Skip to main content

اليمن: الاستجابة لجائحة كورونا في أسوأ أزمة إنسانية في العالم

في حين أن عدد الإصابات المسجلة منخفض، إلا أنه يُعتقد أن الفيروس ينتشر في جميع أنحاء البلاد دون أن يتم اكتشافه. ويمثل التمويل العاجل أمرًا ضرورياً في بلد يعاني من النزاع والصدمات المناخية.
, كتبت: أنابيل سيمنجتون
سوء التغذية: مسئولتان للرعاية الصحية تفحصان فتاة في عيادة يدعمها برنامج الأغذية العالمي في عدن في فبراير. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/محمد عوض
سوء التغذية: مسئولتان للرعاية الصحية تفحصان فتاة في عيادة يدعمها برنامج الأغذية العالمي في عدن في فبراير. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/محمد عوض

بعد خمس سنوات من النزاع الذي أدى إلى تدمير النظام الصحي في البلاد وترك الملايين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، يواجه اليمن في الوقت الحالي تهديدًا جديدًا وهو جائحة كورونا التي تهدد بدفع ملايين المحتاجين والضعفاء في جميع أنحاء العالم إلى الجوع الشديد. في اليمن، يحتاج برنامج الأغذية العالمي بشكل عاجل إلى 878 مليون دولار أمريكي لمواصلة تقديم المساعدات المنقذة للحياة، وهي أفضل خط دفاع لدينا لمواجهة وباء كورونا.

إن أكثر من ثلثي سكان البلاد البالغ عددهم ما يزيد على 30 مليون نسمة يعانون من انعدام الأمن الغذائي - من بينهم 10 ملايين نسمة يعانون من الجوع المزمن. ويقدم برنامج الأغذية العالمي المساعدات الغذائية لأكثر من 12 مليون شخص، في حين يتلقى أكثر من مليون طفل وأم مكملات غذائية لعلاج سوء التغذية والوقاية منه.

"إذا لزمنا منازلنا سنموت من الجوع. وإذا خرجنا سنموت من المرض."

في حين أن الحالات المسجلة رسمياً منخفضة نسبياً في اليمن، فقد حذرت الأمم المتحدة من احتمال انتشار جائحة كورونا دون أن يتم اكتشافه. وخلال الأسابيع القليلة الماضية، دقت وسائل الإعلام، والأطباء، والأسر المتضررة، وعمال الإغاثة، وشهود العيان الآخرون ناقوس الخطر من أن البلاد قد تشهد زيادة في عدد الإصابات.

حبيبة تتسلم قسيمة غذائية من برنامج الأغذية العالمي في صنعاء يمكن استبدالها بالدقيق والبقول والزيت والسكر والملح من التجار المحليين. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/محمد عوض
حبيبة تتسلم قسيمة غذائية من برنامج الأغذية العالمي في صنعاء يمكن استبدالها بالدقيق والبقول والزيت والسكر والملح من التجار المحليين. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/محمد عوض

إن الأسر المحتاجة بالفعل تدرك بما لا يدع مجالًا للشك أن الوضع المزري الذي يعيشونه يمكن أن يؤدي بهم إلى السقوط السريع في الهاوية، ويواجه الجميع خيارات مريرة. تقول حبيبة، من صنعاء، وهي قادمة لتسلم القسيمة الغذائية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي: "إذا بقينا في منازلنا سوف نموت من الجوع، وإذا خرجنا سنموت من المرض."

وتتحمل النساء والأطفال، كما هي الحال دائمًا، وطأة هذه الأزمة الأخيرة؛ حيث يعاني مليونا طفل ومليون امرأة حاليًا من سوء التغذية الحاد في اليمن، وهي أرقام يتوقع برنامج الأغذية العالمي أن ترتفع مع ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا.

وتشعر أشجان، وهي مسئولة صحية تعمل في عيادة للتغذية يدعمها برنامج الأغذية العالمي في مدينة عدن الجنوبية، بالقلق من تأثير الإصابة بفيروس كورونا على النساء والأطفال الذين تقدم لهم الرعاية الصحية كل يوم.

يعاني مليونا طفل ومليون امرأة حاليًا من سوء التغذية الحاد في اليمن. ويتوقع برنامج الأغذية العالمي أن ترتفع هذه الأرقام مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا. الصور: برنامج الأغذية العالمي/محمد عوض
يعاني مليونا طفل ومليون امرأة حاليًا من سوء التغذية الحاد في اليمن. ويتوقع برنامج الأغذية العالمي أن ترتفع هذه الأرقام مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا. الصور: برنامج الأغذية العالمي/محمد عوض

تقول أشجان: "من بين العديد من الأمراض المنتشرة في عدن، لا يزال فيروس كورونا يمثل أكبر وأخطر تهديد على الأطفال والنساء الحوامل ممن يعانون بالفعل من سوء التغذية." وتضيف: "بصفتنا مسئولين صحيين، فإننا نحاول كل يوم التحدث إلى المرضى حول خطورة جائحة كورونا، لكن القليل منهم من يدركون مدى خطورة ذلك أو يتمكنون من اتخاذ الاحتياطات اللازمة."

ومما يزيد الأمور سوءًا أن البلد الذي مزقته الحرب يعاني من الصدمات المناخية الدورية مثل فيضانات أبريل/نيسان - وبالنسبة لأشخاص مثل سعيد من صنعاء، فإن "لزوم المنزل" ليس أمرًا يسهُل الالتزام بها. فهو يقول: "لقد تسببت الفيضانات في تدمير منزلي."

حصل سعيد على المساعدات الغذائية للحالات الطارئة من برنامج الأغذية العالمي بعد أن فقد منزله في الفيضان المدمر الذي اجتاح مدينة صنعاء في أبريل/نيسان. تصوير: برنامج الأغذية العالمي/محمد ناشر
حصل سعيد على المساعدات الغذائية للحالات الطارئة من برنامج الأغذية العالمي بعد أن فقد منزله في الفيضان المدمر الذي اجتاح مدينة صنعاء في أبريل/نيسان. تصوير: برنامج الأغذية العالمي/محمد ناشر

إن النزاع المستمر، وتحديات الوصول، والاضطرار إلى موازنة الموارد المتاحة مع مستوى الاحتياجات غير المسبوق، يجعل من الصعب للغاية على برنامج الأغذية العالمي تقديم المساعدة إلى ما يقرب من نصف البلد - وخاصةً مع الضغط على سلسلة الإمداد بسبب القيود المفروضة عليها جراء جائحة كورونا.

وتتعرض مشروعات بناء القدرة على الصمود التي تدعم سبل كسب العيش للتوقف باستمرار - بسبب الحرب والصدمات المناخية والقيود المفروضة بسبب جائحة كورونا (كوفيد-19).

يقول عزب، أحد المشاركين في مشروع دعم القدرة على الصمود برعاية برنامج الأغذية العالمي في أبين، والذي انتهى العمل فيه حاليًا: "لقد كان هذا كابوسًا لأسرتي بأكملها. إن أسرتي تعتمد اعتمادًا كليًا على دخلي وحده. ونظرًا لعدم وجود دخل بديل، فأنا أعمل في مزرعة في نقل المحاصيل إلى السوق. وأحصل على 5 دولارات أمريكية في اليوم. لكن مع ذلك، إن هذا العمل غير مستقر - فأنا أعمل اليوم ولكن غدًا ... لا أحد يعرف."

برنامج الأغذية العالمي يطبق تدابير السلامة في المستودعات والموانئ ونقاط التوزيع في اليمن. برنامج الأغذية العالمي/ محمد عوض
برنامج الأغذية العالمي يطبق تدابير السلامة في المستودعات والموانئ ونقاط التوزيع في اليمن. برنامج الأغذية العالمي/ محمد عوض

ومثل عزب، عمل لطفي في البناء كجزء من مشروع بناء القدرة على الصمود في عدن. ولكن منذ انتهاء المشروع، يكافح هو أيضًا في الوقت الحالي لكسب ما يكفي كل يوم لإطعام أسرته. لقد حصل لطفي على التدريب والأدوات التي يحتاجها ليتمكن من صيد الأسماك. ويقول إن الأمر صعب؛ فهو لا يصطاد الكمية الكافية من الأسماك لبيعها في السوق. ويقول: "يجب أن أبقى في البحر طوال اليوم وهذا أمر شاق للغاية أثناء الصيام [خلال شهر رمضان] وفي الحر."

ومع ذلك فإن ما يصطاده يساعد أسرته بالكاد على مواصلة الحياة.

حتى الآن، وعلى الرغم من التحديات المتعددة، تمكن برنامج الأغذية العالمي من إيصال المواد الغذائية إلى الأسر التي تعتمد على مساعداتنا للبقاء على قيد الحياة.

وبالتعاون مع الشركاء، طبق برنامج الأغذية العالمي تدابير احترازية في الموانئ والمستودعات ونقاط التوزيع للتأكد من إمكانية تقديم المساعدة بطريقة آمنة، وحماية موظفينا والأسر التي ندعمها. والوضع يتطور باستمرار، ونحن أيضًا نعمل باستمرار على تكييف طريقة عملنا.

طالما كانت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا من أهم البلدان الداعمة لليمن خلال أزمة الجوع. ويأمل برنامج الأغذية العالمي الآن في مضاعفة الجهود حيث يسعى للحصول على 878 مليون دولار أمريكي لمواصلة عملياته من أجل إنقاذ الأرواح وتغيير الحياة في ظل هذه الأزمة التي تعتبر بالفعل أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

تبرع لمساعدة برنامج الأغذية العالمي على إنقاذ الأرواح وتغيير الحياة في اليمن