ماذا يعني رمضان بالنسبة لنا؟
فلسطين
تقول نهال ناصر الدين، التي تحتفل بمرور 12 عامًا على عملها كأخصائية تغذية في برنامج الأغذية العالمي: "رمضان بالنسبة لي هو شهر التسامح ومساعدة الجميع، أو الأشخاص الذين لم نفكر فيهم بسبب أيامنا المزدحمة، والتفكير في الآخرين."
في جميع أنحاء العالم، يستخدم برنامج الأغذية العالمي المساعدات النقدية لتمكين الناس من شراء الأطعمة التي يحتاجون إليها. ومع ذلك، في الضفة الغربية، يتلقى 37000 شخص من مجتمعات البدو والرعاة، بالإضافة إلى 35000 شخص في غزة، مساعدات غذائية عينية.
وتوضح نهال: "نحن نستهدف 426000 شخص من الفئات الأشد ضعفًا والأكثر فقرًا من الناحية الاجتماعية والاقتصادية من خلال منحهم القسائم - وهم الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر في الضفة الغربية وقطاع غزة."
قبل شهر رمضان بفترة وجيزة، أجرت نهال وزملاؤها مسابقة على تطبيق الرسائل الجماعية في منطقة H2 في الخليل، وهو "الجزء الأكثر تقييدًا في الضفة الغربية". وكانت المسابقة مخصصة للوصفات النباتية الغنية بالحديد، "لأن الكثيرين لم يعودوا قادرين على شراء اللحوم".
ومن بين 158 امرأة من العضوات في المجموعة ممن تلقين نصائح أسبوعية حول التغذية، شاركت 33 امرأة في المسابقة - على الرغم من وجود 40 فرصة للمشاركة. وتقول نهال، لقد كانت المشاركات الحريصات على الفوز قليلات، فقد قدمن أكثر من وصفة واحدة.
وفي نهاية المسابقة، تم الإعلان عن ثلاث فائزات بعد أن قدمن نفس الوصفة المكونة من أوراق القرنبيط المحشوة بالأرز والطماطم والخضروات.
تقول نهال: "لقد علمت بالأمر بمحض الصدفة. فأنا لم أكن أعلم أن أوراق القرنبيط غنية بالحديد أكثر من السبانخ." ثم توجهت لتسليم علب الهدايا التي تحتوي على أواني المطبخ كجوائز للفائزات.
"الطعام الصحي موجود في منزلك. إنه رخيص وفي المتناول. "
لقد جاءتني فكرة المسابقة لأننا، كما تقول نهال: "أجرينا بحثًا حول استهلاك الحديد ووجدنا أن الكثير من الناس يعتقدون أنهم لا يستطيعون العثور على الحديد إلا من مصادر حيوانية مثل اللحوم والدجاج التي لا يستطيعون تحمل تكلفتها." وتضيف: "لذلك لا يمكنهم تناول طعام صحي. وأردنا أن نعلمهم أنه يمكنهم إيجاد على الأطعمة الغنية بالحديد في ثلاجتهم، وأنهم ليسوا بحاجة إلى دفع الكثير."
وتضيف: "أريد أن أقول للناس إن الطعام الصحي موجود في منزلكم. إنه رخيص وفي المتناول."
تقول نهال إن الموظفين "الأقوياء" البالغ عددهم 40 موظفًا من مكتب برنامج الأغذية العالمي في فلسطين في القدس - يعملون في معزل عن حوالي 20 زميلًا يعملون في غزة - ويخرجون للاستمتاع بصحبة بعضهم بعضاً في وقت الإفطار، وهو الوقت الذي يفطر فيه المسلمون كل يوم في شهر رمضان.
تقول: "إنها فرصة بالنسبة لي شخصيًا، وهو أن أعيش لمدة 30 يومًا شعورًا يختلف عن باقي أيام السنة."
وتضيف نهال وهي أم لثلاثة أطفال: "داخل المكتب، تشعر بهذه الإيجابية. فنحن مسلمون ومسيحيون. وأصدقائي المسيحيون لا يشربون أو يأكلون أمامنا أبدًا. وهذا الاحترام نقدره لهم خاصةً خلال شهر رمضان."
العراق
كانت تالار كريم تعمل ضمن فريق المراقبة الميدانية مع مكتب برنامج الأغذية العالمي في السليمانية في العراق منذ ما يقرب من أربع سنوات. وقد عملت سابقًا مع المنظمات الإنسانية غير الحكومية في السليمانية وعاشت في النرويج لمدة عامين تقريبًا.
"يزداد ترابط أسرتنا عندما نتشارك في إعداد طعام الإفطار."
توضح تالار: "كان حلمي وهدفي منذ طفولتي أن أقوم بعمل إنساني وأن أقدم المساعدة للأسر التي لم يكن لديها ما يكفيها. لقد رأيت احتياجات الناس، سواء في العراق أو في أي مكان آخر، وأردت المساعدة."
وكما تقول تالار: "إن الطعام يمثل أيضًا جزءًا كبيرًا من ثقافة أسرتي. فأنا أحب الطهي والحصول على الأفكار من أسواق الطعام المحلية لدينا. وتترابط أسرتنا عندما نتشارك معًا في إعداد طعام الإفطار. وقد بذلت الكثير من الجهد لإعداد حساء العدس المطبوخ في المنزل والأرز والدجاج."
وتضيف: "وأحيانًا أعد طبق البامية باللحم. ومن خلال صومنا في شهر رمضان، أعرف جيداً كيف يكون الشعور بالجوع، والعطش، وكيف يصعب التفكير في أي شيء آخر. وعندما نزور أسر النازحين واللاجئين في مخيمات السليمانية طوال شهر رمضان، أتساءل هل يمكنهم تحمل نفقات الإفطار يوميًا؟ هل لديهم ما يكفيهم؟ وأستمع إلى مخاوفهم واحتياجاتهم. وأنا أعمل بجد لأكون جزءًا من الحل الذي يقدمه برنامج الأغذية العالمي."
ولأن تالار تربطها علاقات وثيقة مع كل من العراق والنرويج، فإن موضوع بناء السلام قريب إلى قلبها. وهي- منذ فترة طويلة- من المدافعين عن العمل من أجل السلام في العراق، فضلاً عن كونها عضوًا نشطًا في شبكات شباب برنامج الأغذية العالمي وخريجي المعهد الدولي لدراسات السلام والتنمية. وتقول تالار: "نحن نتشارك الدروس المستفادة والأفكار، ونقترح أفكار جديدة حول عملنا في مجال الجوع والتنمية والسلام. وقد ساعدتني هذه الأنشطة وزياراتنا الميدانية على البقاء متحمسةً حتى أثناء صيامي ".