفال في المدرسة بالشطائر والفواكه الطازجة.
تم إطلاق المشروع التجريبي في عدن في فبراير/شباط، ويوفر المشروع فرص عمل للنساء في إعداد الشطائر، وجميع مكونات وجبات الغداء تأتي من مصادر محلية وهو أمر يدعم الأسواق المحلية. وتعتبر الشطائر مهمة للغاية في تحسين التغذية الشاملة للأطفال لأنها توفر لهم نصف احتياجاتهم اليومية من السعرات الحرارية. ويخطط برنامج الأغذية العالمي إلى توسيع مشروعه ليشمل أيضاً أجزاء أخرى من اليمن.
ومن بين النساء، تتأثر الأمهات بشكل خاص بالحرب والجوع؛ حيث تضحي الأمهات بنصيبهن من الطعام لضمان حصول أطفالهن على ما يكفيهم. ويمكن أن يجعلهن ذلك عرضة لخطر الإصابة بسوء التغذية، وإذا كن يرضعن رضاعة طبيعية، فإنهن لا يستطعن في الغالب إنتاج ما يكفي من الحليب لأطفالهن.
زينب
أحضرت زينب، وهي أم لثلاثة أطفال، مؤخراً طفلتها الرضيعة إلى العيادة التي يدعمها البرنامج في عدن. لم تكن زينب تعاني من أي مشكلة في إرضاع طفليها الأولين رضاعة طبيعية، إلا أنها لم تستطع إدرار ما يكفي من الحليب لإرضاع طفلتها الثالثة. ونتيجة لذلك، أصيبت الطفلة بسوء التغذية الحاد. وقد تم إعطاء زينب مكمل غذائي يتكون من مزيج من فول الصويا والقمح مصمم خصيصاً للأمهات الحوامل والمرضعات ليوفر لهن التغذية الضرورية.
في بعض الأحيان في اليمن، وحتى مع تخلي الأمهات عن كل شيء، إلا أنهن لا يزلن غير قادرات على توفير ما يكفي لأسرهن - وهو عبء يترتب عليه عواقب وخيمة. تعيش نسرين مع زوجها وطفليها في عدن في مخيم للنازحين داخلياً. وتحصل على مساعدة نقدية شهرية من برنامج الأغذية العالمي، لكن الزيادات الأخيرة في الأسعار تسببت في إضافة عبء جديد من أجل شراء ما يكفي من الغذاء.
تقول نسرين: "عندما ترتفع الأسعار، نلجأ إلى التكيف بتخطي الوجبات." وتضيف: "لا يمكننا توفير ثمن وجبة الغداء وفي بعض الأحيان لا نتناول وجبة العشاء."
إن حصول أي طفل على ما يكفيه من الغذاء هو أمر بالغ الأهمية، ولا سيما للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين يوم وعامين. وعدم حصول الأطفال على العناصر الغذائية المناسبة في أول 1000 يوم من حياتهم يمكن أن يؤدي إلى تأثير ضار يمتد إلى بقية حياتهم.
يدير برنامج الأغذية العالمي مراكز التغذية في جميع أنحاء اليمن، حيث يقدم الدعم التغذوي الخاص لحوالي 3 ملايين من الأمهات الحوامل والمرضعات والأطفال لعلاج ومنع سوء التغذية. وهدف برنامج الأغذية العالمي هو الوصول إلى كل امرأة حامل وكل أم لديها أطفال دون سن الثانية، وهو تحدٍ كبيرٍ في بلد يمزقه النزاع.
تحصل النساء والأطفال على جرعات شهرية من المكملات الغذائية ويطلب منهن العودة في الشهر التالي لإجراء فحص. وهذا الأمر ليس ممكنًا دائمًا لبعض الأمهات؛ لأن النقل مكلف، وفي الوقت نفسه تتغير مناطق احتدام الصراع باستمرار مما يجعل التنقل مستحيلًا.
المثابرة والقوة
تلقي الحرب بعبء ثقيل على النساء في اليمن، لكن على الرغم من الألم، فهن لازلن صامدات. فمن بين قصص معاناتهن أيضًا تجد قصص تعبر عن قدرتهن على الصمود والأمل والقوة.
تحصل نوال على مساعدات نقدية من برنامج الأغذية العالمي لشراء الغذاء. بدأت حياتها بالعمل كقابلة مدربة، وانتهى بها المطاف في مخيم للنازحين داخلياً بعد أن فرّت من العنف في مسقط رأسها في مدينة الحُديدة الساحلية. تركت كل شيء وراءها عندما هربت من منزلها، ولكنها لم تفقد رغبتها في المساعدة. وتواصل توليد الأمهات النازحات بسبب الحرب وترفض الحصول على أجر في مقابل ذلك.
النساء في المخيم يعتمدن عليها ويسمونها "الدكتورة نوال"، ودائمًا ما يوجد خارج خيمتها من يطلب المساعدة. لقد ساعدت في ولادة عدد لا يحصى من الأطفال في مخيم النازحين.
تقول نوال: "لأنني امرأة، أعرف جيداً كيف تعاني النساء عند الوضع." وتضيف: "ومن هنا أتلهف إلى مساعدة النساء وقت الولادة."
مع دخول اليمن عامها السادس من الحرب، ابتعدت الأزمة بعيداً عن بؤرة الاهتمام العالمي. ولكن لا يزال هناك العديد من النساء اللاتي يحتجن إلى الحصول على دعمنا.
المساعدة في اليمن تحدث فرقاً كبيراً. لقد أنقذ برنامج الأغذية العالمي الملايين من السقوط في هاوية المجاعة، ولكن لدينا حاليًا عجز في التمويل يزيد عن 800 مليون دولار أمريكي - وهو تمويل ضروري للوصول إلى 12 مليون شخص يعانون من الجوع الشديد كل شهر. وبدون دعم برنامج الأغذية العالمي المستمر، فإن الوضع في اليمن سيتدهور بسرعة.
عملية البرنامج في اليمن هي أكبر عملية يقوم بها برنامج الأغذية العالمي في العالم، حيث يدعم 12.5 مليون شخص - أكثر من ثلث السكان – بتقديم مساعدات غذائية شهرية. كما يقدم برنامج الأغذية العالمي في اليمن الدعم الغذائي للنساء والأطفال، ويدير مشروع التغذية المدرسية في أكثر من 1500 مدرسة ويدعم المجتمعات لإعادة بناء الأصول الرئيسية، مثل الطرق والمدارس وأنظمة الري، لوضعهم على طريق الاكتفاء الذاتي.
لقد ساعدت استجابة برنامج الأغذية العالمي للأزمة في اليمن حتى الآن على تفادي حدوث المجاعة. ولم يكن هذا المستوى من الاستجابة ممكنا بدون دعم الجهات المانحة وهي: الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والمساعدات الإماراتية، والاتحاد الأوروبي، وألمانيا متمثلة في الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية، والكويت، والمملكة المتحدة، واليابان، وصندوق الأمم المتحدة المركزي لمواجهة الطوارئ، والنرويج، وجمهورية كوريا، وكندا، وسويسرا، والسويد، والدنمارك، وأستراليا، وفنلندا، وإيطاليا، وقطر، وفرنسا، والنمسا، ولوكسمبورج، وروسيا، وجمهورية التشيك، وأيسلندا، وإستونيا، وسلوفينيا، وبلغاريا، وكرواتيا.
ساعد اليمنيين المحتاجين وتبرع الآن
تعرف علىى المزيد من المعلومات عن عمل برنامج الأغذية العالمي في اليمن