Skip to main content

مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، المخابز في غزة تعمل لمكافحة الجوع

يتم توصيل عشرات الآلاف من حزم الخبز يوميًا كجزء من جهود برنامج الأغذية العالمي الأوسع نطاقًا لتوسيع نطاق المساعدات الغذائية لتصل إلى 1.6 مليون شخص.
, نور حماد
Hot loaves of pita bread falling from a fiery oven in Gaza. Photo: WFP/Maxime Le Lijour
حتى قبل بدء وقف إطلاق النار، كانت المخابز التي يدعمها برنامج الأغذية العالمي في غزة قد استأنفت إنتاج الخبز، حيث كانت تُنتج يوميًا نحو 100,000 رغيف لتلبية احتياجات السكان الجائعين. الصورة: برنامج الأغذية العالمي / ماكسيم لو ليجور

حتى قبل دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في غزة، كانت مخبز النصيرات الواسع قد عاد للعمل، ينتج مئات الأرغفة الساخنة التي تفوح منها رائحة الطحين المحمّص لسكان أنهكهم الجوع.

كانت هذه المرة الأولى التي تُشعل فيها أفران المخبز منذ أشهر، بعد أن بدأت شاحنات الطحين والمواد الأساسية بالدخول مجددًا إلى القطاع. بالنسبة لعائلات نازحة مثل عائلة فاطمة، التي تعيش في خيام وتضطر لحرق البلاستيك والنفايات لطهي ما تبقى لديها من طعام، فإن الخبز الطازج يمنحهم شيئًا من الحياة الطبيعية بعد شهور من الجوع والمعاناة.

تقول فاطمة، التي تعاني ابنتها من مشاكل تنفسية حادة: "عندما أشعل النار، أعلم أنني أعرّض صحة طفلتي للخطر". وتقول فاطمة عن أرغفة الخبز التي تتسلّمها قرب خيمتها في دير البلح: "عندما وصلني الخبز، شعرت وكأنه نعمة وسط كل ما نمرّ به".

A smiling mother and daughter in the background, with a package of pita bread in the foreground. Photo: WFP/Maxime Le Lijour
تعتبر فاطمة، التي تظهر هنا مع إحدى بناتها، أن الخبز الطازج "نعمة". الصورة: برنامج الأغذية العالمي / ماكسيم لو ليجور

مع دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في غزة، تشكّل عودة المخابز للعمل علامة ملموسة على بدء عودة الحياة إلى طبيعتها، ولو بشكل هش. 

الأرغفة التي تخرج من أفرانها الملتهبة تُعد جزءًا من توسيعٍ هائلٍ وسريعٍ للمساعدات الغذائية التي يُقدّمها برنامج الأغذية العالمي للأشخاص الذين يُواجهون جوعًا شديدًا، بل وكارثيًا، بهدف إطعام ما يصل إلى 1.6 مليون شخص في الأشهر الثلاثة الأولى. شاحنات المساعدات الغذائية التابعة للبرنامج بدأت بالدخول إلى القطاع، لدعم المخابز، وبرامج التغذية، وتوزيع المواد الغذائية بشكل عام.

يقول أنطوان رينار، ممثل برنامج الأغذية العالمي ومديره القطري في فلسطين: "كان سكان غزة ينتظرون هذه اللحظة بفارغ الصبر. لقد نزحوا عدة مرات، وطاردهم شبح الجوع وسوء التغذية، واضطروا لاتخاذ قرارات مستحيلة للبقاء على قيد الحياة".

ملامح الحياة الطبيعية بدأت تظهر من جديد.

ملامح الحياة الطبيعية بدأت تظهر من جديد
A small child smiles as a man delivers a package of pita bread. Photo: WFP/Maxime Le Lijour
توزيع الخبز الطازج في غزة يمنح السكان شعورًا بعودة الحياة إلى طبيعتها، مع دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ. الصورة: برنامج الأغذية العالمي / ماكسيم لو ليجور

قبل أيام من دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، كان برنامج الأغذية العالمي قد أعاد تشغيل 9 من أصل 30 مخبزًا كان يدعمها سابقًا في القطاع. ويقوم شركاؤنا بالفعل بتوزيع أكثر من 100,000 رزمة من الخبز يوميًا على العائلات في الملاجئ والمخيمات المؤقتة. ومن المتوقع أن تتوسع هذه التوزيعات مع تحسّن الظروف التي تسمح بدخول المزيد من المواد الغذائية إلى غزة وإعادة فتح المخابز.

يقول سامر عبد الجابر، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا الشرقية: "رائحة الخبز تمنح الناس أملاً بأن الأمور ستعود إلى طبيعتها." ويضيف أنه مع وصول المزيد من الغذاء "تتراجع مستويات القلق، ويشعر الناس بالثقة بأن المزيد من الغذاء سيصل في الأيام القادمة."

An aerial view of thousands of people on the move in Gaza, carrying their belongings, abutting a strip of coastline. Photo: WFP
مع صمت المدافع في غزة، بدأ آلاف الأشخاص بالتحرك من جديد. الصورة: برنامج الأغذية العالمي

من داخل خيمة شبه فارغة، تدمع عينا الأم فاطمة وهي تروي كيف اضطرت عائلتها إلى الفرار من منزلها في مدينة غزة في اليوم الأول من الحرب عام 2023، دون أن تحمل معها شيئًا. وكحال كثيرين في غزة، تنقّلت الأسرة من مكان إلى آخر بحثًا عن الأمان.

تقول فاطمة: "الطعام هو أحد أكبر الصعوبات". فطفلتها الصغيرة وشقيقتها لم يتناولن أي خضروات طازجة أو أطعمة تحتوي على الكالسيوم الضروري لنمو العظام منذ شهور. وكلتاهما تعانيان من مشاكل صحية، إحداهن تحتاج إلى جهاز تنفس. وتضيف: "كنت أطرق الأبواب واحدًا تلو الآخر، فقط لأطلب المساعدة وأحافظ على حياتهن."

حين يصبح الخبز "معجزة" 
The back of a women in a colourful headscarf carrying a box of WFP food on her head. Photo: WFP/Jaber Badwan
برنامج الأغذية العالمي يُوسّع نطاق مساعداته الغذائية في غزة ليصل إلى ثلاثة ملايين شخص خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. الصورة: برنامج الأغذية العالمي/جابر بدوان

يأتي وقف إطلاق النار في غزة - الذي أُعلن عنه بعد أكثر من عامين بقليل من اندلاع الحرب - في وقتٍ تعاني فيه المستشفيات والقطاع التجاري والخدمات الأساسية الأخرى من شللٍ حاد. في حال صمد وقف إطلاق النار، وإذا ما استمر وقف إطلاق النار، يأمل برنامج الأغذية العالمي وغيره من الجهات الإنسانية في تغيير المسار للأفضل.

عشرات الآلاف من الأطنان الغذائية جاهزة للشحن أو في طريقها إلى القطاع. كما بدأ البرنامج في تعزيز الدعم الغذائي للنساء الحوامل والمرضعات، مع خطط للتوسّع أكثر خلال الأسابيع المقبلة.

يقول رينار: "حين يُسمح لنا بالدخول، يمكننا إدخال كميات كبيرة من الإمدادات، مما يتيح لنا زيادة عدد المخابز. مما يُتيح لنا زيادة عدد المخابز واستئناف توزيع الطرود الغذائية، والمساهمة في خفض مستويات سوء التغذية المرتفعة".

A man sporting a T-shirt and his wife, wearing a dark gown and headscarf, sit in a white tent. Photo: WFP/Maxime Le Lijour
يقول أحمد، الذي يظهر هنا إلى جانب زوجته الحامل، إن الخبز الطازج يبدو له كأنه "معجزة" بعد شهور من المعاناة.
الصورة: برنامج الأغذية العالمي / ماكسيم لو ليجور

بالنسبة للبعض مثل أحمد، تمثّل أرغفة الخبز خطوة أولى نحو التعافي. زوجته، التي دخلت شهرها التاسع من الحمل، تعاني من سوء تغذية حاد، ويقول إن الجنين يعاني من نقص في الوزن.

يقول أحمد عن شهور المعاناة خلال الحرب: "كنا نقف في الطابور خمس أو ست ساعات من أجل طبق طعام واحد. لم نكن نستطيع شراء أي شيء من السوق ونحن بلا مال، بلا عمل، وبلا دخل". ويضيف: "رزم الخبز الطازج كانت أشبه بمعجزة. من الصعب وصف الشعور. كانت المرة الأولى منذ وقت طويل نحصل فيها على شيء بهذه البساطة."

تعرّف أكثر على عمل برنامج الأغذية العالمي في فلسطين

الآن هو الوقت المناسب
لاتخاذ خطوة

يعتمد برنامج الأغذية العالمي على المساهمات الطوعية بالكامل لذا فإن لكل تبرع قيمته
تبرّع الآن