عائشة: فلسطينية تعمل في تربية النحل تتذوق طعم النجاح
تقول عائشة: "إن الملكة لم تعد حتى الآن - لا بد أنها لا تزال تتجول في أنحاء أريحا."
في أحد أيام شهر مايو الحارة في مدينة أريحا الواقعة في الضفة الغربية لفلسطين، التقيت بعائشة في عملها وهي مغطاة من رأسها حتى أخمص قدميها. وهي واحدة من ثلاثة من مربي النحل في المدينة.
قالت لي عائشة: "هل أنت على استعداد للقاء النحل؟"
لطالما كانت عائشة مفتونة بتربية النحل، وما بدأ معها كهواية أصبح مشروعًا مربحًا. فقد تلقت تدريبًا من وزارة الزراعة منذ عدة سنوات وترعى خليتي نحل منذ ذلك الحين. وساعدها دخلها على إرسال ابنتها إلى كلية الحقوق ورعاية والدتها المسنة.
وتقول: "لم أكمل تعليمي، لكني أريد أن أعمل. وأريد أن أساهم في إدرار الدخل لأسرتي. إن عمل زوجي لا يجلب لنا المال الكافي. والآن أنا فخورة بنفسي. فأنا أعمل بيدي في مشروع يساعدني على إعالة أسرتي."
والآن، بدأ مشروع عائشة في الازدهار بعد أن قام برنامج الأغذية العالمي ومنظمة شريكة- وهي معهد الأبحاث التطبيقية بالقدس- بتيسير تسع خلايا نحل لمساعدتها على تنمية مشروعها.
ويدعم برنامج الأغذية العالمي المشروعات الصغيرة المتخصصة في زراعة وإنتاج الأغذية في غزة والضفة الغربية. وقد استفاد أكثر من 6000 شخص من 675 تدخلاً من بينها خلايا النحل ونظام الزراعة المائية وتربية الماشية والصوبات الزراعية التي تساعد الأسر على كسب الدخل وتحمل الصدمات المناخية بشكل أفضل.
لقد أثرت سنوات من النزاع الممتد والظروف المناخية القاسية والركود الاقتصادي على الفلسطينيين. وتتميز فلسطين بمناخها الحار والجاف، وقد شهدت ارتفاعًا في درجات الحرارة على مدار الخمسين عامًا الماضية. إنها واحدة من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على الرغم من مساهمتها الضئيلة في الانبعاثات العالمية.
وفي طريقك للوصول إلى منزل عائشة على تلال أريحا، ستمر عبر الأراضي الزراعية المهجورة والينابيع الجافة وعدد متزايد من أعمال التشييد والبناء. فقد كانت أريحا ذات يوم منطقة زراعية، لكن ارتفاع درجات الحرارة وتقييد الوصول إلى المياه وارتفاع أسعار الوقود جعلت الزراعة أكثر صعوبة وأعلى تكلفة. ومع عدم قدرة بعض المزارعين على تلبية احتياجاتهم الغذائية، قرروا بدلاً من ذلك العمل كعمال مؤقتين.
وثمة حاجة ماسة إلى توفير حلول مبتكرة لمساعدة الأسر على التكيف. وفي حين أن تربية النحل هي تقليد قديم قدم الزمن، فهي نادرة في أرض حارة مثل أريحا.
وتقول عائشة: "الحرارة العالية تضر بالنحل، لذلك قمت ببناء ملاجئ من الورق المقوى ورش الماء البارد على الأرض من حولهم للحفاظ على درجة حرارة أقل."
وتخطط عائشة لتوسيع تجارتها في العسل لتبدأ بصناعة الشموع ومستحضرات التجميل. وهي حريصة على الاستفادة من قاعدة عملائها الموثوق بهم.
وتقول: "أشجع كل امرأة على العثور على هواية لها، وبدء مشروعها الخاص، والتفاني في عملها." وتضيف: "لا شيء يجلب السلام والطمأنينة أكثر من قدرة المرء على إعالة نفسه."
لقد أدى ارتفاع أسعار الغذاء والوقود العالمية، التي ازدادت سوءًا بسبب الأزمة الأوكرانية، إلى تفاقم الصعوبات التي يواجهها مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يكافحون بالفعل لتوفير الغذاء لأسرهم. وخلال الشهرين الماضيين، ارتفعت أسعار دقيق القمح بنحو 30 في المائة، وارتفعت أسعار السلع الأساسية مثل الزيت والخضراوات ارتفاعًا كبيرًا.
وتجدر الإشارة إلى أن برنامج الأغذية العالمي يوفر قسائم إلكترونية لأكثر من 300000 شخص كل شهر، ولكن مع ارتفاع الأسعار، لم يعد بإمكان الناس شراء القدر نفسه من الأغذية بالقدر نفسه من المال كما اعتادوا من قبل. وباعتبار فلسطين بلدًا يعتمد على الاستيراد، فإنها معرضة بشكل كبير للصدمات العالمية. وتقلل التدخلات التي تستهدف بناء القدرة على الصمود ودعم سبل كسب العيش من اعتماد الناس على المساعدات وتضمن أن توفر لهم شبكة أمان يمكنهم الاعتماد عليها في أوقات الأزمات.