أسرة سورية تبدأ حياة جديدة في تركيا
تقول داليا، اللاجئة السورية، 38 عاماً، وهي تتذكر كيف بدأت رحلتها إلى تركيا:"لقد أجبرنا القصف المكثف والغارات الجوية على الفرار من ديارنا. فكل ما كنا نتمناه في ذلك الوقت هو توفير المأوى الآمن لأطفالي."
وعندما كانا في وطنهما، اعتادت داليا وزوجها على العمل كمزارعين. وكان مصدر الدخل الرئيسي للأسرة يأتي من زراعة المحاصيل، وقطاف الفاكهة، مثل البرقوق والتفاح والزيتون، وإنتاج زيت الزيتون. وكانت حياة بسيطة لكنها مرضية. ثم اندلعت الحرب وقلبت كل شيء رأساً على عقب.
وتستفيض داليا قائلةً: "لقد انتقلنا إلى تركيا في عام 2011 مع زوجي وسرعان ما استقر بنا الحال في مخيم في محافظة هاتاي."
غير أن هذا الشعور بالاستقرار النسبي لم يدم طويلا. فبعد مرور عام واحد، قُتل زوج داليا أثناء زيارته لسوريا. وبذلك أصبحت داليا العائل الوحيد للأسرة.
لقد كانت الحياة قاسية جدًا على داليا، لكنها تتمتع اليوم بكل ما كانت تتوق إليه عندما فرت من بلدها الذي مزقته النزاعات. وهي تعيش حاليًا في مخيم في محافظة هاتاي الجنوبية، بدعم من الحكومة التركية، وتتلقى مساعدات شهرية من برنامج الأغذية العالمي وشريكه الهلال الأحمر التركي منذ عام 2012.
وتضيف داليا: "عندما وصلت إلى تركيا لأول مرة، كان كل ما يشغلني أمران رئيسيان -هما الحصول على المأوى والطعام. إن العيش في مكان آمن والحصول على الأغذية الأساسية مثل اللبن والبيض والخبز هو أكثر ما يهمني."
وفي عام 2017، أي بعد ست سنوات من اللجوء إلى تركيا، توجهت داليا وأطفالها أحمد ونور وعبد الكريم إلى سوريا لزيارة قبر زوجها لكن الأمور لم تسر وفق ما كان مخطط له. تقول داليا: "أمضينا سبعة أيام تحت شجرة بسبب الغارات الجوية."
ولقد بدأت داليا، التي تتمتع بالفعل بخبرة في مجال الزراعة، مؤخرًا عملها في إحدى الصوبات داخل المخيمات حيث تعتني بالخضراوات وأشجار الفاكهة. إن التواجد داخل الحقل يعطي الكثير من راحة البال. لكن ليس هذا فحسب. فبالنسبة لداليا، يعد هذا العمل استثمارًا رائعًا للوقت وفرصة جيدة لكسب دخل إضافي، خاصة وأن جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) تسببت في فرض قيود على التنقل، مما ترتب عليه خسارة العديد من اللاجئين في المخيمات لدخولهم الإضافية. تقول داليا: "أنا أشعر بالسعادة لأن لدينا مثل هذه الفرص داخل المخيمات كما أنني أستطيع رؤية أطفالي خلال ساعات العمل. أنا أحمد الله على كل شيء."
في إطار برنامج البطاقات الغذائية الإلكترونية المطبق منذ عام 2012، يدعم برنامج الأغذية العالمي والهلال الأحمر التركي السوريين الخاضعين للحماية المؤقتة وغيرهم من اللاجئين الخاضعين للحماية الدولية المقيمين في مراكز الإقامة المؤقتة (مخيمات اللاجئين) في جنوب شرق تركيا. ويتم شحن القسائم الإلكترونية (Kızılaykart) بمبلغ 14 دولار أمريكي، منها 12 دولار أمريكي مخصصة للمواد الغذائية. ويمكن استبدال هذه البطاقات في الأسواق والمتاجر المتعاقد معها داخل المخيمات.
وبفضل المساهمات السخية المقدمة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية واليابان وكوريا والنرويج، يستطيع برنامج الأغذية العالمي والهلال الأحمر التركي تنفيذ هذا البرنامج الذي يمثل شريان الحياة لحوالي 50000 لاجئ ممن عانوا من الحرب المطولة وبحثوا عن مأوى ليضمنوا الأمان لذويهم.