Skip to main content

أسرة سورية تبدأ حياة جديدة في تركيا

عندما يصبح الأمان أمرًا صعب المنال، فلا يعود بإمكانك سوى التخلي عن كل شيء. هكذا شعرت داليا، وهي أم لثلاثة أطفال، في عام 2011 عندما قررت هي وزوجها الفرار من مدينة إدلب، مسقط رأسهما في سوريا، إلى تركيا المجاورة.
, ميليسا لوكي
Melissa Loukieh
نور، ابنة داليا، تساعد شقيقها أحمد في أداء واجباته المدرسية في منزلهما في مخيم للاجئين في تركيا. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/محمد سمتاش

تقول داليا، اللاجئة السورية، 38 عاماً، وهي تتذكر كيف بدأت رحلتها إلى تركيا:"لقد أجبرنا القصف المكثف والغارات الجوية على الفرار من ديارنا. فكل ما كنا نتمناه في ذلك الوقت هو توفير المأوى الآمن لأطفالي."

وعندما كانا في وطنهما، اعتادت داليا وزوجها على العمل كمزارعين. وكان مصدر الدخل الرئيسي للأسرة يأتي من زراعة المحاصيل، وقطاف الفاكهة، مثل البرقوق والتفاح والزيتون، وإنتاج زيت الزيتون. وكانت حياة بسيطة لكنها مرضية. ثم اندلعت الحرب وقلبت كل شيء رأساً على عقب.

وتستفيض داليا قائلةً: "لقد انتقلنا إلى تركيا في عام 2011 مع زوجي وسرعان ما استقر بنا الحال في مخيم في محافظة هاتاي."

غير أن هذا الشعور بالاستقرار النسبي لم يدم طويلا. فبعد مرور عام واحد، قُتل زوج داليا أثناء زيارته لسوريا. وبذلك أصبحت داليا العائل الوحيد للأسرة.

Ahmad and his siblings riding their bicycles at the camps' open space
أحمد يلعب مع أخوته في المخيم. الصورة: برنامج الأغذية العالمي / محمد سمتاش

لقد كانت الحياة قاسية جدًا على داليا، لكنها تتمتع اليوم بكل ما كانت تتوق إليه عندما فرت من بلدها الذي مزقته النزاعات. وهي تعيش حاليًا في مخيم في محافظة هاتاي الجنوبية، بدعم من الحكومة التركية، وتتلقى مساعدات شهرية من برنامج الأغذية العالمي وشريكه الهلال الأحمر التركي منذ عام 2012.



وتضيف داليا: "عندما وصلت إلى تركيا لأول مرة، كان كل ما يشغلني أمران رئيسيان -هما الحصول على المأوى والطعام. إن العيش في مكان آمن والحصول على الأغذية الأساسية مثل اللبن والبيض والخبز هو أكثر ما يهمني."

وفي عام 2017، أي بعد ست سنوات من اللجوء إلى تركيا، توجهت داليا وأطفالها أحمد ونور وعبد الكريم إلى سوريا لزيارة قبر زوجها لكن الأمور لم تسر وفق ما كان مخطط له. تقول داليا: "أمضينا سبعة أيام تحت شجرة بسبب الغارات الجوية."

Dalia taking good care of the plants at the camp's greenhouse
داليا أثناء عملها في رعاية النباتات داخل صوبة المخيم. الصورة: برنامج الأغذية العالمي / محمد سمتاش
Medium photo of Ahmed smiling
لم يكن أحمد يتجاوز من العمر 11 شهرًا عندما وصل إلى تركيا. الصورة: برنامج الأغذية العالمي / محمد سمتاش

ولقد بدأت داليا، التي تتمتع بالفعل بخبرة في مجال الزراعة، مؤخرًا عملها في إحدى الصوبات داخل المخيمات حيث تعتني بالخضراوات وأشجار الفاكهة. إن التواجد داخل الحقل يعطي الكثير من راحة البال. لكن ليس هذا فحسب. فبالنسبة لداليا، يعد هذا العمل استثمارًا رائعًا للوقت وفرصة جيدة لكسب دخل إضافي، خاصة وأن جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) تسببت في فرض قيود على التنقل، مما ترتب عليه خسارة العديد من اللاجئين في المخيمات لدخولهم الإضافية. تقول داليا: "أنا أشعر بالسعادة لأن لدينا مثل هذه الفرص داخل المخيمات كما أنني أستطيع رؤية أطفالي خلال ساعات العمل. أنا أحمد الله على كل شيء."

في إطار برنامج البطاقات الغذائية الإلكترونية المطبق منذ عام 2012، يدعم برنامج الأغذية العالمي والهلال الأحمر التركي السوريين الخاضعين للحماية المؤقتة وغيرهم من اللاجئين الخاضعين للحماية الدولية المقيمين في مراكز الإقامة المؤقتة (مخيمات اللاجئين) في جنوب شرق تركيا. ويتم شحن القسائم الإلكترونية (Kızılaykart) بمبلغ 14 دولار أمريكي، منها 12 دولار أمريكي مخصصة للمواد الغذائية. ويمكن استبدال هذه البطاقات في الأسواق والمتاجر المتعاقد معها داخل المخيمات.

وبفضل المساهمات السخية المقدمة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية واليابان وكوريا والنرويج، يستطيع برنامج الأغذية العالمي والهلال الأحمر التركي تنفيذ هذا البرنامج الذي يمثل شريان الحياة لحوالي 50000 لاجئ ممن عانوا من الحرب المطولة وبحثوا عن مأوى ليضمنوا الأمان لذويهم.