Skip to main content

انفجار بيروت: برنامج الأغذية العالمي وشركاؤه يدعمون إعادة تشغيل المستشفيات

متطوعون من مشروع يدعمه برنامج الأغذية العالمي يساعدون في إعادة تشغيل المستشفيات التي تعرضت لأضرار بالغة.
, كتب: ادمون خوري
يبعد مستشفى روزير أقل من كيلومتر من ميناء بيروت المدمر. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/إدمون خوري
يبعد مستشفى روزير أقل من كيلومتر من ميناء بيروت المدمر. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/إدمون خوري

على الرغم من أن ناصر ديب يعيش على بعد أكثر من 80 كيلومترًا من ميناء بيروت، إلا أنه لم يكن قادرًا على التفكير في أي شيء آخر منذ يوم 4 أغسطس/آب، وهو اليوم الذي هز فيه الانفجار العاصمة بيروت. ناصر لم يستطع الوقوف مكتوف الأيدي، بل أراد أن يلعب دورًا أكبر.

 

جهز ناصر نفسه بمواد السلامة وانطلق برغبة جارفة في المساعدة، وتوجه إلى بيروت مع مائة شخص، يجمعهم نفس الدافع القوي، وكانوا من المشاركين في مشروع مشترك بين برنامج الأغذية العالمي ومشروع مبادرة التحريج في لبنان. وبعد أن قرروا التطوع في الجهود المبذولة للتعافي من الكارثة، اتجهوا إلى مستشفى روزير في منطقة الجميزة، على بعد أقل من كيلومتر واحد من موقع الانفجار الذي أودى بحياة المئات وتشريد مئات الآلاف.

 

يقول ناصر بفخر: "أريد أن أخبر أطفالي أنني دعمت بلادي عندما كانت في أمس الحاجة إلي." وأضاف: "عندما وصلت إلى المستشفى، رأيت مشهدًا لم أره من قبل. فكل اللقطات التي يتم عرضها لا تعكس حتى نصف الدمار الحقيقي - لكننا هنا لتقديم المساعدة."

 

تقول الأخت نيكولا أكيكي، مديرة مستشفى روزير، وهي تتذكر الليلة التي دمر خلالها القسم الأكبر من المستشفى الذي تم تجديده مؤخرًا: "في جزء من الثانية، ضاع كل شيء، إن يوم الرابع من أغسطس/آب هو يوم لن أنساه أبدًا. لقد هرع المصابون والمغطون بالدماء إلى مستشفانا. عالجناهم على الرصيف بينما كنا نعمل على إجلاء 26 مريضًا و60 موظفًا من المستشفى ".

 

تتوقف الأخت أكيكي للحظة وهي تتحدث عن زميلة لها لم تنج مع الأسف من الانفجار وتقول: "لقد توفيت وهي تعالج الجروح. ومتى ستبرأ جراحنا؟" ثم استكملت حديثها في وصف متطوعي برنامج الأغذية العالمي ومشروع التحريج في لبنان قائلة بأنهم يمثلون "الوجه الحقيقي للبنان".

 

تقول جوليا هاني التي تعمل كمنسقة في مشروع التحريج في لبنان- وهو شريك برنامج الأغذية العالمي في مشاريع إعادة التحريج: "المتطوعون حريصون على إحداث فرق." وأضافت: "إنهم مجهزون بكمامات لحماية الوجه وقفازات عالية التحمل، ويعملون في بيئات آمنة، بعيدًا عن مخاطر التلوث الصحي أو الكيميائي. ويقومون برش المياه على الأسطح لمنع الجزيئات والغبار من الانتشار مرة أخرى في الهواء ويعملون على فصل الحطام إلى زجاج وخشب لتمكين المعالجة المناسبة. ويقدم الخبراء منهم في مجال الإنشاءات المساعدة في إعادة البناء."

 

سلسلة بشرية من متطوعي برنامج الأغذية العالمي ومشروع التحريج في لبنان، تعمل على إزالة الأنقاض للمساعدة في إعادة تشغيل غرف المستشفى مرة أخرى. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/ إدمون خوري

سلسلة بشرية من متطوعي برنامج الأغذية العالمي ومشروع التحريج في لبنان، تعمل على إزالة الأنقاض للمساعدة في إعادة تشغيل غرف المستشفى مرة أخرى. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/ إدمون خوري

 

يقول قاسم جوني، مسؤول سياسات البرنامج في برنامج الأغذية العالمي: "إن الحاجة ماسة لإعادة فتح قسم الطوارئ في مستشفى روزير، الذي انهار بسبب قوة الانفجار." ويضيف: "وتتيح لنا مرونتنا بالاستجابة الفورية لأي أزمة قد تؤثر على لبنان".

 

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فقد أدى الانفجار إلى توقف ثلاثة مستشفيات في بيروت عن العمل تمامًا وترك ثلاثة أخرى تعمل جزئيًا، مما قلل عدد الأسرة في المستشفيات العامة والخاصة بنحو 550 سريرًا. وقد أظهرت النتائج الأولية للتقييم الذي أجري على 55 عيادة ومركز للرعاية الصحية الأولية في جميع أنحاء بيروت أن أكثر من نصفها بقليل لا يعمل، والبقية تقدم مستويات مختلفة من الخدمة.

 

ومن خلال الأموال المقدمة من الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية في ألمانيا، حشد برنامج الأغذية العالمي ومشروع التحريج في لبنان المتطوعين الذين بدأوا العمل مع الالتزام بتدابير الوقاية الصارمة المرتبطة بوباء كورونا.

فاطمة حسين واحدة من متطوعي برنامج الأغذية العالمي ومشروع التحريج في لبنان الذين يعملون بجد، مما يساعد على إعادة تشغيل مستشفى روزير في منطقة الجميزة. الصورة: برنامج الأغذية العالمي / إدمون خوري

فاطمة حسين واحدة من متطوعي برنامج الأغذية العالمي ومشروع التحريج في لبنان الذين يعملون بجد، مما يساعد على إعادة تشغيل مستشفى روزير في منطقة الجميزة. الصورة: برنامج الأغذية العالمي / إدمون خوري

 

ومن ناحية أخرى، أضاف الانفجار الذي ضرب بيروت مستوى جديد من الضعف لشعب يعاني بالفعل من واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في المنطقة بالإضافة إلى ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا.

 

واستجابة لذلك، قام برنامج الأغذية العالمي بشحن 12500 طن متري من دقيق القمح للمساعدة في استقرار سعر الخبز في لبنان وتوفير 150 ألف عبوة غذائية لتوزيعها على الأسر المتضررة من الأزمة الاقتصادية وإجراءات الإغلاق جراء وباء كورونا.

 

ومنذ وقوع الانفجار، وزع برنامج الأغذية العالمي عبوات غذائية على المطابخ المجتمعية المحلية لتقديم الوجبات لضحايا الانفجار والمتطوعين الذين يعملون على إزالة الأنقاض.

 

واستفادةً من برنامج المساعدات النقدية الحالي في لبنان والذي يخدم أكثر من 100 ألف لبناني، سيزيد برنامج الأغذية العالمي مساعداته بمقدار عشرة أضعاف للوصول إلى المستفيدين في جميع أنحاء البلاد بما في ذلك سكان بيروت الذين تضرروا بشكل مباشر من الانفجار.

تعرف على المزيد حول استجابة برنامج الأغذية العالمي لانفجار بيروت وتبرع لدعم عملياتنا لإنقاذ الأرواح وتغيير الحياة.