Skip to main content

برنامج الأغذية العالمي: مجاعة وشيكة تلوح في الأفق باليمن

الملايين معرضون لخطر المجاعة دون تدخل فوري وفقاً لمؤتمر المانحين رفيع المستوى الذي عقدته الأمم المتحدة يوم الإثنين
, أنابيل سيمنجتون وبيفاند خورساندي

  

A child in Hajjah is diagnosed with moderate acute malnutrition. Photo: WFP/Issa Al-Ragh
طفلة، تم فحصها في عيادة يدعمها برنامج الأغذية العالمي في مدينة حجة، تم تشخيص حالتها بأنها تعاني من سوء التغذية الحاد المتوسط. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/عيسى الراغ

ويدق برنامج الأغذية العالمي ناقوس الخطر مؤكدًا أن الشعب اليمني يواجه خطر السقوط في براثن المجاعة ما لم يتخذ العالم إجراءً عاجلاً.

يعيش بالفعل ما يقرب من 50000 شخص في اليمن في ظروف شبيهة بالمجاعة، بينما يقف 5 ملايين على بعد خطوة واحدة من التعرض لنفس الظروف.

سيعمل ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، على التأكيد على مخاوف البرنامج بشأن اليمن أمام المؤتمر رفيع المستوى لجمع التبرعات الذي تستضيفه الأمم المتحدة بالتعاون مع حكومتي سويسرا والسويد.

.

A 10-month-old baby is treated for malnutrition in Al-Dhale. Photo:  WFP/Saleh Bin Haiyan
طفل يبلغ من العمر 10 أشهر يعالج من سوء التغذية في عيادة يدعمها برنامج الأغذية العالمي والمؤسسة الطبية الميدانية. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/صالح بن حيان

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما يقرب من 250000 شخص لقوا حتفهم خلال حرب اليمن التي استمرت ست سنوات، ومن بينهم أكثر من 131000 شخص فقدوا حياتهم بسبب العواقب غير المباشرة للنزاع، مثل نقص الغذاء والخدمات الصحية والبنية التحتية - الوضع في البلاد الآن أسوأ مما كان عليه في أي وقت منذ عام 2015.

وتمثل اليمن أكبر عملية إنسانية ينفذها برنامج الأغذية العالمي، حيث يقدم مساعدات غذائية لما يقرب من 13 مليون شخص - أو ما يقرب من نصف السكان - بينما تتلقى 3.3 مليون امرأة وطفل الدعم التغذوي.

A mother and her children in a WFP-supported clinic in Aden in October. Photo: WFP/Alaa Noman
عيادة يدعمها برنامج الأغذية العالمي في عدن في شهر أكتوبر. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/علاء نعمان

مع استمرار انتشار جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، لا يستطيع المجتمع الدولي الوقوف مكتوف الأيدي لحين صدور التصنيف الرسمي للمجاعة في اليمن حتى يتحرك.



فقد لا يتم أبدًا إعلان المجاعة في اليمن بسبب العبء الثقيل لجمع الأدلة اللازمة لذلك. فالأمر يتطلب إثبات أن 20 في المائة من الأسر تواجه نقصًا حادًا في الغذاء، وأن 30 في المائة من الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد، وأن شخصان من كل 10000 شخص يفقدان حياتهما كل يوم بسبب الجوع المباشر أو سوء التغذية والمرض.

Man drives past building destroyed by conflict in Taz Yemen Feb 2020
مبنى تعرض للقصف في تعز باليمن العام الماضي. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/محمد عوض

ومع ذلك، في مناطق النزاعات - عندما تتعطل الاتصالات وتنزح المجتمعات المحلية ويتم فرض قيود على وصول المساعدات الإنسانية - فإن معرفة الحقائق التي تفيد بأن الوضع سريع التدهور يمثل تحديًا كبيرًا.

لا أحد يشك في أن الناس يموتون بالفعل وأن انعدام الأمن الغذائي سيستمر في الارتفاع إذا لم يتم تقديم دعم إنساني فوري.

يحرص برنامج الأغذية العالمي على التأكيد للحكومات المانحة على أن اليمن بحاجة إلى السلام - فالسلام وحده هو القادر على كسر حلقة الجوع والنزاعات المدمرة التي عصفت بالبلاد لمدة ست سنوات.

A child is assessed at a mobile health clinic. Photo: WFP/Saleh Bin Haiyan
تقييم في مستشفى متنقل. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/صالح بن حيان

يتطلب التقدم نحو السلام اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين، وتقديم المساعدة في حالات الطوارئ، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، ودعم الاقتصاد الذي تقلص بمقدار النصف منذ بداية النزاع.



يحتاج برنامج الأغذية العالمي إلى 1.9 مليار دولار أمريكي على الأقل في عام 2021 لتوفير الحد الأدنى من المساعدات الغذائية اللازمة للحيلولة دون وقوع المجاعة - ولمواصلة العمليات حتى شهر يوليو/تموز، يحتاج إلى تمويل فوري قدره 482 مليون دولار أمريكي. وبدون ذلك، واعتبارًا من يونيو/حزيران، قد يضطر برنامج الأغذية العالمي إلى قطع الدعم الغذائي المقدم إلى 1.1 مليون طفل وأم، بينما قد يواجه 5 ملايين شخص انقطاعًا في المساعدات الغذائية المقدمة للحالات الطارئة في مايو/أيار.



في الوقت الحالي، يتلقى حوالي 8 ملايين شخص مساعدات غذائية من برنامج الأغذية العالمي كل شهرين، بدلاً من تلقيها شهريًا. كان هذا هو الحال منذ أبريل/نيسان 2020 لأن البرنامج ببساطة لم يكن لديه الأموال الكافية. وقد ساهم تقليص المساعدات، بدوره، في ارتفاع مستويات الجوع، ويأتي هذا بالإضافة إلى النزاع المستمر، والنزوح، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وانخفاض قيمة العملة – وكل هذه الأمور وصلت إلى مستويات مقلقة جديدة في عام 2020.

 

Cooking with food distributed at the WFP point in Zinjibar
سيدة تطهو باستخدام المواد الغذائية التي حصلت عليها من نقطة توزيع تابعة لبرنامج الأغذية العالمي في زنجبار. تصوير: برنامج الأغذية العالمي/محمود فاضل

حتى الآن في عام 2021، تلقى برنامج الأغذية العالمي 150 مليون دولار أمريكي من الولايات المتحدة، و75 مليون دولار أمريكي من ألمانيا، وما يقرب من 50 مليون دولار أمريكي من البنك الدولي، و40 مليون دولار أمريكي من المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى بعض المساهمات الأصغر من القطاع الخاص والأفراد والأموال المجمعة لدى الأمم المتحدة.

تُستخدم هذه الأموال حاليًا للوصول إلى أكثر الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في المناطق التي أصبح فيها الموت والجوع حقيقة واقعة بالفعل. لكن هذا لا يكفي للوصول إلى جميع المحتاجين خلال هذا العام.

 

Beasley_Yemen
المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، يزور مستشفى للولادة في عدن في 2018. الصورة: برنامج الأغذية العالمي / ماركو فراتيني

حتى عام 2019، تلقى برنامج الأغذية العالمي حوالي 70 في المائة من الأموال من ثلاث جهات مانحة - الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وقد رفعت هذه الجهات من قيمة مساهماتها كل عام في الوقت الذي زج فيه النزاع بالمزيد والمزيد من الأسر في براثن الجوع. وقد سمح ذلك لبرنامج الأغذية العالمي بالتوسع لدعم الاحتياجات المتزايدة، والانتقال من دعم حوالي مليون شخص في عام 2015 إلى ما يقرب من 13 مليونًا في عام 2019. وقد ساعد هذا التوسع في العمل الإنساني - وهو أحد أكبر الأنشطة في التاريخ الحديث - على الحيلولة دون وقوع المجاعة في عام 2019.

ومع ذلك، في عام 2020، تلقى البرنامج حوالي نصف الأموال اللازمة. ويأمل الآن أن تتبرع الجهات المانحة الأخرى بمستويات مماثلة لتبرعات السنوات السابقة.

وسيحضر أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، مؤتمر إعلان التبرعات، بينما سيترأسه السير مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ.

وخلال شهر يناير الماضي، كان ديفيد بيزلي قد حذر من كارثة وشيكة في اليمن، وقال: "نحن نكافح حاليًا لإطعام 13 مليون شخص. وإذا كنا نكافح مع 13 مليون شخص، وليس لدينا المال، وإمكانية الوصول والأدوات التي نحتاجها، فما الذي تعتقدون أنه سيحدث؟"