Skip to main content

في غزة: من المعاناة إلى الأمل

على الرغم من الظروف الصعبة الذي يعيشها الفلسطينيون في غزة، تساهم قسائم برنامج الأغذية العالمي (أو التحويلات النقدية) في دعم الاقتصاد الفلسطيني بالإضافة إلى أنها تمثل مصدر اً أساسياً للغذاء بالنسبة للأسر المستضعفة التي تعتمد بشكل كبير على تلك المساعدات الشهرية لتلبية احتياجتها الغذائية.
, ياسمين أبو العسل
عزة، 45 سنة، مع ابنتها الصغرى زينب، 5 سنوات في منزلهما في خان يونس، قطاع غزة. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/خالد أبو شعبان
عزة، 45 سنة، مع ابنتها الصغرى زينب، 5 سنوات في منزلهما في خان يونس، قطاع غزة. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/خالد أبو شعبان

اعتقدت عزة أن الزواج في السابعة عشرة من عمرها، سيغير رحلتها الحياتية ويخرجها من غزة: من الحرمان إلى سعة الرزق.

عمل جميل زوج عزة، سائقاً في أبو ظبي، وكانت تأمل عزة في الانضمام إليه هناك. لكن هذا لم يحدث أبداً. لقد بقيت عزة في غزة طوال زواجهما ومع نمو أسرتها، وجدت نفسها تدير أسرة من ثمانية أطفال. يقوم جميل بزيارتهم مرة كل عام ويرسل لهم المال كل شهر.

موارد أقل ومخاوف متزايدة

تتذكر عزة: "عاد زوجي إلى منزلنا في عام 2012 بعد فقده لوظيفته، وهذه الضربة غير المتوقعة جعلت حياتنا أكثر صعوبة"، ثم أضافت: "لقد كنت قلقه أكثر بشأن مستقبل أطفالي وشعرت بالإحباط عندما رأيت يأس زوجي بسبب عجزه عن توفير احتياجاتنا الأساسية."

صورة: برنامج الأغذية العالمي/خالد أبو شعبان
صورة: برنامج الأغذية العالمي/خالد أبو شعبان.

 

تقول عزة بينما تقوم بالتسوق الأسبوعي في المتجر المجاور لها مع ابنتها الصغرى زينب: "لقد ساعدتني الأطعمة التي نتلقاها من خلال قسيمة البرنامج الإلكترونية على التأقلم ومنحتني راحة البال."

المساعدات الغذائية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي هي شبكة أمان أساسية للنساء والأطفال الأكثر فقراً الذين يتحملون وطأة العواقب الوخيمة للنزاع الذي طال أمده في فلسطين، ليجنبهم معاناة إنسانية إضافية ويعزز صمودهم في مواجهة المصاعب المتزايدة.

يقدم البرنامج قسائم غذائية إلكترونية لأكثر من 260000 شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي في غزة والضفة الغربية.

تستخدم الأسر المستضعفة القسائم الإلكترونية التوي يوفرها برنامج الأغذية العالمي لشراء مجموعة متنوعة من الأطعمة المغذية مثل منتجات الألبان والبيض والحبوب والخضروات المجمدة واللحوم من المتاجر المحلية. اختارت عزة السمك لوجبة الغداء في تلك الليلة!
تستخدم الأسر المستضعفة القسائم الإلكترونية التوي يوفرها برنامج الأغذية العالمي لشراء مجموعة متنوعة من الأطعمة المغذية مثل منتجات الألبان والبيض والحبوب والخضروات المجمدة واللحوم من المتاجر المحلية. اختارت عزة السمك لوجبة الغداء في تلك الليلة! صورة: برنامج الأغذية العالمي/خالد أبو شعبان

 

تساهم قسائم برنامج الأغذية العالمي في دعم المشروعات الصغيرة مثل المتاجر ومنتجي الأغذية في ظل اقتصاد غزة المقيد. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/خالد أبو شعبان
تساهم قسائم برنامج الأغذية العالمي في دعم المشروعات الصغيرة مثل المتاجر ومنتجي الأغذية في ظل اقتصاد غزة المقيد. صورة: برنامج الأغذية العالمي/خالد أبو شعبان

 

من جد وجد

بعد بضعة أشهر من عودة زوجها إلى المنزل، رفضت عزة الاستسلام للعجز والشفقة على النفس.

وبمساعدة محمود أكبر ابنائها سناً، بدأت مشروعاً صغيراً في فناء منزلها الخلفي. تقول عزة: "لقد ساعدني محمود على شراء 12 دجاجة لتربيتها وبيع بيضها لكسب بعض المال الإضافي". ثم تضيف: " إن شغفي لبناء مستقبل أفضل لأطفالي هو ما يحركني، وهذا العمل الصغير يساعدني على دفع الرسوم المدرسية."

عزة تنظر بفخر إلى الحمام في فناء منزلها الخلفي. صورة: برنامج الأغذية العالمي/خالد أبو شعبان
عزة تنظر بفخر إلى الحمام في فناء منزلها الخلفي. صورة: برنامج الأغذية العالمي/خالد أبو شعبان

 

"أبيع 30 بيضة كل خمسة أيام مقابل 20 شيكل (1 شيكل = 0.28 دولار أمريكي) كما أعتني بالحمام الخاص بأخت زوجي وأكسب من 60 إلى 80 شيكل أسبوعياً عندما أقوم ببيع ثلاثة أزواج من الحمام."

وبسبب سعادتها الغامرة ونجاحها المبدئي الذي يشجعها على المضي قدماً، بدأت عزة في مشروعها الجديد. منذ نحو ستة أشهر، قررت عزة توظيف مهاراتها المتميزة في إعداد الخبز والمعجنات. "لقد طرحت الفكرة على عمار، صاحب المتجر الذي أستخدم فيه قسيمة برنامج الأغذية العالمي الخاصة بي. تقول عزة: "لقد كان كريماً جداً معي وأتاح لي بيع معجناتي في متجره". وتكرس عزة يومي الخميس والجمعة لتحضير العجينة وخبز 120 قطعة من المعجنات.

زينب تنظر بفخر إلى أمها المثابرة.  صورة: برنامج الأغذية العالمي/خالد أبو شعبان
زينب تنظر بفخر إلى أمها المكافحة. صورة: برنامج الأغذية العالمي/خالد أبو شعبان

 

كل هذا من أجل أطفالي

"سأبذل قصارى جهدي لتحسين حياة أطفالي."

عندما سئلت عن أمانيها، أسرعت عزة بالقول "أتمنى أن أتمكن من امتلاك غسالة أوتوماتيكية لأن ذراعي متعبة للغاية من عجن العجين."

ولكن بعد تروي، طلبت عزة تجاهل تلك الرغبة وتحدثت عن حلمها الكبير: "حلمي هو أن تنحسر ظروفنا الصعبة، ولذلك سأبذل قصارى جهدي لتحسين حياة أطفالي."

عزة هي واحدة من 260 ألف شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي في غزة والضفة الغربية ويحصلون على القسائم الغذائية التي يوفرها برنامج الأغذية العالمي وذلك بفضل الدعم السخي من الجهات المانحة التي تتضمن كندا وإدارة المساعدات الانسانية والحماية المدنية التابعة للمفوضية الأوروبية وفرنسا وألمانيا وجمعية الهلال الأحمر الكويتية والصناديق المتعددة الأطراف وإسبانيا وسويسرا ومؤسسة القلب الكبير وغيرها من الجهات المانحة الخاصة.