Skip to main content

كيف تساعد البطاقات الغذائية على تمكين اللاجئات في السودان

يعيش في ولاية النيل الأبيض عدد كبير من اللاجئين القادمين من جنوب السودان. وخلال النصف الأول من عام 2019، قدم برنامج الأغذية العالمي الدعم إلى حوالي 387 ألف لاجئ في جميع أنحاء السودان وكان معظم الدعم الغذائي مقدماً من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. وكان أكثر من نصف هؤلاء اللاجئين من النساء. فالبرنامج يعمل على تشجيع النساء على اتخاذ القرار في المنزل وذلك من خلال إصدار بطاقات الحصص الغذائية الشهرية بأسمائهن.
خميسة، لاجئة من جنوب السودان، تجذب الكاميرا بابتسامتها المشرقة. صورة: برنامج الأغذية العالمي/بيلندا بوبوفسكا
خميسة، لاجئة من جنوب السودان، تجذب الكاميرا بابتسامتها المشرقة. صورة: برنامج الأغذية العالمي/بيلندا بوبوفسكا

تقف خميسة جون آدياند، البالغة من العمر 19 عاماً، حاملة بطاقة توزيع الأغذية الخاصة بها بين أسنانها، في الطابور لتحصل على حصتها الشهرية من الزيت المدعم بالفيتامينات والمعادن. وتحاول خميسة الاختباء بين النساء الأخريات بحيث ألا يراها أحد. وتوجد في بطاقتها الممزقة نسبياً خروم تدل كل منها على عدد الشهور التي حصلت خلالها على المساعدات الغذائية لأسرتها.

تسير خميسة كل شهر على قدميها من مأوى أسرتها إلى مركز التوزيع التابع لبرنامج الأغذية العالمي في مخيم اللقايا في ولاية النيل الأبيض. وبصفتها إحدى النساء لمسئولات عن المنزل، بعد والدتها بالتأكيد، فقد أوكلت إليها مسئولية الحصول على الحصص الغذائية الشهرية المخصصة للأسرة.

يظل برنامج الأغذية العالمي، من خلال الدعم المقدم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، هو طوق النجاة بالنسبة لخميسة، بل وأكثر من ذلك بكثير. صورة: برنامج الأغذية العالمي/بيلندا بوبوفسكا
يظل برنامج الأغذية العالمي، من خلال الدعم المقدم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، هو طوق النجاة بالنسبة لخميسة، بل وأكثر من ذلك بكثير. صورة: برنامج الأغذية العالمي/بيلندا بوبوفسكا

تقول خميسة: "أحب أن أطهو الطعام لأسرتي. وعندما أصبح طبيبة، سأتمكن من أن أطهو السمك لأسرتي. فالسمك المطهو على الفحم له مذاق لذيذ." وبعد التفكير لبرهة، تضحك وتقول: "قد لا أحتاج إلى طهي الطعام بعد الآن لأسرتي، يمكنني أن أجلب لهم طاهية."

خميسة لديها أحلام كثيرة، وآمال كبيرة بالعودة إلى وطنها. وتقول: "عندما يعم السلام، سأعود إلى وطني وسأساعد جنوب السودان على تحسين الظروف الصحية. وبصفتي طبيبة، سأتمكن من مساعدة الكثيرين، ولن يقتصر الأمر على أسرتي."

وبينما لا يبعد وطنها السابق عن الحدود إلا بمقدار حوالي 20 كم، لم يكن لدى خميسة أي خيار سوى التعايش مع "وطنها المؤقت" الجديد. لقد وصلت إلى مخيم اللقايا للاجئين منذ خمسة أعوام مع والديها وأربع إخوة بحثاً عن الأمان. تقول: "أنا من قبيلة الشلُّك ونحن نتحدث اللغة الشلُّكية. وأنا من ولاية أعالي النيل. إن موطني قريب ولكن يبدو كأن الأمر قد حدث منذ زمن بعيد."

وتسرح خميسة مع ذكريات كثيرة تتسع بقدر اتساع ابتسامتها، تصف وطنها الذي تركته قائلة: "أنا أتذكر الأرض الخصبة والأشجار الجميلة، وأتذكر رقصنا مع الأصدقاء والسلام الذي كنا نتمتع به قبل اندلاع الحرب."

خلال النصف الأول من هذا العام، قدم برنامج الأغذية العالمي الدعم لحوالي 387 ألف لاجئ في جميع أنحاء السودان. صورة: برنامج الأغذية العالمي/بيليندا بوبوفسكا
خلال النصف الأول من هذا العام، قدم برنامج الأغذية العالمي الدعم لحوالي 387 ألف لاجئ في جميع أنحاء السودان. صورة: برنامج الأغذية العالمي/بيليندا بوبوفسكا

يستضيف السودان حالياً أكبر عدد من اللاجئين من جنوب السودان في المنطقة حيث بلغ عددهم 850 ألف شخص هم في نزوح دائم بسبب الصراع المدني. وقد سعى الكثيرون إلى الحصول على المأوى في ولاية النيل الأبيض في السودان. وبفضل إسهامات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، يواصل برنامج الأغذية العالمي تقديم الدعم للاجئين من خلال توفير المواد الغذائية الأساسية وتتضمن الجمع بين الحبوب والبقول والزيت والملح.

أجولة الحبوب المقدمة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مرصوصة بينما تنتظر النساء للحصول على نصيب أسرهن منها. إن إصدار بطاقات الحصص الغذائية بأسماء النساء يعطي لهن الحق في الحصول على الحصص الغذائية الشهرية المخصصة لأسرهن بالكامل. صورة: برنامج الأغذية العالمي/بيلندا بوبوفسكا
أجولة الحبوب المقدمة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مرصوصة بينما تنتظر النساء للحصول على نصيب أسرهن منها. إن إصدار بطاقات الحصص الغذائية بأسماء النساء يعطي لهن الحق في الحصول على الحصص الغذائية الشهرية المخصصة لأسرهن بالكامل. صورة: برنامج الأغذية العالمي/بيلندا بوبوفسكا

خلصت دراسة للمتابعة والتقييم أجريت مؤخراً في الفترة من أبريل/نيسان إلى يوليو/تموز إلى أنه من أصل 1085 لاجئ شملتهم الدراسة على مستوى السودان، نحو 68% في المتوسط ممن يحملون بطاقات الحصص الغذائية للحصول على المساعدات الغذائية هم من النساء.  وعلاوة على ذلك، نعلم أن المزيد من النساء يتولين الحصول على الغذاء من مراكز التوزيع التابعة للبرنامج. وفي نهاية الأمر، ومن خلال تشجيع المزيد من النساء على اتخاذ القرار، فإن ذلك يدعم الهدف الأكبر الذي يرمي إلى تحقيق المساواة في مسألة اتخاذ القرار على مستوى الأسرة.

يوجد حالياً 1.1 مليون لاجئ في السودان، أغلبهم جاءوا من دول الجوار– وبالنسبة للكثيرين ممن يفرون عبر الحدود، يمثل حق الحصول على الغذاء وهو أحد حقوقهم الإنسانية الأساسية الخطوة الأولى نحو السلامة.