Skip to main content

"أصعب شيء في عملي هو عدم تمكني من مساعدة الجميع"

أحد موظفي برنامج الأغذية العالمي في مخيم الزعتري للاجئين في الأردن يتحدث عن حبه لمساعدة الناس ورؤية ثمار الجهود المبذولة في تغيير حياتهم
, كتبت: دارا المصري
ناصر بردغاوي يستمد الحماس للعمل من الذين يعمل على خدمتهم. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/أحمد عطوي
ناصر بردغاوي يستمد الحماس للعمل من الذين يعمل على خدمتهم. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/أحمد عطوي

يعمل ناصر بردغاوي، من مدينة إربد - شمال الأردن - لدى برنامج الأغذية العالمي منذ تسع سنوات.


التحق ناصر بالعمل مع البرنامج في عام 2012 عندما بدأت الأزمة السورية وعبر اللاجئون السوريون الحدود الشمالية الأردنية. وكان ناصر يعمل مراقبًا ميدانيًا في إطار استجابة برنامج الأغذية العالمي لحالات الطوارئ؛ حيث قام بتوزيع الوجبات الساخنة على اللاجئين الذين توافدوا على الحدود.


يتذكر ناصر صورة الكثيرين وهم يسيرون نحو الساتر الترابي طلبًا للأمان. ويقول: "لقد كان وقتًا عصيبًا. كان يبدو على هؤلاء الفارين الإنهاك الشديد ولم يكن لديهم سوى الملابس التي كانوا يرتدونها."


ناصر أثناء عمله مع برنامج الأغذية العالمي على الحدود الشمالية في الأردن في عام 2012. الصورة: برنامج الأغذية العالمي / ناصر بردغاوي
ناصر أثناء عمله مع برنامج الأغذية العالمي على الحدود الشمالية في الأردن في عام 2012. الصورة: برنامج الأغذية العالمي / ناصر بردغاوي



حتى يومنا هذا، لا يزال ناصر يتذكر النظرات المضطربة على وجوه الأطفال والرجال والنساء المسنين المتعبين، والأمهات القلقات والآباء الذين يسيرون نحو الساتر الترابي ولا يعرفون ما ينتظرهم.


وكان ناصر يشعر بالفخر لكونه في الميدان لمساعدة الناس، وهو يقدم لهم وجبات ساخنة، ويطمئنهم أنهم أصبحوا في أمان.


شاهد على تأسيس مخيم الزعتري


شهد ناصر أيضًا تأسيس مخيم الزعتري في عام 2013، الذي أصبح ثان أكبر مخيم للاجئين في العالم؛ حيث يستضيف أكثر من 200 ألف لاجئ سوري.


وفي الوقت الحالي، أصبح مخيم الزعتري مأوىً لحوالي 77 ألف لاجئ سوري.


يقول ناصر: "لقد رأيت بنفسي كيف تطورت مساعداتنا من توزيع الوجبات الساخنة والعبوات والقسائم الغذائية إلى استخدام تكنولوجيا البلوك تشين (سلسلة الكتل) المبتكرة حيث يشتري المستفيدون ما يحتاجونه من الغذاء في غمضة عين".


يقدم برنامج الأغذية العالمي للاجئين الذين يعيشون في المخيمات المساعدات الغذائية من خلال التحويلات النقدية الشهرية. ومن بين مهام عمل ناصر كمسئول ميداني، عليه التأكد من أن محلات السوبر ماركت ومتاجر الخبز التي تعاقد معها البرنامج توفر للمستفيدين مواد غذائية طازجة وتتفق مع أفضل المعايير.


ناصر يتحدث إلى أحد اللاجئين في أحد المخبزين الموجودين في مخيم الزعتري للاجئين. تصوير: محمد عطيوي/ برنامج الأغذية العالمي
ناصر يتحدث إلى أحد اللاجئين في أحد المخبزين الموجودين في مخيم الزعتري للاجئين. تصوير: محمد عطيوي/ برنامج الأغذية العالمي



 


تنتج مخابز مخيم الزعتري حوالي 43 طنًا من الخبز يوميًا. ويتضمن ذلك الخبز المقدم لمخيم الأزرق للاجئين، والذي يتم توصيله إلى هناك من مخيم الزعتري يوميًا.


يقول ناصر: "إن التأكد من أن المخبز يعمل كل يوم أمر بالغ الأهمية، وإلا فإن 118 ألف لاجئ سوري يعيشون في كلا المخيمين لن يجدوا ما يحتاجون إليه من الخبز على موائدهم."


وجهٌ يثق به أهل المخيم


يقول ناصر: "أتذكر نجاح، وهي امرأة معوقة وصلت إلى الحدود على ظهر جارها". لقد حملها طوال الرحلة من منزلهم في سوريا إلى حدود الأردن. ولا يزال يزورها من وقت لآخر.


يقول ناصر: "أنا أحب عملي كثيرًا. فاللاجئون يثقون بي. وأنا من بين الوجوه الأولى التي تستقبلهم عندما يصلون إلى الأردن، فهم مثل الأسرة بالنسبة لي. إنهم يعرفون أننا هنا للمساعدة. وإنها مسؤولية كبيرة وأنا أشعر أن وظيفتي هي أن أجعلهم يشعرون بالأمان ويتمكنون من الوصول إلى ما يحتاجون إليه، وخاصة الطعام."


جائحة كورونا: البقاء في مخيم الزعتري لمدة شهرين


اضطر ناصر للبقاء في المخيم لمدة شهرين بسبب القيود المفروضة على التنقل عبر الأردن. وكان موظف البرنامج الوحيد الذي يتواجد في الميدان في مخيم الزعتري ويعمل على ضمان حصول اللاجئين على مساعدتهم الغذائية.


ناصر يرسل التقارير من المخيم لمدة شهرين أثناء فترة فرض القيود على التنقل عبر المملكة في مارس/آذار 2020.


يقول ناصر: "لم أستطع البقاء بعيدًا. إن مخيم الزعتري هو بمثابة بيتي الثاني، لذلك كنت سعيدًا بالمبيت هناك لضمان حصول سكان المخيم على الخدمات التي يحتاجون إليها، ولا سيما في مثل هذه الأوقات الحرجة."


ويضيف ناصر، الذي عمل ليلًا ونهارًا مع السلطات للتأكد من أن محلات السوبر ماركت والمخابز تعمل أثناء عمليات الإغلاق حتى يتمكن الناس من الحصول على المواد الغذائية: "لقد كان على رأس أولوياتي التأكد من حصول سكان المخيم على المواد الغذائية، إنها ليست مجرد وظيفة بالنسبة لي، إنها أسلوب حياة."


يفخر ناصر بعمله وبالدعم الذي يقدمه للاجئين. ويقول: "أصعب جزء في عملي هو عدم تمكني من مساعدة الجميع. ومع ذلك، فإن الاستيقاظ كل يوم وإحداث تغيير في حياة الناس هو شيء يدعوني للتفاؤل."


إن مساعدات برنامج الأغذية العالمي بمثابة شريان الحياة لنحو نصف مليون لاجئ في الأردن، معظمهم من سوريا بينما البقية من العراق والصومال والسودان واليمن.