Skip to main content

برنامج الأغذية العالمي يوسع نطاق مساعداته في لبنان بعد الانفجار الذي دمر ميناء بيروت

من المتوقع أن ’تقفز‘ أسعار المواد الغذائية بشكل كبير في البلد الذي يعاني بالفعل من أسوأ أزمة مالية على الإطلاق دمرته كليًا
النيران تشتعل في إحدى السفن عقب انفجار يوم الثلاثاء. الصورة: وكالة فرانس برس/برنامج الأغذية العالمي
النيران تشتعل في إحدى السفن عقب انفجار يوم الثلاثاء. الصورة: وكالة فرانس برس/برنامج الأغذية العالمي

برنامج الأغذية العالمي يوسع نطاق مساعداته في لبنان بعد الانفجار الذي دمر ميناء بيروت

من المتوقع أن ’تقفز‘ أسعار المواد الغذائية بشكل كبير في البلد الذي يعاني بالفعل من أسوأ أزمة مالية على الإطلاق دمرته كليًا

 

خسارة 120 ألف طن متري من المواد الغذائية جراء انفجار يوم الثلاثاء 4 أغسطس الذي دمر ميناء بيروت. الصورة: وكالة فرانس برس
خسارة 120 ألف طن متري من المواد الغذائية جراء انفجار يوم الثلاثاء 4 أغسطس الذي دمر ميناء بيروت. الصورة: وكالة فرانس برس

 

يشعر برنامج الأغذية العالمي بقلق بالغ إزاء حالة الأمن الغذائي في لبنان بعد أن اهتز البلد - الذي يعاني بالفعل من أسوأ أزمة اقتصادية على الإطلاق - جراء الانفجار الذي وقع في بيروت يوم الثلاثاء 4 أغسطس، وأودى بحياة 137 شخصًا، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم.

وانطلاقًا من استجابة برنامج الأغذية العالمي للحالة الطارئة، سيخصص البرنامج 5000 عبوة غذائية للأسر المتضررة - كل عبوة تكفي لإطعام خمسة أشخاص لمدة شهر وتحتوي على المواد الغذائية الأساسية مثل الأرز، والمكرونة والزيت، والسكر، والملح وصلصة الطماطم.

منزل مطل على الميناء. الصورة: جوزيف عيد/وكالة فرانس برس
منزل مطل على الميناء. الصورة: جوزيف عيد/وكالة فرانس برس

وقال متحدث باسم البرنامج: "إن الأضرار التي لحقت بميناء بيروت، حيث ترسو السفن التي تحمل ثلث الإمدادات الغذائية الخاصة ببرنامج الأغذية العالمي لنقلها للمنطقة، ستؤدي بشكل كبير إلى تفاقم الوضع الاقتصادية المتردي بالفعل كما تهدد الأمن الغذائي في البلاد".

ومن بين أكبر المخاوف تعرض 120 ألف طن متري من مخزون المواد الغذائية الأساسية في البلاد التي كانت مخزنة في الميناء - بما في ذلك القمح وفول الصويا والحبوب الأخرى - للفساد مما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية ارتفاعًا كبيرًا.

وحتى قبل وقوع الانفجار، كان وضع الأمن الغذائي في لبنان يدعو للقلق البالغ؛ حيث يعيش مليون شخص بالفعل تحت خط الفقر و45 في المائة من اللبنانيين مهددون بالانزلاق نحو هاوية الفقر، وفقًا للبنك الدولي.

ويواصل برنامج الأغذية العالمي تقديم المساعدات إلى 107 ألف لبناني من خلال بطاقاته الإلكترونية - وهي بطاقات الخصم المباشر النقدية التي تستخدم لشراء المواد الغذائية - من خلال البرنامج الوطني لاستهداف الفقر الذي تنفذه الحكومة.

عملية برنامج الأغذية العالمي في الميناء قبل وقوع المأساة. الصورة: وكالة فرانس برس/برنامج الأغذية العالمي
عملية برنامج الأغذية العالمي في الميناء قبل وقوع المأساة. الصورة: وكالة فرانس برس/برنامج الأغذية العالمي

وقد كشفت أحدث دراسة استقصائية أجراها برنامج الأغذية العالمي حول التأثير المركب للأزمة الاقتصادية في لبنان وتدابير الإغلاق جراء جائحة كوفيد-19 على سبل كسب العيش والأمن الغذائي - أن الغذاء أصبح مصدر قلق رئيسي، حيث قال 50 في المائة من اللبنانيين المشاركين خلال الشهر الماضي إنهم شعروا بالقلق لأنه ليس لديهم ما يكفي لإطعام أسرهم.

وشهدت واردات المواد الغذائية، التي تمثل ما يصل إلى 85 في المائة من احتياجات البلاد الغذائية، انخفاضًا حادًا خلال الأشهر الستة السابقة لشهر أبريل. ونتيجة لذلك، تضاعفت تكلفة المواد الغذائية الأساسية على مدار الأشهر الأخيرة.

ومع وجود مخاوف من فقد عدد يصل إلى 300 ألف شخص لمنازلهم منذ يوم الثلاثاء، فإن أزمة الغذاء قد صاحبتها أزمة صحية حيث تضطر المستشفيات - التي تعاني بالفعل تحت وطأة ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد - إلى رفض قبول دخول الحالات إلى المستشفيات.

وفي الوقت الذي يُجري فيه برنامج الأغذية العالمي تقييمًا لاحتياجات الأمن الغذائي، يسعى البرنامج إلى تيسير توفر الدعم الطبي حيثما أمكن ذلك. فقد انطلقت يوم الخميس طائرة متجهة إلى بيروت - تحمل 8.5 طن متري من المعدات الجراحية ومعدات علاج الصدمات التي تبرعت بها وزارة الخارجية الإيطالية - من مستودع الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية الذي يديره برنامج الأغذية العالمي في برينديزي، إيطاليا.

إجلاء سيدة من حي مار ميخائيل الذي تعرض للتدمير الجزئي في بيروت. الصورة: باتريك باز/وكالة فرانس برس
إجلاء سيدة من حي مار ميخائيل الذي تعرض للتدمير الجزئي في بيروت. الصورة: باتريك باز/وكالة فرانس برس

يسعى البرنامج وشركاؤه والجهات المانحة والحكومة اللبنانية بشكل عاجل لحماية الفئات الأشد ضعفاً واحتياجًا من خلال تحسين وتوسيع نطاق المساعدات الاجتماعية للفئات الأشد فقرًا، بما في ذلك توفير الحماية من خلال شبكات الأمان في حالات الطوارئ.

يخطط برنامج الأغذية العالمي لتقديم مساعدات غذائية طارئة لدعم 50 ألف أسرة لبنانية محتاجة - أي ما يصل إلى 250 ألف شخص، تضررت من الأزمات الاقتصادية وأزمة جائحة كوفيد-19 - بالتعاون مع العديد من الوكالات الإنسانية. كما يقوم برنامج الأغذية العالمي بتوزيع حصص غذائية على 13000 أسرة من أسر الأطفال الذين شملهم برنامج الوجبات المدرسية.

 

توجد مخاوف من احتمال فقدان عدد يصل إلى 300 ألف شخص لمنازلهم في أعقاب الانفجار. الصورة: وكالة فرانس برس
توجد مخاوف من احتمال فقدان عدد يصل إلى 300 ألف شخص لمنازلهم في أعقاب الانفجار. الصورة: وكالة فرانس برس

 

تأتي الزيادة المتوقعة في أسعار المواد الغذائية في وقت ترتفع فيه معدلات البطالة وتنخفض الرواتب حيث تكافح العديد من الأسر لتغطية نفقاتها.

وفي إطار سعي برنامج الأغذية العالمي الحثيث لتمكين الناس على المدى الطويل، سيواصل البرنامج تنفيذ برامجه التي تساعد على بناء - وإعادة بناء - قنوات الري وتصريف مياه الأمطار وأسواق الفاكهة والخضراوات والطرق الرئيسية لتعزيز القطاع الزراعي.

ومن المتوقع أن يتوجه السيد ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، في زيارةٍ إلى بيروت يوم الأحد.

تبرع لمساعدة برنامج الأغذية العالمي على دعم الأسر في بيروت